الخميس 23 مايو 2024

إصدار ديوان «يهبط السلم وحيدًا» للشاعر السعيد المصري

غلاف الديوان

ثقافة24-10-2023 | 12:27

شمس علاء الدين

صدر ديوان شعر «يهبط السلم وحيدًا»  للشاعر السعيد المصري،  عن دار «شعـلة الإبـداع العربي  للطـباعـة والنشـر»، وهى تجربته الشعرية الثالثة بعد انحرافه من فضاء شعر العامية المصرية إلى فضاء شعر الفصحى بعد صدور ديوانه الأول بالفصحى «حيث لا يوجد أحد»، عن مؤسسة عماد قطري للإبداع والتنمية الثقافية عام 2018م، وديوانه الثاني «يُفـسـر بطاقاتِ التـاروو بمـهــارةٍ فـائقـة» عن دار «ميتا بوك» للطباعة والنشـر عام 2021م، وله تحت الطبع ديوانه الشعري الرابع بالفصحى «المـرءُ الذى أسَمِّيهِ طاهراً.. الذى ينتظر أشياء لا تأتي أبدًا».

 

يتكون ديوان «يهبط السلم وحيدًا»  من عشرة قصائد نثرية، هي بكائيات على ضياع المعنى في هذا العالم الوحشي، وحفز على إدراك العمل الصالح والقيم الأخلاقية، محملة بتجارب مختلفة سياسية وأيديولوجية ودينية، حيث يتخلص الشاعر من اللغة المجازية منحازا إلى لغة التعامل اليومي بما تمتلكه من سحر في الأداء واقتراب في الدلالة، ويشكل «التناص» مع الموروث الديني تيمة أحدثت مفارقة فنية داخل نصوص الديوان، تعني بالقبض على الزمان والمكان في آن واحد، رجوعا إلى الصور المؤثرة فى تكوين بطل النصوص، سواء ما اتصل منها بعالم القرية، موصولا ومرتبطا ببراءة الطفولة فى كافة تجلياتها، طفولة الكائن والمكان والذاكرة والعالم، أو ما ارتبط بعالم المدينة ورحلة التحقق الأدبي.

 

حفر الشاعر في ديوانه تجاعيد الذاكرة راصدا بفنية عالية جوانب من الماضي بكل دفئه وأحلامه وانتصاراته وانكساراته، ذلك الماضي الذى بات تراثا زائلا أو يكاد كاشفا عبر رؤية إبداعية تحفل بالصور، وتتخذ من أشياء الوجود معادلا للإنسان، عن علاقة ماضيه بحاضره، تلك مغامرة المجموعة لمواجهة المسكوت عنه في ذاكرة الحزن، الذي يخبئ فيه الشاعر كل الذي أحبه وذهب، وكل الأحبة الذين تبدلت ملامحهم.

 

وبدت عناوين النصوص ملائمة للمتن، كاشفة عن ملامح إنسانية وزمنية ونفسية وحياتية، ويتجلى فى هذه المجموعة الشعرية  وعي المبدع بأدواته وكيفيات توظيفها عبر اقتناص اللحظة والوقوف أمامها وتكثيفها، تعميقا للحظة ذاتها، وللحالات الإنسانية والنفسية للشخصيات، فى حكي سردي مميز يترك بتقنياته الأسلوبية المميزة أثرا واضحا فى المتلقى، ويبدو حرص الشاعر على توظيف لغة بعيدة الأثر، سواء على مستوى السرد.