قالت مُقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، فرانشيسكا ألبانيز، اليوم الأربعاء، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي "تقتل وتشوّه وتيتّم وتعتقل مئات الأطفال في الأرض الفلسطينية المحتلة كل عام"، مشيرة إلى أن "محنة الأطفال تضاعفت في الأسابيع الأخيرة".
وقالت ألبانيز- في تقرير قدمته للجمعية العامة في الأمم المتحدة - إن "الظلم والصدمة التي يعاني منها الأطفال الفلسطينيون تحت الاحتلال، والذين يشكّلون نصف السكان الفلسطينيين، يمثل وصمة عار لا مثيل لها على جبين المجتمع الدولي".
ولا يشمل التقرير العدوان الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الجاري على قطاع غزة، وما رافقه من أزمة إنسانية وتداعيات كارثية.
ولفتت ألبانيز - في تقريرها - إلى أن إسرائيل، على الرغم من الالتزامات المفروضة عليها كقوة قائمة بالاحتلال، تحرم الفلسطينيين وأطفالهم من حقوقهم الإنسانية الأساسية، كجزء من جهودها لعرقلة تنمية المجتمع الفلسطيني وإحباط حق الفلسطينيين في تقرير المصير بشكل دائم.
ويشير التقرير إلى أنه في الفترة من عام 2008 حتى السادس من أكتوبر، استشهد 1,434 طفلًا فلسطينيًا، من بينهم 1025 طفلا في قطاع غزة منذ فرض الحصار الإسرائيلي غير القانوني في عام 2007، وأصيب 32,175 طفلا فلسطينيا بجروح، غالبيتهم على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ويوضح التقرير أن 1679 طفلا فلسطينيا تعرضوا لإصابات جسدية تسببت للعديد منهم بإعاقات دائمة، خلال الفترة من 2019 إلى 2022.
ولفتت ألبانيز إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل ما بين 500 إلى 700 طفل فلسطيني كل عام وفقا للتقارير، مع تقديرات تشير إلى اعتقال نحو 13 ألف طفل فلسطيني بشكل تعسفي واستجوابهم ومحاكمتهم في محاكم عسكرية وسجنهم منذ عام 2000.
وقالت الخبيرة الأممية، إن "تصوير إسرائيل للأطفال الفلسطينيين على أنهم "دروع بشرية" أو "إرهابيون" لتبرير العنف ضدهم وضد والديهم هو "تجريد عميق للغاية لإنسانيتهم".
وأضافت أن "جحيم اليوم لا يمكن أن يحجب أعمال العنف التي شهدتها العقود الماضية"، مؤكدةً أنه "لمعالجة الأزمة، لا بد من فهم الأسباب التي أدت إليها".
وتابعت: "يجب أن نفهم التأثير المدمر للاحتلال الإسرائيلي والتوسّع الاستعماري المتصاعد باستمرار على أجيال من الأطفال الفلسطينيين".
ويتناول التقرير - بالتفصيل - تجارب الأطفال اليومية جراء التعرّض للعنف، من خلال الاستيلاء على أراضي عائلاتهم وعلى مواردهم، والحواجز بين المجتمعات، وتدمير المنازل وسبل العيش، والهجمات على تعليمهم.
وقال ألبانيز: "لقد شهدت أجيال من الأطفال الفلسطينيين، سواء في قطاع غزة المحاصر أو الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، حياتهم تنخفض إلى الحد الأدنى، وفي كثير من الأحيان، تنتهي حياتهم".
وأضافت: "هذا أمر ينزع الطفولة إلى حد كبير؛ فهو يسلب شقاوة الطفولة ويسلب الأطفال مستقبلهم".
وحثت ألبانيز، المجتمع الدولي على استخدام جميع التدابير المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة؛ من أجل الإنهاء الفوري للاحتلال الإسرائيلي غير القانوني، ومعاقبتها على أفعالها غير المشروعة دوليا، وتشكيل خلية عمل لتفكيك الاحتلال الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي كشرط مسبق للسلام في المنطقة.
من جانبها، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وهي الذراع الاساسى لهيئة لأمم المتحدة فى تنسيق ايصال المساعدات الانسانية الى سكان القطاع، في بيان صحفي على لسان الناطقة باسمها تمارا الرفاعي، إن ما لديها من وقود لن يكفيها لأكثر من يوم واحد فقط وستكون بعده غير قادة على تقديم العون لما يزيد على 1.6 مليون نازح داخل القطاع .
وقالت الرفاعي إنه لا يوجد وقود للشاحنات لنقل المساعدات القادمة من خارج القطاع عبر المنفذ الحدودي، كما ستصيب أزمة الوقود اسطول توزيع الحصص الغذائية الأساسية كالمياه والخبز إلى الفلسطينيين، الذين تقطعت بهم السبل في القطاع بالشلل التام، وسط ضربات جوية مكثفة من سلاح الطيران الإسرائيلي.
وأضافت، في إفادة صحفية، أن خيارات العمل في غزة واستمرار تقديم العون الانساني باتت في غاية الصعوبة؛ حيث إن الأوضاع متردية على جميع الأصعدة، بعد انقطاع إمدادات الغاز و الكهرباء والمياه والوقود.