تحتفل الأمة الإسلامية اليوم الاربعاء، بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويغلب على كل بلد طابع خاص في طريقة الاحتفال كان للمصريون الحظ الأوفر منها، إذا أن المصادر التاريخية تشير إلى أن المصريون كانوا أول من احتفل بيوم المولد كان ذلك في عهد الدولة الفاطمية.

 ففي مصر ومع بداية شهر ربيع الأول من كل عام  تُقام سرادقات كبيرة حول المساجد الكبرى كمسجد الإمام الحسين، والسيدة زينب رضي الله عنهما تضم تلك الشوادر أو السرادقات زوار المولد من مختلف قرى مصر والباعة الجائلون بجميع فئاتهم وألعاب التصويب وبائعي الحلوى والأطعمة وسيركًا بدائيا يضم بعض الألعاب البهلوانية وركنا للمنشدين والمداحين.

عادات المولد في مصر

وفي ظل الاحتفال بمولد سيد البشر، صدح 300 مسجد أمس الثلاثاء عقب صلاة العشاء بالصلاة على النبي، كما تنطلق اليوم الأربعاء عقب صلاة العصر، من أمام مسجد الشيخ صالح الجعفري بالدارسة مسيرة لمشايخ وأتباع الطرق الصوفية وتشمل المسيرة الصدح بذكر الله تعالى والصلاة على النبي، كما تنظم ندوات في جميع أنحاء الجمهورية لتعريف بالسيرة سيد البشر.

ولا يمكن أن يمر ذلك اليوم دون أكل حلوى المولد كالسمسمية والحمصية والجوزية والبسيمة والفولية والملبن المحشو بالمكسرات، كما تصنع من الحلوى بعض لعب الأطفال التي تؤكل بعد انتهاء يوم المولد وهي عروس المولد للبنات والحصان للأولاد، كما اعتاد المصريون على طبخ اللحوم في يوم المولد.

وفي جميع محافظات مصر تخرج الزفة التى يصاحبها ذكر الله والصلاة على النبي وقد يصاحبها الخيول والطبول والسيوف الخشبية وتنتشر ألعاب الأطفال في الميادين كما يقوم الجيران بتوزيع الأرز باللبن على بعضهم البعض تأسيا بصفات الكرم التي اثرت عن النبي.

ويحتفل صعيد مصر بيوم المولد عن طريق إقامة مرماح الخيول كما تقام مبارزات التحطيب بين الشباب وشيوخ العائلات وقد تقدم جوائز مالية في بعض المسابقات ، كما تحرص جمعيات القرآن الكريم على إقامة مسابقات حفظ القرآن بين مختلف الأعمار وتقدم جوائز مالية للمتسابقين وأحيانا تقام حفلات التكريم تزامنا مع يوم المولد.

وحول مساجد الأطرحة تنصب الخيام، ويفترش الباعة الجائلون، ويقدم الناس من المحافظات والقرى المجاورة وتنشط حلقات الذكر والإنشاد ومدح الرسول والصلاة على النبي.

وفي هذا السياق أكد الأزهر الشريف، أن مراد الاحتفال بالمولد النبوي، تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام؛ إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وسلم إلى الدنيا.