قال اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفذ الآن قصفا عنيفا على قطاع غزة بريا وبحريا وجويا وهذا القصف قد يكون مقدمة للاجتياح البري للقطاع، مضيفا أنه من المحتمل أن ينتهي القصف بعمليات قصف فقط.

وأوضح في تصريح لـ"دار الهلال"، أن الاحتمال الأقرب للحدوث في هذا الوقت هو الاجتياح البري للقطاع، لدفع السكان وتحركهم إلى الجنوب، وهذه مشكلة كبرى لأن قطاع غزة نسبة السكان في الكيلومتر المربع الواحد عالية، وتحرك جزء من الشمال إلى الجنوب سيؤدي إلى تضخم الزيادة السكانية فيه.

وأشار الحلبي إلى أن هذا بجانب مشكلة أكبر تتمثل في تفاقم الوضع الإنساني وعدم وجود كهرباء أو مواد غذائية أو مساعدات ودعم طبي، وبالتالي هذا الحجم من السكان في ظل هذا العجز في الإمكانيات ما يعني أن القطاع في الطريق إلى كارثة إنسانية ضخمة داخل قطاع غزة، وينذر بتبعات خطيرة.

وأكد أن العالم كله صامت عما يحدث في قطاع غزة، ومصر الوحيدة التي تحاول وقف هذه الكارثة وتنبيه العالم لها في حالة حدوث التوسع والعالم كله عليه أن يقوم بمسؤولياته، مضيفا أن الولايات المتحدة الأمريكية تقدم كل الدعم لجيش الاحتلال وعدد ضخم من الطائرات مع وصول عدد كبير من القادة الأمريكيين في إسرائيل يساعدون في التخطيط، فضلا عن الدعم المعلوماتي بالأقمار الصناعية.

وأضاف أن الغرب يعطي الضوء الأخضر للاحتلال ويساعده على كارثة حالية ستزيد بشكل عنيف مستقبلا، مشيرا إلى أن أي حديث عن هدنة أو وقف إطلاق النار لن يكون إلا بعد التوغل البري الإسرائيلي في القطاع، وذلك لأن إسرائيل تعرضت لصدمتين هما الفشل الاستخباراتي أولا لمنع هذه العملية، والثانية هي ضعف الجيش الإسرائيلي في الرد.

ولفت إلى أن هذا الفشل جعل شكل الجيش الإسرائيلي عليه علامات استفهام كثيرة لدى المواطنين وكذلك لدى الحكومة، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال يحاول استعادة شكله وثقته لدى المواطن وهذه العملية من وجهة نظر إسرائيل ستعيد هذه الثقة، وهو ما يجعل من المحتمل بعد إتمام هذه العملية أن يتم فتح الحديث عن المفاوضات وتبادل الأسرى أو هدنة مؤقتة.