الإثنين 17 يونيو 2024

حماى يحبنى.. وحماتى تكرهنى !!(1)

10-10-2017 | 14:55

بقلم : سكينة السادات

يا بنت بلدى قبل أن أبدأ حديثى معك اليوم أولا أهنئ كل قرائى وقارئاتى بحلول عيد النصر والكرامة عيد نصر 6 أكتوبر ، ذلك النصر المبين الذى تم على يد جيش مصر الباسل وشعب مصر المكافح الوطنى العاشق لوطنه وترابه، ذلك اليوم الذى حققنا نحن المصريون ولأول مرة النصر على إسرائيل وعبرنا قناة السويس ذلك المانع المائى المستحيل، وحطمنا خط بارليف المنيع وأعدنا الكرامة والعزة والشرف لبلدنا وجيشنا بقيادة وحكمة وتدبير وتفكير وصبر الرئيس الزعيم المنتصر الرئيس محمد أنور السادات - رحمه الله رحمة واسعة - فقد استطاع بنفس جيش هزيمة 67 أن يحقق لنا انتصار 6أكتوبر سنة 1973 ثم حقق لنا السلام ثم أعاد لمصر ثلث مساحتها وهى سيناء الحبيبة، ثم قام بتطهير قناة السويس بعد أن كانوا قد ألقوا فيها بالسيارات المحروقة والحجارة الهائلة وقنابل النابالم، وعادت القناة لتخدم كل العالم بلا استثناء وتمر من خلالها البضائع والمؤن لصالح الدنيا كلها ولكى نأكل نحن المصريون من ريعها ونشترى كل ما يلزمنا دون أن ننتظر معونة أو صدقة من أحد، وما زلنا نرفع رءوسنا اعتزازا بنصرنا المبين حتى اليوم، رحم الله الرئيس محمد أنور السادات وأسكنه فسيح جناته.

***

أما حكاية اليوم فقد روتها لى قارئتى الشابة الجامعية الجميلة نوران29) سنة) وهى ابنة لإحدى جاراتى القديمات . قالت نوران..  تخرجت فى كلية الآداب قسم التاريخ جامعة عين شمس وكانت أمى جارتك عندما كنت تسكنين فى حى كوبرى القبة قبل أن أولد أنا، وأنت تعرفينها جيدا السيدة ليلى الحسينى ربما نسيت ملامحها فهى تشهبنى تماما أى أنها خمرية اللون ذات جمال هادئ جدا، ربة بيت رائعة قالت لى إنك أثنيت على (برطمان مربى البلح) الذى أهدته لك وكنت أنت ترسلين لها الفطير المشلتت الوارد لك من قريتك بالمنوفية !

***

تذكرتها وسألت نوران عن والدها وأخويها نادر وتامر، وقالت إنهما تخرجا فى كلية الطب وأنهما تزوجا، وقالت إن والدها خرج على المعاش وأن أسرتها ما زالت فى كوبرى القبة .

 ***

واستطردت نوران.. أحببت أن أحكى لكِ حكايتى بناءً على طلب أمى التى لم تصل إلى رقم هاتفك إلا من خلال اتصالها بدار الهلال، والموضوع يتعلق بى أنا شخصيا وسوف أحكيه لك بأمانة تامة لأنك تعرفين أننا أسرة هادئة جداً، فأنا لم أسمع صوت أمى يعلو فى البيت مطلقا وأبى أيضاً شخصية هادئة جداً وأنا كذلك يا سيدتى نفس الشىء هادئة جدا وصبورة وكل الناس يحسدوننا على هذا الهدوء فى ذلك الزمن القلق المحير !

***

واستطردت.. بعد أن تخرجت فى الجامعة وعملت مساعدة أمينة إحدي مكتبات الدولة تقدم لخطبتي الكثيرون ولم يعجبنى أحد ولم يكن قلبي قد خفق لأى شاب فى زمن الجامعة، حتى تقدم لى من أصبح زوجي بعد ذلك ولم يكن فيه ما يعيبه، فهو مهندس من أسرة محترمة، جاهز بالشقة وكل متطلبات الحياة الزوجية علاوة على أنه وسيم ومحترم، وعندما جاء أهله لخطبتى لاحظت أنهم يتكلمون ويتحركون بسرعة وحركاتهم فيها سرعة وعصبية لكن هذا لم يكن عيبا يؤخذ عليهم فليس من المعقول أن أجدهم نسخة طبق الأصل من طريقة حياتنا، المهم أننا تزوجنا وسافرنا لقضاء شهر العسل وعدنا إلى القاهرة بعد أسبوع واحد نظرا لعمل زوجى الدائم بالعاصمة الجديدة وضرورة وجوده الدائم بها لسرعة الإنجاز ودقته، وكان ما لاحظته وصعب على جدا وسبب لى القلق وهما لم أتعودهما هو تدخل حماتى فى كل صغيرة وكبيرة فى حياتى ! فهى مثلا (تزعق وتصرخ بأعلى صوتها عمال على بطال حتى على أتفه الأشياء وتنتقد كل شىء أفعله، وتصفنى بأننى بطيئة وخملة وكسلانة لا أدرى لماذا حتى كان اليوم الذى قررت فيه أن أضع حدا لهذا الهم، وكانت مفاجأة للجميع.. الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية !