السبت 4 مايو 2024

في ذكرى ميلاده.. كيف أنشأ رفاعة الطهطاوي مدرسة الألسن؟

رفاعة الطهطاوي

ثقافة15-10-2023 | 17:20

شمس علاء الدين

تحل اليوم ذكرى ميلاد رفاعة رافع الطهطاوي، والذي يعد رائد الفكر التنويري في مصر ومؤسس مدرسة المترجمين والتي سميت فيما بعد بمدرسة "الألسن"، وقد وصفه تلميذه النابه صالح مجدي بأنه «قليل النوم، كثير الانهماك على التأليف والتراجم».

 

كان رفاعة الطهطاوي يأمل في إنشاء مدرسة عليا لتعليم اللغات الأجنبية، وإعداد طبقة من المترجمين المجدين يقومون بترجمة ما تنتفع به الدولة من كتب الغرب، وتقدم باقتراحه إلى محمد علي ونجح في إقناعه بإنشاء مدرسة للمترجمين عرفت بمدرسة الألسن

 

وفي سنة 1835م أفتتح الطهطاوي مدرسة الترجمة، التي صارت فيما بعد مدرسة الألسن وعيـن مديراً لها إلى جانب عمله مدرساً بها، وفي هذه الفترة ازدهرالمشروع الثقافي الكبير لرفاعة الطهطاوي ووضع الأساس لحركة النهضة والتي إمتد تأثيرها حتى يومنا هذا.

 

كانت مدة الدراسة بها خمس سنوات، قد تزاد إلى ست، وضمت في بدايتها فصولاً لتدريس اللغة الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والتركية والفارسية، إلى جانب الهندسة والجبر والتاريخ والجغرافيا والشريعة الإسلامية، وقد بذل رفاعة جهدًا عظيمًا في إدارته للمدرسة.

 

 تخرجت الدفعة الأولى في المدرسة سنة 1839م وضمت 20 خريجًا، وكانت مترجمات هؤلاء الخريجين قد طبعت أو في طريقها إلى الطبع.

 

 اتسعت مدرسة الألسن، فضمت قسمًا لدراسة الإدارة الملكية العمومية سنة 1844م، لإعداد الموظفين اللازمين للعمل بالإدارة الحكومية، وقسمًا آخر لدراسة الإدارة الزراعية الخصوصية بعد ذلك بعامين، كما ضمت قسمًا أنشئ سنة 1847م لدراسة الشريعة الإسلامية على مذهب أبي حنيفة النعمان لإعداد القضاة.

 

 وأصبحت مدرسة الألسن أشبه ما تكون بجامعة تضم كليات الآداب والحقوق والتجارة، وكان رفاعة الطهطاوي يقوم إلى جانب إدارته الفنية للمدرسة باختيار الكتب التي يترجمها تلاميذ المدرسة، ومراجعتها وإصلاح ترجمتها.

 

ظلت المدرسة 15عامًا، كانت خلالها منارة للمعرفة، ومكانًا لالتقاء الثقافتين العربية والغربية، إلى أن أغلقها الحاكم الجديد عباس الأول لعدم رضاه عن سياسة جده محمد علي وعمه إبراهيم باشا وذلك في سنة 1849م