الإثنين 6 مايو 2024

رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا: الفضاء الإلكتروني فرض نفسه على الواقع

رئيس الأكاديمية العربية للعلوم

أخبار10-9-2023 | 14:49

دار الهلال

أكد رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا الدكتور إسماعيل عبد الغفار ، أن الفضاء الإلكتروني والذكاء الاصطناعي أصبحا واقعاً ملموساً فرض نفسه على الواقع المعاصر، معرباً عن سعادته بوجوده في هذا المعقل العلمي الهام، مبيناً أن الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا هي منظمة عربية تحت مظلة جامعة الدول العربية تشمل جميع الدول العربية، وقد احتفلت العام الماضي بمرور خمسين عاما على إنشائها تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي .

وأضاف عبد الغفار، خلال فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والتي انطلقت تحت عنوان "الرؤية الأكاديمية للتعامل مع الفضاء الإلكتروني"، أن اللغة ضرورة هامة لرجل الإعلام، موضحاً أن كلية الذكاء الاصطناعي هي من أحدث الكليات بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا ، وبذلك تكون الأكاديمية هي المؤسسة الأولى عربياً التي يكون بها كلية خاصة بالذكاء الاصطناعي تمنح درجة البكالوريوس في الذكاء الاصطناعي وتم تخرج أولى دفعات هذه الكلية هذا العام في مقر جامعة الدول العربية، فاجتمع الإعلام والذكاء الاصطناعي معا في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي هو مفهوم قديم من منتصف 1955 عندما بدأ جوماكارتي فكرة الآلة يمكنها أن تفكر كما يفكر الإنسان، مبيناً أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي الآن تتمتع بقدرة فائقة بظهور تطورات وأصبح الناس الآن يترقبون كل جديد في هذا المجال.

وأشار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تعتمد على المحتوى الرقمي وهو الأخطر والأهم في هذا المجال كما أن المردود الاقتصادي للمحتوى الرقمي اهتمت به كثير من دول العالم كما بين أن الفضاء الإلكتروني والذكاء الاصطناعي حقيقة لا يمكن إنكارها.

من جانبها ، أكدت المهندسة غادة لبيب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لشئون التطوير المؤسسي ، أنه يجب علينا حماية النشء من الفضاء الإلكتروني، ومع التطور السريع للمحتوى الإلكتروني يجب اتخاذ إجراءات من شأنها حمايتهم من الأفكار المتطرفة، مشددة على وجوب الوصول إلى مجتمع رقمي تفاعلي وآمن ومنتج ومستدام.

وأوضحت أنه تم الاستعانة بالأئمة والواعظات في برنامج "حياة كريمة " والوصول إلى جميع فئات المجتمع لمحو الأمية الرقمية، الواعظات يساعدن بقدر كبير في نشر الثقافة الرقمية والمادة 25 من الدستور المصري تنص علي أن محو الأمية الرقمية حق دستوري.

وأشارت إلى أن محو الأمية الرقمية أسهل من محو الأمية الهجائية،والقيادة السياسية تحرص كل الحرص علي توفير شبكة الإنترنت السريعة لكل بيت في كل مكان لأن هذا الأمر له المردود الكبير في المعرفة والاقتصاد أيضاً، والإنترنت أصبح حقا أساسيا كالماء والكهرباء، والإنترنت يفتح فرص عمل كبيرة كصناعة المحتوي والتجارة الإلكترونية، ولدينا وثيقة للتعامل مع الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته.

بدورها ، أشادت الدكتورة عزة هيكل مستشار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، أن صورة رجل الدين في الدراما الرقمية والمنصات الاجتماعية له أثر كبير في تشكيل الصورة الذهنية لرجل الدين في المجتمعات المختلفة، مبينة أن ذلك سبب العديد من الهجمات الشرسة على الدين الإسلامي بسبب بعض الأعمال الدرامية و الأدبية الأجنبية المشوهة إلى حد كبير، مبينة أن العالم في القرن التاسع عشر شاهد تحولات جذرية في هدم صورة الرجل والأسرة، والدعوة إلى فكرة الملكية والعمال، والدعوة إلى هدم صورة الدين.

وأكدت عزة هيكل أن هذه الوسائل تقدم صورا مغلوطة عن عادات وتقاليد المجتمعات العربية والإسلامية ولابد أن نضع أن القوانين لحماية النشء الجديد من الفضاء الإلكتروني، كما بينت أن بحثها اشتمل على أكثر من شخصية لرجل الدين المسلم والمسيحي وتصور لبعض الرموز التي تشكل صور المجتمع، كما بينت أن صورة رجل الدين في الدراما المصرية له أثر ويرسم صورة ذهنية هل هو نافع أو ضار لابد وهل يتوقف دوره على المسجد أم يمتد دوره خارج المسجد ويتعامل مع التقدم والتطور.

وأوضحت عميد كلية اللغة والإعلام الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا الدكتورة حنان محمد يوسف ، أن الأكاديمية معنية ببناء الإنسان وهذا ما تبناه ودعا إليه الرئيس السيسي باعتبار أن بناء الإنسان هو الركيزة الحقيقية نحو الإصلاح والتنمية والبناء، كما بينت أن هناك جزء كبيرا من جمهور الفضاء الإلكتروني غير واع بحقيقة الإسلام لذلك وجب علينا أن نخاطب هذا الجمهور، فوجدنا عددا من القضايا الجدلية فقدم طلاب الأكاديمية حملة تحت عنوان " أنا مسلم " لتصحيح صورة الإسلام وإظهار سماحته فديننا يدعوا إلى دعم المرأة واحترام الآخر فالعبرة بالتقوى والعمل الصالح وليس على حسب الذكر والأنثى يقول تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ".

وأضافت أن الإسلام دعا إلى الرفق بالحيوان ونبينا محمد (صل الله عليه وسلم) هو نبي الرحمة، والإسلام هو دين الرحمة والتسامح والمحبة والرفق بالحيوان ونحن بحاجة إلي إظهار كل ذلك من خلال الفضاء الإلكتروني، وذلك كله يهدف إلي تصحيح صورة الإسلام، ولدينا استراتيجية رقمية إعلامية لتصحيح صورة الإسلام في الفضاء الرقمي لنقابل بها فكرة الاسلاموفوبيا ونرد علي الشبهات المختلفة.

كما وجه أستاذ الاتصال الدولي ومدير المركز النيجيري للبحوث العربية الدكتور الخضر عبد الباقي محمد – نيجيريا الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي ولوزارة الأوقاف على هذا الجهد الرصين الذي تقدمه الوزارة بخطى واثقة ومدروسة، مؤكداً أن وزارة الأوقاف تقدم خدمات وجهود كبيرة في خدمة الإسلام والمسلمين بصورة عصرية وبفكر مستنير.

وأكد عبد الباقي أن المحددات الضابطة للممارسات الاتصالية عبر الفضاء الإلكتروني على ضوء مقاصد الشريعة تنطلق من منهجية الفقه المقاصدي في مقاربته لهذا الموضوع، مع ربطها بواقع المجتمع من خلال أدوات الفقه المقننة مع استشراف المآلات المستقبلية لتلك الظاهرة، وأن الفضاء الإلكتروني من أكبر المؤثرات على المجتمع في العصر الحاضر، وأن الفضاء الإلكتروني متوفر على منصات التواصل الإلكتروني والتطبيقات التقنية الحديثة والتي تشكل العقل والفكر الحديث وتنازع المؤسسات التقليدية لصناعة الفكر، وأن الضعف المجتمعي أحد أسباب التأثر بالفضاء الإلكتروني، كما تعد ظاهرة الانكشاف والضعف المجتمعي من الانعكاسات الناجمة عن التعرض للتواصل الاجتماعي، وأن المقاصد الشرعية في الأساس تقوم على حفظ المصالح، وجب أن نتعامل مع هذه المنصات على أنه جزء من الحياة اليومية والتي من الصعوبة الانفكاك عنها، وأصبحت من الضروريات التي لا تستقيم حياة الناس إلا بها، وأن المسلمين مطالبون بالعمل على إصلاح أمور دينهم ودنياهم، والانخراط في مواقع التواصل أصبح فريضة من حيث استخدامه والتعامل معه في باب الدعوة إلى الله سبحانه. 

من جانبها، عميد كلية اللغة والإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا قالت الدكتورة عبير رفقي ، إنه أصبح على الجميع التجاوب مع متغيرات العصر وأدواته من خلال إعداد خطة إعلامية يشارك في صياغتها الخبراء والمتخصصون في كافة المجالات، تعمل على نشر أفكار الوسطية والاعتدال ونشر المعاني والمثل العليا ونبذ العنف والفكر المتطرف، مع تعزيز ثقافة الحوار مع الشباب لحمايتهم من الوقوع في براثن الفكر المتطرف، فالشباب يلعبون دوراً هاماً في بناء الدولة، مؤكدة أن الإعلام هو أحد وسائل الدفاع عن الإسلام، كما نصحت بوجود قنوات إعلامية بالعديد من اللغات لمخاطبة الجميع بما يناسبهم وما يعرفون.

وطالبت الدكتورة عبير بصياغة ميثاق إعلامي معتدل يحافظ على الأطر العامة للمجتمع لحماية المعتقدات الدينية، ولابد من تفعيل بعض الضوابط لما يعرض على القنوات الفضائية من المحتوى الإعلامي والفتاوى، لأن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ركنا أساسيا في الممارسات اليومية لكافة الفئات وأصبحت جزءا أصيلا لا يمكن الاستغناء عنها فلابد من وجود منابر إلكترونية يقوم بها الوعاظ والأئمة، مشيدة بجهود وزارة الأوقاف حيث تقوم بدور رائد في هذا المجال وموقع الوزارة يضم معلومات قيمة وفيه العديد من المعلومات للرد على الشائعات المغرضة كما نجد أن دور الوعاظ والأئمة صار يتعدى المساجد وأصبح لهم منابر إلكترونية مبينة أن وسائل التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني الآن أصبح واقعا لا يمكن تجاهله كما أوصت بأن يتم إنشاء مجلس أعلى لمتابعة هذه المواقع في كل هيئة أو مؤسسة وخاصة بمن يهتم بوسائل التواصل الاجتماعي والرد على ما يثار خلافا للشريعة.

وخلال كلمته ، أكد عميد كلية اللغة والإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا الدكتور محمد النشار، أن وجود خطاب مضاد لخطاب الجماعات الإرهابية يبعد بسطاء الشباب عن الإرهاب والتزامه بالدين الوسطي ، واستعادة الثقة الرقمية، ومكافحة الاستخدام غير الرشيد للفضاء الإلكتروني في مجال الخطاب الديني، موضحا أن الثقة في المحتوى الرقمي تضمحل إلى حد كبير.

وأوضح أن الخطاب الديني غير الموضوعي له تأثير على المجتمع، وكذلك استخدامات التكنولوجيا والمنصات الرقمية لترويج الأفكار المتطرفة، وأن الاستراتيجيات المقترحة لمواجهة ذلك تعزيز مهارات القراءة النقدية والتحليلية، وتعزيز الدور الريادي للمؤسسات الدينية من خلال برامج التدريب وتوفير محتوى موثوق به، وتعزيز الدور التثقيفي للمدارس والجامعات، وتعزيز دور وسائل الإعلام من خلال تشجيع الإعلام على تقديم محتوى ديني متوازن وموثوق به للحد من الانحياز والتطرف، تعزيز الدور التنظيمي والقانوني للحكومات وتقديم التشريعات التي تحظر المواقع التي تبث سمومها وتقدم تفسير سيء عن الإسلام.

وأشار إلى أنه عندما تم عمل استبيان وجدنا أن أغلب ما يقدم عن الدين في المواقع معلومات خاطئة، أما المصادر محل الثقة فجاء الأزهر الشريف متصدراً الجميع ثم بعد ذلك نشاطات الأئمة والواعظات.

Dr.Randa
Egypt Air