عندما يتعرض أى شخص لأزمة سواء كانت مادية أو معنوية يكون الأصدقاء هم الملاذ الذي يلجأ إليه، ليقفون بجوارك ويقدمون لك الدعم، ولكن ما حدث مع هذه السيدة كان العكس تماما حيث كان الأصدقاء هم مصدر المعاناة والألم النفسى بجانب الألم العضوى الذى تعانى منه بسبب مرضها.
ووفقا لموقع "ديلى ستار" البريطاني كشفت امرأة شابة كيف تخلى عنها أصدقاؤها وطلبوا منها إعادة التفكير في أحلامها في أن تصبح ممرضة بعد تشخيص إصابتها بالصرع حيث عانت شارني تروتر، 26 عامًا، من "نوبات إغماء" منذ أن كانت في سن المراهقة، ولكن بعد دخولها المستشفى عدة مرات تم تشخيص حالتها بأنها مصابة بالصرع في سن 22.
لم يكن لدى المرأة الفيكتورية الشابة، التي كانت درست التمريض، أي فكرة عن كيف سيغير التشخيص "البسيط" حياتها إلى الأبد فقد تغيرت كل علاقات شارني تقريبًا بين عشية وضحاها وبدأ العديد من الأصدقاء في شبحها، واختاروا عدم دعوتها إلى الأحداث أولاً، ثم ترك حياتها إلى الأبد.
وتتذكر الفتاة الأشهر الأولى بعد التشخيص وكيف كانت وحيدة للغاية حيث انقلب كل شيء في حياتها رأسًا على عقب وكانت حقيقة تخلي العديد من أصدقائها عنها هي الضربة الأولى، مضيفةً: «كان لدي بعض الأصدقاء المقربين، لكن الأمر كان صعبًا عندما توقف الآخرون عن دعوتي إلى الأحداث».
وتابعت: "لم يفهموا أنني لا أزال أرغب في أن تتم دعوتي أو أنني أستطيع المجيء لكنني لن أشرب الخمر وسأعود إلى المنزل مبكراً حتى لا أصاب بالنوبة وأنا فى وسط الحفل، مضيفةً: "يمكنني أن أذهب ما دمت أخطط لأيام من حوله وأن أحصل على قسط كافٍ من النوم، طالما أنني أحصل على تسع ساعات" ولقد أدركت عائلتها أنها لا تزال قادرة على القيام بأشياء لنفسها وكانت بمثابة دعم "رائع".
تعاني شارني في الغالب من نوبة صرع تترك وجهها مخدرًا، ولكن في بعض الأحيان تعاني من النوبات ثنائية الأطراف النموذجية التي تشتهر بها الحالة ولقد تعرضت لنوبة واحدة فقط أثناء العمل في نوبة عملها الحالية ولم تتعرض لنوبة على الإطلاق في العامين الماضيين.
وتشارك قصتها لمساعدة الشابات الأخريات اللائي يعانين من هذه الحالة على إدراك أنه يمكنهم الاستمتاع بحياتهم والتكيف مع الظروف مهما كانت العوائق وتعمل شارني مع جمعية خيرية جديدة للنساء الأستراليات المصابات بالصرع لزيادة الوعي بالحالة وللمساعدة في تقليل وصمة العار المحيطة بها وقالت إن المصابين بالصرع يمكنهم فعل أي شيء.