السبت 4 مايو 2024

رفاعة الطهطاوى.. معلم الأمة وعميد النهضة


د. محمود خليل

مقالات11-8-2023 | 13:58

د. محمود خليل

● فى ختام الدراسة تقدم رفاعة للامتحان النهائى، وقدم للجنة الامتحان 12 كتابا، قام بترجمتها خلال السنوات الخمس، بالإضافة إلى مخطوطة كتابه "تخليص الإبريز"
● أثمر الشيخ رفاعة فى منفاه  فى السودان خير ثمرة، بحسن إدارة مدرسة الخرطوم، والنجاح فى تخريج جيل من المصريين والسودانيين على خير ما يرام
● ذهب الطهطاوى إلى فرنسا, وهو محصن بأزهريته الأصيلة، وتربيته الواعية في الأزهر الشريف، ومعبأ برغبته فى التحدى، وقدرته الهائلة علي الإنجاز والتحصيل

سيظل الطهطاوى رمزا حضاريا شامخا يقف كتفاً بكتف مع مؤسسى النهضة، وبناة المجتمعات وفلاسفة المجتمع الكبار، من أمثال الفارابى وابن خلدون وجان جاك وروسو ومنتسكيو، وسيبقى أبصر عين للشرق علي الغرب وطليعة للحوار الحضارى فى العصر الحديث.

ذهب زعيم النهضة العلمية الحديثة إلى فرنسا إماماً لأول بعثة مصرية كبيرة إلى أوروبا سنة 1826 لدراسة العلوم الحديثة و المكونة من 34 طالبا،  نصفهم من أصل مصرى، يتقدمهم إمامهم الشيخ رفاعة رافع الطهطاوى.

وقد أوضح  محمد على سبب هذه البعثات، في حديثه إلى الدكتور بورنغ  bowring مندوب الحكومة الإنجليزية، حيث قال الباشا: "ينظرون إلى الأشياء بعيونهم، ويتمرنون على العمل بأيديهم، وعليهم أن يختبروا مصنوعاتكم جيدا، وأن يكتشفوا كيف ولمَ تفوقتم علينا، حتى إذا ما قضوا وقتا كافيا بين شعوبكم، عادوا إلى وطنهم وعلموا شعبى، فإن أمامى الشىء الكثير لأتعلمه أنا وشعبى".

وقد أرسلت في عهد محمد على، سبع بعثات، كانت أولها إلى إيطاليا عام 1809 ، ثم تنوعت بعد ذلك إلى فرنسا  وإيطاليا وإنجلترا لدراسة الهندسة والبحرية والطب والحقوق والإدارة والكيمياء والترجمة  والزراعة والفيزياء والعلوم الرياضية والطباعة والفنون ، وكانت آخرها عام 1848،  قبل رحيل محمد على، الذي لم يكن متطرفاً في النقل عن الغرب، ولا تابعا له بالكلية كما يردد البعض، وإلاّ  لترك الأجانب فى بلادنا، ولم يوفد أبناءنا إلى أوروبا.

لكنه حاول سد هذه الفجوة العلمية الهائلة  إلى حين.. ليحل أبناء هذه الفرق العلمية،  محل الأساتذة والضباط والمهندسين الأجانب، وبذلك احتفظت مصر بهويتها، بعدما ملأت رأسها  بعلوم أوروبا.

 وكان عثمان نور الدين باشا أول مبعوث مصرى إلى أوروبا، حيث عاد من بعثته لترجمة الكتب والمراجع والفنون الحربية المختلفة وسائر الصنائع المتعلقة بها، كما أن عبد الرحيم أفندى قد  عاد لترجمة كتب معامل الأقطان وصناعتها، وآلاتها.

 ولعل تلك الخصوصية، التى وعاها محمد على، تبرز من قصة أدهم بيك رئيس المدفعية بورش المهمات الحربية، الذى أرسل إلى إنجلترا فتزيّن بزيّهم، وحاكاهم فى أقوالهم وعاداتهم، فلما علم الباشا محمد على بذلك، غضب غضبا شديدا، وأرجعه فورا مغضوباً عليه وقال: "إننى بعثته ليعاين  الفبريقات، ويقف على صناعتها، وليعود بها  إلى مصر.. لا يقلدهم فى ملابسهم وعاداتهم"
فى الأزهر الشريف

 كان الأزهر الشريف حينئذ يفرك عينيه  أعقاب رحيل الفرنسيين، حيث اطلعت طلائعه  على ما يملكه الفرنسيون من العلوم الحديثة و الأسلحة المتطورة .. وأيقنوا  أن الأمر يحتاج إلى إعادة النظر في علوم الدنيا .. وعلى رأسهم العلامة الشيخ حسن العطار الذي تولى مشيخة الأزهر حينئذ.

 إذ رأى نفسه مطالبا بدراسة الرياضيات والكيمياء وعلوم العصر حتى صار حجة فيها، وكان من يمن طالع الشيخ رفاعة أن تتلمذ مباشرة على يد العطار، بل إن الشيخ العطار هو الذى  قرأ فيه الأهلية ، لاختياره إماما  بالجيش، ثم اختاره إماما للبعثة المصرية الكبرى إلى باريس، حيث كان قد وضع يده على طاقته فى البحث، ورغبته فى الطموح وعزيمتة في التفوق فاختاره إمام الصلاة.. فصار أمام الصلاة، إماما للحركة العلمية فى مصر.

 حيث عاد (رفاعة) إلى وطنه، خيرا مما غادره.. فكان الشيخ الإمام المترجم المؤسس الرائد الأميرالاى الشاعر المفكر.. 

 ولقد كان من بين الإلهامات العجيبة، أن يتفرس (الشيخ السادات) فى وجه هذا  الشيخ الشاب.. رفاعة الطهطاوى.. ثم يهتف به ، مانحا إياه هذا اللقب " اذهب فأنت أبو العزم " وسط  ما كان الشيخ السادات يخلع من ألقاب ومنح على من لديه من الطلاب والعلماء والأولياء والتجار والوجهاء المترددين على مجلسه الوقور ببيته "ببركة الفيل".

 فكان هذا المفتاح النفيس، سرا فاتحا لمجمع عزائم الطهطاوى من الأزهر، إلى باريس، إلى التعليم، إلى القانون، إلى الطب والهندسة، إلى العسكرية، واللغات إلى التحرير والترجمة، إلى مصر والسودان، إلى كل موقع أو مهمة حل بها الطهطاوى ورحل

   مشوار الحضارة

 ولد الطهطاوى في طهطا 1216 هجرية 1801 ميلادية، وإليها ينسب، وبها تفتحت عيونه على الدنيا وصافحت  أنظاره  الناس والحروف والكلمات، وبها تأسس بالقران وعلومه، وتأهل لدخول الأزهر الشريف.

وفى عام ١٢٣٢ه‍ 1817 م  وفد إلى القاهرة والتحق بالأزهر الشريف، ومكث به خمس سنوات، ختم بها درسه، وأكمل بحثه، ونبغ فى كل علم  كان يدرس بالأزهر.. حتى بلغ منزلة التدريس فيه، وهو ابن الحادية والعشرين.

فكانا كما قال تلميذه الفذ (صالح مجدى) : "حسن الإلقاء،  ينتفع بتدريس كل من أخذ عنه، وكان درسه غاصاً بالجم الغفير من الطلبة، وما منهم من أحد، إلاّ استفاد منه، وبرع فى كل ما أخذ عنه".

    رفاعة فى باريس 

 في يوم الخميس من شهر رمضان 1241 ه‍ / 24 أبريل ١٨٢٦م  أبحرت من الإسكندرية سفينة العلم والنور،  تحمل الشيخ رفاعة وإخوانه.

 وفي التاسع من شهر شوال وصلت بهم إلى (مرسيليا ) بعد أن رشحه أستاذه العلامة حسن العطار للعمل واعظا فى العساكر الجهادية أولا، ثم مبعوثا إلى فرنسا ثانيا صحبة الأفندية المبعوثين لتعلم العلوم والفنون الموجودة بفرنسا، بهدف تحصيلها والعودة بها إلى بلادنا.

وقد أحسن العلامة العطار، فر وعيه الحضارى، الذى نبّه فيه على تلميذه رفاعة، بأن يدوّن كل ما تقع عليه عينه، وأن يسجل ما يصادفه  من الأمور الغيرية و الأشياء العينية، وأن يقيّده ليكون كاشفا في كشف القناع عن ماهية هذه البقاع، التي يقال لها (عروس المداين).

 وقد قال الشيخ رفاعة :" حسب ظن لم يظهر في اللغة العربية شىء فى تاريخ باريس".

 وكان صحبة الشيخ رفاعة في هذه البعثة، حضرة عهدى أفندى المهردار الذي تخصص فى الأمور الملكية، يليه حضرة مصطفى أفندى الدويدار، الذي يتخصص في الأمور العسكرية، والثالث حسن أفندى الإسكندرانى الذى تخصص في القبطانية والبحرية.

يقول الشيخ رفاعة: " والحق أننى مدة إقامتى في هذه البلاد ، في حسرة على تمتعها بذلك وخلو بلاد الممالك الإسلامية منه".

وقال :" وليست هذه الرحلة مختصرة على ذكر السفر ووقائعه،  بل هى مشتملة على ثمرته وغرضه، وفيها إيجاز العلوم والصنائع المطلوبة، والتكلم عليها وعلى طريقة تدوين الأفرنج لها، واعتقادهم فيها وتأسيسهم لها".

الديوان النفيس٠٠بإيوان  باريس 

كان هذا هو الاسم الأول لكتاب رفاعة الأشهر (تخليص الأبريز في تلخيص باريز)، الذى تكلم فيه عن العلوم والفنون المطلوبة والحرف الصنايع المرغوبة، و أوفى الحقوق الثلاثة قدرها (الطبيعية والبشرية والوضعية) وتناول علوم تدبير العسكرية والقبطانية والبحرية والعلاقات الدولية والسفارات وفنون المياه، وصناعات القناطر والجسور والصناعات الفنية والميكانيكا، والهندسة البحرية والمدفعية الطوبجية وصناعة المعادن الكيمياء والورق والتحاليل والطب وصناعة البارود والسكر و الأنسجة والتشريح والبيطرة وعلوم الزراعة والصرف وعلوم النبات والحيوان وصناعة النقش والحفر والترجمة والجغرافيا والفلك.

حيث بسط الحديث في مقدمة كتابه عن جغرافيا العالم، ثم تحدث بعد ذلك عن مدينة الإسكندرية، وتاريخها منذ نشأتها على يد الإسكندر المقدونى، إلى اليوم الذي تركها فيها رفاعة، لكنه تورط في هذا السرد في خطأ تاريخى  فاضح،  حين ذكر ما نصه  "ومن عجائب ما فيها.. خزانات الكتب التى حرقها عمرو بن العاص رضي الله عنه، على ما كان فيها من الكتب 700,000 مجلد ".

وهذا الخطأ مردود عليه بالادلة التاريخية ، و الشواهد الواقعية، ولعل أقوى  الكتب التى تناولت هذه القضية بوضوح، تلك الدراسة الماتعة للباحث المهندس ربيع الزواوى (مكتبة الإسكندرية هل أحرقها عمرو بن العاص ، القاهرة ، 2007 م ).

 وفى الطريق إلى باريس تكلم الشيخ رفاعة عن جزيرة (كريت) التي وصل إليها فى اليوم السابع من السفر ، ثم جزيرة( سيسيليا) ثم (مسينا ) ببوغاز إيطاليا، ثم إلى (نابولي ) وهى إحدى البنادر الأربعة الأصلية في البلاد الأفرنجية، ثم إلى (مرسيليا ) ودخول هم إلى (الكرنتينة ) وما يذكره من طرائف التحليل والتحريم للحجر الصحي ،  بناء على فهم القضاء والقدر، وما دار بين العلامة الشيخ محمد المناعى التونسى المدرس بجامع الزيتونة، والشيخ محمد البيرم شيخ الحنفية.

وما أن وصل إلى (مرسيليا) حتى اشتغل بتعلم تهجى الحروف الفرنساوية، وهم مازالوا فى الكراتينة، ثم دخلوا باريس فتكلم عن تخطيطها، ووصفها الجغرافى، وأهلها وعاداتهم وزروعها، وشوارعها ومقاهيها .. ودور العلم بها ، وكل شىء فيها ٠٠حتى كأنك تراه رأى العين.

وهنا انفتحت العين الناقدة، والبصيرة الشاهدة للشيخ رفاعة على اتساع محيطها، وامتداد قطرها، فقال:

لئن طلقت باريس ثلاثا/ فما هذا لغير وصال مصر/ فكل منهم عندر عروس/ ولكن مصر ليست بنت كفر

 ثم تحدث بعد ذلك عن أهل باريس وتدبير الدولة الفرنساوية واقتصاداتها وما يتعلق بها أمور المعاش والصحة والتعليم والإدارة والسياسة والقانون والعلوم، ثم قام بترجمة المنطق لأرسطو ، وعلم الحساب.

 وفي ١٩ أكتوبر عام ١٨٣٠م  تقدم للامتحان النهائي فى ختام الدراسة، وقدم للجنة الامتحان 12 كتابا، قام بترجمتها خلال السنوات الخمس.. تشمل علوم الاجتماع والهندسة والقيادة العسكرية والميثولوجيا والصحة وتقويم البلدان والجغرافيا التعدين والفلسفات و فنون الأدب ٠٠بالإضافة إلى مخطوطة كتابه (تخليص الابريز ). الذى يقدم ما فيه اكتشافه للحضارة الغربية وإضاءتها من داخلها، ناقداً واعياً مستبصراً، وهو مازال ذلك الطالب، الذى منتهى غايته، أن يترضى أساتذته.

ثم عاد إلى داره، ومداره، مصر المحروسة عام ١٨٣١م، وقد تحول من إمام للصلاة، للنهضة والحياة.

   الشيخ الأميرلاي

عاد الشيخ رفاعة 1246 ه‍  ليعمل مترجما في مدرسة الطب بتزكية من أستاذه مسيو (جومار)

 حيث مكث بها سنتين، ثم نقل عام ١٢٤٩م مترجما فى مدرسة الطوبجية.

 ثم انتقل أستاذا في مدرسة الإدارة الملكية، ثم عين عام 1250 ناظرا لمدرسة التاريخ والجغرافيا.

 ثم أنشأ بعد ذلك مدرسة الألسن عام ١٨٣٥م باسم مدرسة الترجمة أولا، ثم تطورت إلى مدرسة الألسن ومقرها السراى المعروفة باسم (بيت الدفتردار)  بحى الأزبكية حيث كان يقوم حيث كان يقوم فندق شبرد القديم.

وقد أنشئت مدرسة الألسن - كما رفع الشيخ رفاعة إلى الجناب العالى -  (  لينتفع بها الوطن و يستغنى بها عن الدخيل) وقد بدأت أولا بثمانين طالبا، ثم ازداد عددهم يصل إلى150٠.. وقد قام الشيخ رفاعة بوضع منهج المدرسة الدراسى، وكان على رأس إدارتها والتدريس فيها بكل حزم وإخلاص. 

وكان يدرس إلى جانب المقررات الدراسية.. الأدب والشريعة الإسلامية 

وقد عاشت هذه المدرسة نحو 15 عاما، وهي جوهرة النهضة وطليعة الحضارة، إلى أن أغلقها عباس الأول، الذى لم يكن على وفاق مع رجال جده محمد على، وعمه إبراهيم

 ولم تمض  أيام حتى ألغاها عباس في المحرم 1266ه‍ / نوفمبر 1849 م، وأرسل رفاعة إلى الخرطوم ناظراً لمدرسة الخرطوم الابتدائية الذى قضى بها الشيخ رفاعة  ثلاثة أعوام. 

 والذين وعوا على المصلح المجدد رفاعة الطهطاوى بعض قوله في السودان، الذى أبعد إليه لجفوة بينه بين عباس الأول ، الذى خلف جده محمد علي وعمه إبراهيم، فاستقل بالحكم.. وأغلق مدرسة الألسن، وأبعد ناظرها مديراً لمدرسة ابتدائية فى  السودان، فعانى رفاعة الأمرين بالسودان، لا لمكرهة بينه وبين أهله، إنما لتعطيل المشروع الإصلاحى الذى قضى حياته من أجله، وأن كل جهوده الإصلاحية قد داستها عربة عباس الأول دون تروٍ.

 وبعد ما قضى الشيخ رفاعة فى السودان نحو ثلاث سنوات، قاسى فيها الأمرين، لا كرها  فى السودان  إنما رفض للمظلمة، وحزنا على تعطيل مشروعه النهضوى الفريد.

 فهو القائل على لسان مصر والسودان:

نحن غصنان ضمنا عاطف الوجد/ جميعا فى الحب ضمن نطاق/ فى جبين الزمان منك ومنى/ غرة كوكبية  الانطلاق

 ومع ذلك فقد أثمر الشيخ رفاعة فى منفاه  فى السودان خير ثمرة، بحسن إدارة مدرسة الخرطوم، والنجاح فى تخريج جيل من المصريين والسودانيين على خير ما يرام، ثم بترجمة قصة تليماك والتى وضعها بعد ذلك تحت عنوان (مواقع الأفلاك فى وقائع تليماك)

 حسنات حضارية

ذهب الطهطاوى إلى فرنسا, وهو مزود بالأصالة الأزهرية، ومفعم بالنصر الذى حققه الشعب المصرى على الحملة الفرنسية التى قدمت إليه عام ١٧٩٨ .. ثم انجلت غمتها بعد ثلاث سنوات من المقاومة والجهاد العام.

.. فدخل الطهطاوى فرنسا وهو محصن پأزهريته الأصيلة، وتربيته الواعية على يد العلامة الشيخ حسن العطار شيخ الأزهر الشريف، ومعبأ برغبة شعبه في النهضة، وعزيمة وآلية فى البناء، ورغبة الطهطاوى نفسه فى التحدى، وقدرته الهائلة على الإنجاز والتحصيل.

رحمة الله ورضوانه علي الطهطاوى الشيخ المؤسس، صاحب نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز، وصاحب ريادات: تعليم المرأة والحوار الحضارى والصحافة المدرسية، ودراسات الاستشراق، ودراسة اللغات، والثقافة الحضارية، وتأسيس النهضة، وتقنين الشريعة الإسلامية.

الذي عاش فى باريس خمس سنوات، كانت فى منتوجها خمسين عاما من العلم والوعي واسترداد الثقة الحضارية، وتفعيل التراث، واستحضار العصر والدين معا.

و رحمة الله على الرجل الذى نعى باريس وما قدمت من حشوات ضلالية في بهرجها الحضارى الفاتن  فقال:

أيوجد مثل باريس ديار/ شموس العلم فيها لاتغيب/ وليل الكفر ليس له صباح/ اما هذا وحقكم عجيب/ وسلام على الصادقين 

Dr.Randa
Dr.Radwa