أطلق الأزهر الشريف أولى فعاليات ملتقى التوعية المجتمعية الشاملة بعنوان: «مجتمعاتنا أمانة» برعاية من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر، وبالتعاون مع محافظة أسيوط والأجهزة التنفيذية بها ومؤسسات المجتمع المدني بالمحافظة، كمرحلة أولية على أن يتم تنفيذ سلسلة من اللقاءات في محافظات أخرى خلال الفترة القادمة، حيث حضر فعاليات الملتقى الذي ينفذه مجمع البحوث الإسلامية، السيد اللواء عصام، سعد محافظ أسيوط، بعقد لقاء شامل مع القيادات الشعبية والكوادر الناشطة في مجال الإصلاح المجتمعي، لمناقشة ظاهرة الطلاق والآثار السلبية والحلول المقترحة، وطرح كافة الأفكار التي تساهم في الحد من المشكلات المجتمعية وعلى رأسها ظاهرة الطلاق ومناقشة آلية التعاون بين مجمع البحوث الإسلامية وكافة الجهات التنفيذية ومؤسسات المجتمع المدني داخل محافظة أسيوط؛ من أجل عقد لقاءات متكررة ومكثفة مع الجمهور بشكل مباشر وبأسلوب علمي يرتكز على رؤية شرعية وتحت إشراف متخصصين.
وأكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عيّاد أن افتتاح هذا الملتقى المجتمعي المهم الذي يعقد بعنوان: «مجتمعاتنا أمانة»، يأتي استكمالًا لاستراتيجية الأزهر الشريف ورؤيته بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د احمد الطيب _ شيخ الأزهر في نشر الوعي المجتمعي وحماية عقول الشباب من كل محاولات النيل منها، وتحصينها من كل فكر منحرف يهدد استقرار المجتمع ويأخذ من رصيد تماسكه ونهضته.
وأوضح الأمين العام أن الأزهر الشريف بقطاعاته المختلفة يسعى بكل قوة لتكثيف جهوده الدعوية والتواصل المباشر مع الجمهور من خلال وعاظه وواعظاته من أجل تيسير ساحة الحوار المجتمعي وتلبية الجوانب المعرفية لدى الناس بمنهجية علمية منضبطة تحقق صالح البلاد والعباد.
من جانبه استعرض الدكتور عباس شومان – وكيل الأزهر الأسبق، خلال اللقاء أحكام الطلاق في الشريعة الإسلامية وخطورة الطلاق والآثار السلبية المترتبة عليه من تفكك للمجتمع وتدمير أركان الأسرة مؤكدًا اهتمام الازهر الشريف بتكثيف الحملات والمبادرات التوعوية للحد من ظاهرة الطلاق وتكثيف برامج التوعية للمقبلين على الزواج وتعظيم الاستفادة من وعاظ وواعظات الأزهر بجانب الكوادر المتميزة في العمل المجتمعي.
واستعرض الدكتور محمد عبد المالك نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، بعض أسباب تفشى ظاهرة الطلاق في المجتمع وكيفية التغلب على هذه الأسباب وفقًا لتعاليم ومبادي الشريعة الإسلامية، لافتًا إلى الدور المهم لعلماء الأزهر في تنفيذ برامج التوعية وعقد ندوات وفعاليات بقرى ومراكز المحافظة للتوعية بخطورة ظاهرة الطلاق وأهمية الحفاظ على تماسك المجتمع، فضلاً عن تعميم دورات توعية للمقبلين على الزواج والتي بدأها الأزهر الشريف منذ سنوات.
فيما بين الدكتور محمود الهوارى، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، خطورة الطلاق على الفرد والمجتمع أحد أبرز المشكلات المجتمعية وآثاره السلبية التي تشكل خطورة على المجتمع، لافتًا الى ضرورة تعظيم دور مؤسسات الدولة في التعامل مع القضية السكانية وإجراء الدراسات المتخصصة حول أسباب الطلاق وطرق خفض معدلاته ووضع الحلول والمقترحات لمواجهة تلك الظاهرة، بجانب العمل الميداني لتوعية الأسر بخطورة ذلك على حياتهم وعلى مستقبل أبنائهم، وأهمية أن تكون اللقاءات مع المواطنين متكررة لتحقيق لتشكيل وعي جمعي لدى المجتمع بأهمية استقرار الأسرة التي يترتب عليه استقرار أعم وأشمل للمجتمع.
وأضاف الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، أننا جئنا هنا لتتشابك أيدينا معكم من أجل مواجهة المشكلات التي تهدد استقرار مجتمعاتنا ودعم القيم العليا التي تربينا عليها والتي تعد ميراثنا الحقيقي من الأجيال التي سبقتنا، فلم يعد من المقبول في بلد الأزهر وبلد شبابه هم خير أجناد الأرض، أن تهتز قيمنا على النحو الذي نراه اليوم.