حوار: منار السيد - تصوير: مصطفى سمك
تتميز بالتواضع وفى الوقت نفسه بالقوة والحزم، تحمل على عاتقها مسئولية تخريج أجيال من الفنانين والمبدعين المثقفين وإمدادهم بالأدوات التى تمكنهم من المشاركة فى بناء وطنهم وتأدية رسالتهم من خلال الحفاظ على تراثه الفنى ونشر الأصيل منه فى ربوع الوطن العربى، ورغم انتشار أشكال متنوعة من الأغنية الشعبية والتى تعد دخيلة على الموسيقى الشرقية إلا أنها لم تنحن أمام العواصف العاتية من المهرجانات التى سيطرت على عدد كبير من الشباب بل صمدت وواجهت بصلابة للدفاع عن مكانة الفن المصرى والأغنية العربية، إنها د. أحلام يونس رئيسة أكاديمية الفنون، التى التقتها «حواء » لتتعرف على دور الأكاديمية فى نشر الثقافة الفنية فى المجتمع و محاربة الإرهاب والتطرف.
كيف بدأت علاقتك بأكاديمية الفنون؟
بدأت حياتي بالأكاديمية وأنا فى عمر 9 سنوات، حيث التحقت بالمعهد العالي للباليه، وبعد تخرجى تم تعيينى معيدة بقسم التصميم والإخراج بالمعهد، بعد ذلك حصلت على الماجستير والدكتوراه حتى ترأست مدرسة الباليه لثلاث فترات، ثم شغلت منصب رئيس القسم لفترتين، بعدها عملت كوكيل للمعهد حتى شغلت منصب العميد ثم رئيس أكاديمية الفنون، وهو ما لم أسع إليه يوما ولم يكن متوقعا.
اختيارك لهذا المنصب جعلك تتصدين للكثير من المعارك والصراعات، فكيف تعاملت مع الأمر؟
في البداية أريد أن أؤكد أنه يجمعني علاقة طيبة وزمالة قوية بجميع أساتذة الأكاديمية، كما أنهم جميعا يعملون على تقديم خدمة تعليمية جيدة، ومراعاة الفنون والآداب ويهتمون بالمواهب الشابة من طلاب الأكاديمية، لكن علينا أن نفهم أن الأكاديمية مثلها كأى مصلحة حكومية تواجهها المشاكل، وقد تم إعلان الحرب علي منذ اليوم الأول لتقلدي المنصب رغم أننى لم أكن أول امرأة تتولى رئاسة الأكاديمية, فقد سبقتني د. لطيفة الزيات التي تولت المنصب لمدة 6 شهور, ود. سمحة الخولي عميدة الأكاديمية لأربع سنوات، إلا أننى تعاملت مع ذلك بحساسية وحكمة حتى تمكنت من السيطرة على الوضع، ومنذ عام 1984 يتوافد على الأكاديمية رؤساء من الرجال العظماء حتى تم اختياري عام 2014 بقرار جمهوري.
وما أبرز إنجازاتك منذ توليك رئاسة الأكاديمية؟
تعد الأكاديمية المؤسسة الوحيدة الموجودة في الوطن العربي والشرق الأوسط وأفريقيا بل والعالم أجمع التي تضم كافة الفنون والشهادات من بكالوريوس وماجستير ودكتوراه وترقيات متدرجة في مكان واحد، وهذا ما تأكدت منه بعد زيارتي للعديد من الأكاديميات العالمية والإقليمية، لذلك كان علي إحياء الفرق التى قلص وجودها في الأكاديمية، وبالتعاون مع عمداء المعاهد تم إعادت 6 فرق من كورال الكبار والأطفال و4 فرق موسيقى أوركسترا للكبار وللابتدائي والإعدادي والثانوي إلى معهد الكونفستوار.
ذوو الاحتياجات الخاصة
وهل لذوى الاحتياجات الخاصة تواجد بأقسام الأكاديمية؟
فتحت الأكاديمية أبوابها لذوي الاحتياجات الخاصة حتى يكون لهم حق الالتحاق بمعاهد الأكاديمية، فلدينا طالبة معاقة جسديا بقسم الديكور، كما نفتح معهد الباليه للعام الثاني على التوالي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تقدم 14 طفلا هذا العام، و11 في العام الأول، كما يقدم المعهد عناية فائقة لهؤلاء الأطفال من خلال مدرب مؤهل للتعامل معهم وتحقيق نتائج إيجابية فى تعليمهم الباليه.
ما الأهداف المستقبلية التى تسعين لتحقيقها خلال الفترة المقبلة ؟
أسعى للانتهاء من المستشفى الخاص بالأكاديمية وإطلاق مدرسة فنون الطفل التى لا يوجد لها مثيل فى العالم والتى سوف يلتحق بها الطفل من مرحلة الروضة إلى الدكتوراه لدراسة فنون تتواكب مع مراحله العمرية المختلفة فى مجالات الكتابة والعرائس والموسيقى والفنون التشكيلية وغيرها، وسوف تتكامل المدرسة بعد ذلك مع معاهد الأكاديمية، وفتح قسم للتليفزيون بالمعهد العالى للسينما لتدريس جميع المواد التى تتعلق بالدراما التليفزيونية والبرامج.
ما البروتوكولات التي تم توقيعها بين الأكاديمية والدول الأخرى؟
تم عقد بروتوكولات مع عدد من الدول منها الصين وموسكو والإمارات والكويت وجيبوتى والسودان وأحد معاهد السينما بالمغرب، كما تم توقيع 4 بروتوكولات مع روسيا للدراسة وتبادل الخبرات، بالإضافة إلى المنح المخصصة للمعاهد الأفريقية الناطقة باللغة العربية وذلك حسب توجيهات سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، كما تم إنشاء ملتقيات علمية لم تحدث من قبل ومنها الملتقى العلمى العربى والذى جرى تنظيمه لدورتين متتاليتين، كما تم توقيع بروتوكولات مع مختلف الوزارات مثل البيئة, الشباب, والتربية والتعليم، فنحن نحاول نشر الثقافة الفنية فى المدارس فى شكل أنشطة مختلفة.
ما شكل التعاون بين الأكاديمية والمجلس القومي للمرأة؟
وقعت الأكاديمية بروتوكول تعاون مع المجلس القومي للمرأة للتعاون المشترك من خلال المعارض والمهرجانات، حيث حرصت الأكاديمية على المشاركة في فعاليات مكافحة العنف ضد المرأة من خلال افتتاح فعاليات الـ16 يوما لمكافحة العنف ضد المرأة من داخل الأكاديمية تحت عنوان "كوني", وهو عبارة عن مسابقة ومعرض تم إقامته برعاية د. مايا مرسي، رئيسة المجلس وبإشراف من الأكاديمية، كما نعمل على عرض قضايا المرأة من الأعمال الفنية كالأفلام التسجيلية والأفلام القصيرة بالإضافة إلى إقامة مهرجان المسرح النسوي لعرض قضايا المرأة المختلفة وأيضا سيتم إقامة مؤتمر "المرأة مستقبل الإبداع".
ما دور الأكاديمية في دعم الوطن ومواجهة الإرهاب؟
نحن حريصون على مشاركة الوطن في كافة الاحتفالات الوطنية، فقد شاركنا في الاحتفال بافتتاح قناة السويس من داخل الأكاديمية بلوحة كبيرة وماكيت للتعبير عن هذا الإنجاز الوطني العظيم، كما نعمل على إحياء ذكرى 30 يونيو ونشارك بالموسيقى العسكرية في ذكرى نصر أكتوبر، بالإضافة إلى إقامة المؤتمرات والحفلات والملتقيات العلمية والخاصة بالمرأة، إلى جانب العديد من ندوات التوعية بمخاطر الأفكار المتطرفة، كما تقيم الأكاديمية المهرجانات مثل مهرجان أبو الهول السينمائى والذى أسسه طلاب المعهد العالى للسينما للتأكيد على الرسائل الإيجابية بأن مصر آمنة ومستقرة وقادرة على مواجهة الإرهاب .