الجمعة 3 مايو 2024

مائدة مستديرة عن الكتاب الراحلين بمهرجان المسرح المصري

جانب من الفعاليات

ثقافة2-8-2023 | 19:00

همت مصطفى

أقيمت خلال فاعليات الدورة 16 لمهرجان المسرح المصري، مائدة مستديرة عن "الكتاب الراحلين " وأدارها: الناقد ناصر العزبي، بحضور على لمنصة للناقد الفني الدكتور شريف صالح، والناقد محمد بهجت.

واستهل ناصر العزبي قائلا: سنحتفي اليوم بالكتاب الذين رحلوا عنا في هذا العام، وهم: "الكاتب يسري الجندي والكاتب أبو العلا السلاموني، والكاتب جمال عبد المقصود"، والحقيقة أن هناك اتفاق على تسمية جيل الستينات بجيل الرواد، وهؤلاء الكتاب الثلاثة بالفعل ينتموا لجيل الستينات، إلا أن تأجيل الإعلان عن أنفسهم كان فرصة للنبوغ وهذا واجعلهم ينبغوا لجيل السبعينات، ومن اعتقادي أن أفضل مسمي لهم هو الجيل الذهبي، فهؤلاء الكتاب تميزوا بكتابة المسرح والسيناريو والحوار في ذات الوقت.

وتابع العزبي: من الصعب جدا أن نفصل بين الكاتب يسري الجندي وأبو العلا السلاموني، فعندما نتحدث عنهما كأننا نتحدث عن شخص واحد، فأهم سمة أساسية تميزهما أن مسارهما كان واحد، فهم من مواليد دمياط في اوائل الأربعينات وتوفوا في أوائل الحقبة الثانية من الألفينيات، ومن أولاد حارة واحدة فالنشأة واحدة وقد تجمعوا في الصف الرابع الابتدائي سويا وبدأوا في التمثيل المسرحي، وعملوا في التدريس، وشاركوا في مسابقة في الكتابة عام 69 وحصلوا على الجائزة مناصفة، ومن هنا بدأ المسرحيون يعرفوهم.

 وقال الناقد الفني الدكتور شريف صالح: عَلاقتي بدأت ب أبو العلا السلاموني عندما عملت علي نص "اللص والكلاب" وهي في الأصل كانت حكاية صحفية منشورة لمحمود أمين سليمان، وعندما عملت على الرواية وجدت أن أبو العلا قدم لها معالجة تلفزيونية وكانت بطولة رياض الخولي وعبلة كامل،  فعملنا جلسات عمل سويا ومن خلال تجربتي معه فإن  أبو العلا السلاموني  لديه عناصر جمالية وأسئلة كثيرة، والمسرح هو فن الأسئلة الكبيرة  فعندما عمل السلاموني على معالجة " اللص والكلاب "  كانت تلك الفترة مليئة  بالإرهاب، ومن خلال المعالجة طرح السلاموني أفكاره عن الإرهاب.

وتابع: نفس الشيء موجود عند يسري الجندي الذي عمل على "جحا " و "علي الزيبق " وكان انشغاله الأساسي هو سؤال الهُوية، وهناك نقطة مهمة عمل عليها أيضا يسري الجندي وهي مشروع الحداثة فأي مشروع حداثي يرتبط بجرح معين وتصطدم بمألوف معين مع الناس ومن الممكن أن يقاوموه، فتجد في مسرح يسري الجندي أنه قدم البطل النموذجي في علي الزيبق وحجا وأحيانا يقدمه بشكل كوميدي أو تراجيدي، وأحيانا كانت النهاية تكون سعيدة وأحيانا تكون نهاية مأساوية.

وقال الناقد محمد بهجت: سأتحدث عن جمال عبد المقصود فجمال كانت مسرحياته تدرس في جامعات امريكا، في حين اننا في مصر لم نكن نعرفه  جيدا ولم يكن هناك  أي دراسة أو مقال عنه، إلا بعض الشطرات اللي كتبتها في جريدة الأهرام نتيجة علاقتي الأسرية به، فجمال عبد المقصود كان صديق مقرب من عبد المنعم مدبولي، وعمل معه مسرحيتين وهما " مع خالص تحياتي " "ويا مالك قلبي بالمعروف" وجمال عبدالمقصود كان عازف عن الإعلام والشهرة وكان له مجموعة قريبة من الأصدقاء من ضمنهم أيضا الدكتور هاني مطاوع ومجدي مجاهد، و كان المنطقة الوسطي التي قربتني منه ووجدته علي مستوى انساني و شخصية ساحرة ، ولا أستطيع ان أنسى دور زوجته مع والدتي في فترة مرضها.

وتابع بهجت: قدم عملين من أهم اعمال المسرح المصري، وهما: "  الرجل الذي أكل الوزة " " وعالم كورة كورة" ، وهذا النص الأخير  الذي يعتبر أول تناول لفكرة التعصب الرياضي ونحن لم نكن على وعي بذلك إلا بعد مرور 25 عامًا ، عندما ظهر التراس الأهلي والزمالك، وأريد أن أشير لنقطة مهمة وهي لماذا  كان جمال عبد المقصود مقل في أعماله، فهو كان كاتبا عاشقا فعشق المسرح بالنسبة له كان أهم من كتابة عشرات الاعمال المقتبسة، وكان الأهم  لديه أن  أفكاره جديدة وبراقة غير مأخوذة من نصوص أخري ، وفي نص " الرجل الذي أكل الوزة"  والذي كان يحكي  ببساطة عن شخص حلم أنه أكل  وزة، وتحول الموضوع لقضية رأي عام، وهذا النص يتحدث عن فكرة القهر والفقر. 

وأضاف: فانا أرى أن هذه المسرحية من أهم المسرحيات السياسية التي تتحدث عن قضية مهمة تمس الفكرة نفسها لذا هذا العرض يصلح لكل زمان ومكان، وكان آخر نص لجمال عبد المقصود في المسرح الكوميدي ومات قبل أن ينتج، وفي النهاية بشكر إدارة المهرجان أنها أتيحت لي الفرصة أن أتحدث عن أستاذ لي، والتوصية التي أقدمها هي أننا يجب ألا نهتم بما يجري وراءه الإعلام بل بمن يترك قيمة حقيقية.

Dr.Randa
Dr.Radwa