السبت 22 يونيو 2024

في الذكرى الـ 44 للعبور.. استعيدي روح أكتوبر

9-10-2017 | 14:31

كتبت : ابتسام أشرف

لم تقتصر أدوات انتصار أكتوبر العظيم على القوة العسكرية المتمثلة فى الدبابة والمدفع والطائرة، بل كان نتيجة لإرادة شعب دعم جيشه وقادته للعبور من المرحلة وما صاحبها من صعوبات معيشية من خلال خطط استراتيجية لمواجهة الأوضاع الاقتصادية، فكيف يمكن استحضار تلك الروح للعبور من المرحلة الراهنة، والتصدى لمخططات إفشال الدولة والقضاء على مؤسساتها، وما دور المرأة المصرية فى الوصول بالوطن إلى بر الأمان؟

فى البداية تقول د. ماجى الحلوانى، عميد كلية الإعلام: ما أشبه اليوم بالبارحة فمنذ 44 عاما تكاتف الشعب ووقف على قلب رجل واحد من أجل تحقيق النصر، واليوم نواجه ظروف مماثلة وإن اختلف العدو، فنحن نخوض حربا ضد عناصر إرهابية بالخارج والداخل في الوقت الذي نسعى إلى النهوض بالدولة من خلال خطة تنموية متكاملة والتي ظهرت نتائجها فى مجالات عديدة.

وتابعت: قبل سنوات من حرب أكتوبر التف الشعب من مختلف فئاته حول بلده وقيادته، فقد طافت السيدة أم كلثوم بلدان العالم من أجل المشاركة بدخل حفلاتها في المجهود الحربي، فضلاً عن تبرع بعض السيدات بمجوهراتهن لتسليح الجيش، لذا أدعو كل سيدة مصرية أن تكون وزيرة اقتصاد فى منزلها من خلال تحديد احتياجاتها من المنتجات الاستهلاكية دون زيادة وشرائها من المجمعات الاستهلاكية التابعة لوزارة التموين ومنافذ القوات المسلحة اقتداء بسيدات حقبتي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى اللائى كن ينتظرن بالساعات أمام المجمعات الاستهلاكية للحصول على مستلزمات المنزل.

ميزانية الأسرة

من جانبها تدعو الكاتبة فريدة الشوباشي جميع مؤسسات الدولة وقادة الرأي العام خاصة في المجالات الإعلامية والثقافية إلى التكاتف لتوعية الشعب بالمخاطر التي يواجهها الوطن على الصعيد الداخلي والخارجي، وتقول: أثناء حرب الاستنزاف كان الشعب على وعي بالدور الذى يجب أن يقوم به، كما تحملت المرأة المصرية مسئوليتها تجاه الدولة والمجهود الحربى رافعة شعار "أكون أو لا أكون"، والوضع الحالي لا يختلف عن تلك الفترة وإن تغير العدو، حيث تتمثل المعركة الآن في المؤامرة على مصر وهو ما يحتاج إلى ذكاء مجتمعي، لذا يجب على كل رجل وسيدة الاستماع لصوت العقل والحكمة والاجتماع حول هدف واحد وهو الدولة، ولا يمكن أن نغفل دور المرأة فى ترشيد الاستهلاك وتنظيم ميزانية الأسرة، وعلى وسائل الإعلام المسموعة والمرئية توعيتها بالطرق المثلى لإدارة اقتصاد منزلها حتى نخرج من تلك المرحلة الحرجة.

تبادل السلع

وترى سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعى لجمعيات حماية المستهلك أن العدو الذى يواجهه الوطن فى الوقت الراهن خفى يتمثل فى المؤامرات وخطط الإفشال بخلاف حرب أكتوبر الذى كان العدو معروفا لدى الجميع وهو ما يجعل من توعية المواطنين بما يحاك حولهم من مؤامرات، والتقارب بين الشعب والحكومة  ضرورة حتى يتحمل المواطن الصعوبات المعيشية ويتعاطف مع قرارات الحكومة الاقتصادية، داعية كل الشعب إلى استعادة روح أكتوبر المجيدة واقتصاد الحرب للتصدي لكل من يسعى لهدم هذا الوطن.

ويشير د. مختار الشريف، أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة إلى أن اقتصاد الدولة يسير نحو اتجاه واحد وهو التنمية وترشيد الاستهلاك، قائلا: نحن بحاجة ملحة لإعلان حالة التأهب الاقتصادي من خلال ترشيد النفقات على المستوى العام والخاص كي يستخدم الفائض للتنمية، ولتحقيق ذلك على الدولة توعية المواطنين بالتحديات التي تواجهها ليشترك المواطن فى تحمل المسئولية كما كان الحال أثناء حرب أكتوبر.

شد الحزام

وتقول د. هدى بدران رئيس الاتحاد العام لنساء مصر: على الشعب بكافة أطيافه استعادة روح أكتوبر الاقتصادية "شد الحزام" وهو الشعار الذي سبق ورفعه أثناء حرب الاستنزاف بالإضافة لأهمية مراعاة الدولة التوازن بين الطبقات من خلال فرض الضرائب بطريقة تصاعدية تشعر الجميع بالعدل الاجتماعي.

وطالبت النائبة مارجريت عازر الشعب المصرى بالتكاتف لمواجهة التحديات الصعبة بعد تخطى الجميع عقبة تعويم الجنيه وبدء الاقتصاد المصرى فى التعافى من جديد، قائلة: كل من يسعى لإسقاط هذا الوطن ينتظر رد فعل سلبى من الشعب على هذا الإجراء الاقتصادى، لكن إدراك المصريين لخطورة المرحلة جعلهم يصمدون، فالجميع أمام مسئولية اجتماعية.

وتابعت: لا شك أن العمل الجماعي وتحمل أبناء الشعب للصعوبات المعيشية المختلفة هما السبيل للنهوض بالأمة، فلم تخرج مصر من عثرتها بعد هزيمة 67 إلا بتكاتف كل أفراد الوطن ومن ثم فنحن بحاجة لاسترداد تلك الروح الوطنية في معركتنا ضد الإرهاب.

    الاكثر قراءة