الأربعاء 8 مايو 2024

"نيويورك تايمز": الولايات المتحدة تقف عائقا أمام الحد من انبعاثات الكربون

انبعاثات الكربون

عرب وعالم21-9-2023 | 10:01

دار الهلال

تمضي الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة تحديات جسيمة تتعلق بالتغير المناخي، حيث شهدت البلاد صيفًا سجل درجات حرارة قياسية، تعتبر الأسوأ في تاريخها، وفقا لما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز".

وحسب تقرير للصحيفة، شهدت الفترة الزمنية الحارة وقوع حرائق ضخمة في كندا وهاواي، وفيضانات مدمرة في مناطق متفرقة من العالم، ما أسفر عن خسائر كبيرة للبيئة والاقتصاد.

وأفاد تقرير أصدرته منظمة "تغيير النفط" الدولية بأن "الولايات المتحدة، على الرغم من تصريحاتها المتعلقة بقيادتها جهود مكافحة التغير المناخي، تمثل حوالي ثلث الزيادة المخططة في إنتاج النفط والغاز حول العالم بين الآن وعام 2050، وهو ما يفوق إسهام أي دولة أخرى".

في الوقت الحالي، تظهر الجهود المشتركة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والكونجرس لدعم تقنيات الطاقة النظيفة، وهي إجراءات مهمة لكنها غير كافية، مؤكدة انه إذا استمر إنتاج واستخدام النفط والغاز بالوتيرة الحالية، فإن الأموال المخصصة للطاقة الخضراء ستبقى محدودة مقارنة بالتحديات البيئية الهائلة التي يواجهها العالم".

إضافة الى ذلك، وقبيل قمة الأمم المتحدة للطموح المناخي هذا العام، قام الرئيس بايدن باتخاذ بعض الإجراءات الإيجابية بإلغاء عقود استئجار النفط والغاز في مناطق الحياة البرية والمحميات في ألاسكا، وعلى الرغم من أهمية هذه الخطوات، إلا أنها لا تكفي لمواجهة التحديات الحالية، فالجزء الأكثر تعقيدًا وأهمية هو إزالة الحوافز التي تشجع شركات النفط والغاز على زيادة إنتاجها.
ووفقا للصحيفة، تقوم الإدارة الامريكية الحالية بالدعوة إلى المزيد من الاستثمار في الطاقة النظيفة، لكنها في الوقت نفسه تشجع على زيادة إنتاج النفط وزيادة صادرات الوقود الذي يسهم في ارتفاع درجات الحرارة العالمية، حيث تشير الإحصائيات إلى أن صادرات النفط الخام الأمريكية ارتفعت بما يقرب من 850% منذ رفع حظر تصدير النفط في عام 2015، ومن المتوقع أن يصل إنتاج النفط الأمريكي إلى مستويات قياسية في 2023.
كما ان السباق نحو تحقيق الانبعاثات الصفرية هو سباق نحو تحقيق السلام العالمي، حيث يعتبر الوقود الأحفوري في الوقت الحالي مصدرًا لتمويل النزاعات، من حرب روسيا ضد أوكرانيا إلى الميليشيات في ميانمار. وفي الولايات المتحدة نفسها، فللوقود الأحفوري تأثير رجعي، حيث تتحمل المجتمعات المحلية التكاليف البيئية العالية لإنتاج الوقود الأحفوري، والتي تتركز بشكل رئيسي في المجتمعات الفقيرة ومجتمعات ذوي البشرة السمراء.
هذا يشير إلى أن معركة التحرر من هيمنة الوقود الأحفوري تسعى لربط الحاجة إلى العدالة البيئية بحاجة العدالة العرقية وحقوق العمال ونظام اقتصادي يضع قيم الصالح العام فوق المصالح الضيقة والنخبوية، وتدعو القادة إلى استخدام العلم كأساس للسياسة واتخاذ الإجراءات العقلانية، وذلك لصالح الجميع وليس من أجل مجموعة واحدة فقط.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تقف عائقًا أمام تطبيق إجراءات جادة للحد من انبعاثات الكربون، فالكونجرس متورط بشكل عميق في دعم صناعة الوقود الأحفوري، ومن المرجح أن يظل هذا الدعم قائمًا في المدى القريب.
ويبقى الامل أن يضعف هذا الدعم مع مرور الوقت، لكن في هذه النقطة الحاسمة واقتراب العالم من ذروة انبعاثات الكربون بحلول 2025، فإن السبيل الوحيد للمضي قدما هو من خلال السلطة التنفيذية، المتمثلة بالرئيس الأمريكي.
وختمت الصحيفة أنه إذا تحرك الرئيس بايدن بسرعة وقوة، فسيكون بوسعه أن يعالج الانبعاثات الكربونية السامة، وسيمنح الأمل بأن الاجيال القادمة لن تتعرض لفصول صيف مليئة بالفوضى التي تزداد شدة كل عام.

Egypt Air