عاشت قرية "عزبة شمس الدين" التابعة لمركز بنى مزار محافظة المنيا في هدوء وسلام، حتى جاء اليوم الذي انقلب فيه حال القرية رأسا على عقب بين ليلة وضحاها، وبالتحديد فى 29 ديسمبر من عام 2005 عندما استيقظ الأهالى على مذبحة لا تزال عالقة فى أذهان الجميع، لم تكن غرابة القضية فى أن الفاعل لا يزال مجهولاً حتى كتابة تلك السطور، ولكن فى طريقة ارتكاب هذه الجريمة الوحشية التى راح جراءها 10 ضحايا من 3 عائلات مختلفة، قطع فيها الجانى أعضائهم التناسلية.
أعد الجاني عدته وجهز سلاحه ومر بالمنزل الأول، وقتل كلاً من رب المنزل وزوجته صباح، وطفلهما أحمد 8 سنوات وفاطمة 7 سنوات وهم نيام، ثم مر بالمنزل الثانى وقتل المحامى الشاب طه 28 عاماً ووالدته، واختتم جرائمه بالمنزل الثالث بقتل المدرس أحمد أبو بكر 48 عاما،ً وزوجته بثينة 35 عاماً، وطفلتهما أسماء وطفلهم الرضيع محمود، الذى لم يبلغ العاشرة من عمره بعد.
3 منازل بقرية ريفية اقتحمها هذا المتهم ومثل بالجثث وذهب فى هدوء تام قبل بزوغ شعاع الشمس دون أن يترك خلفه دليلاً ليظل مجهولاً حتى الوقت الحالي.
كشفت تحقيقات النيابة أن الجانى ذبح ضحاياه باستخدام السكاكين، بجرح قطعى ممتد منتصف الرقبة إلي أسفل الأذن، وأن كل الضحايا قتلوا بنفس الطريقة وحتي الأطفال، وأنه مثل بجثثهم فانتزع الأعضاء التناسلية لهم ذكوراً وإناثاً.
انتشرت الشائعات بأن الجانى عثر على كنز كبير أسفل القرية وحاول الوصول إليه إلا أنه فشل، فقرر الاستعانة بالجن الذى طلب 5 أعضاء تناسلية لرجال و5 للنساء والأطفال و5 رؤوس لحمامات قرباناً.
تم ضبط شاب يعانى من مرض نفسى، ويدعى محمد عبد اللطيف، يبلغ من العمر 27 عاماً وقدم للمحاكمة، بعد إجراءات سريعة من قبل جهات التحقيق.
جاءت النهاية بشكل أثار الغموض والاستغراب فى آن واحد، فقد أسدلت محكمة الجنايات الستار على القضية، بقضائها ببراءة محمد عبد اللطيف مما نسب إليه من اتهامات، وأوضحت فى حيثيات حكمها أسباب ذلك، بأن هناك تناقضا بين اعتراف المتهم بارتكاب المذبحة بسبب معاناته من اضطراب نفسي، وبين تقرير اللجنة الطبية النفسية، الذى أكد سلامة قواه العقلية، واستحالة قيامه بذبح 10 أشخاص خلال ساعتين ونصف الساعة.
16 عاما مرت على أبشع مجزرة شهدتها مصر فى الآونة الأخيرة، ليظل سر المذبحة فى طى الكتمان حتى وقتنا هذا.