كشفت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية أن مفاوضي الاتحاد الأوروبي بشأن انسحاب بريطانيا من الاتحاد "بريكست" يكثفون محادثاتهم سرا مع حزب العمال مع ازدياد تخوفهم من سقوط حكومة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قبل إنهاء عملية الانسحاب.

وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني إن بروكسل تسعى للحصول على ضمانات من زعيم العمال جيريمي كوربين بأنه سيحترم الاتفاقات التي توصلت إليها مع المحافظين إذا وصل كوربين للسلطة.

وتواجه ماي تحديات كبرى من داخل حزبها منذ فشلها في تأمين الأغلبية له داخل البرلمان في الانتخابات المبكرة التي دعت لها والتي أُجريت في يونيو الماضي بسبب الحملة الانتخابية التي رآها العديد من قادة الحزب "كارثية"، حيث تواجه رئيسة الحكومة دعوات متكررة للاستقالة، وسط الخلافات بين أعضاء الحزب والحكومة على خلفية برنامج الأخيرة لتنظيم الانسحاب من الاتحاد الأوروبي "بريكست".

ونقلت "ذا تليجراف" عن مصادر -لم تسمها- أن هناك تغييرا كبيرا في نغمة الاتحاد الأوروبي تجاه العمال منذ الانتخابات البريطانية الأخيرة واللقاءات التي باتت تنعقد بين الجانبين على مستوى أعلى وبتكرار أكثر.

وقالت إن كل من كوربين وسير كير ستارمر وزير "بريكست" في حكومة الظل العمالية عقدا لقاءات مع كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي لـ"بريكست" ميشيل بارنييه، والنائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس وآخرين، من ضمنهم أعضاء في فرق التفاوض الأوروبية بشأن "بريكست".

كما أوضحت الصحيفة أن خطاب ماي "المفجع" في مؤتمر حزب المحافظين، الأسبوع الماضي، وفشلها في توحيد الحزب خلفها أثارا مخاوف بروكسل قبيل اسئناف محادثات "بريكست"، الإثنين المقبل.

وتتوجه ماي في 19 من الشهر الجاري إلى بروكسل لحضور اجتماع المجلس الأوروبي، والذي من المتوقع أن يرفض السماح لمفاوضي "بريكست" ببدء محادثات التجارة مع المملكة المتحدة على خلفية عدم التوصل لاتفاق على تسوية محددة للالتزامات المالية على لندن لصالح الاتحاد حتى الآن، بحسب "ذا تليجراف".