السبت 27 ابريل 2024

67 عاما على العدوان الثلاثي.. كيف دحرته الإرادة الشعبية والدبلوماسية المصرية؟

العدوان الثلاثي على مصر

تحقيقات29-10-2023 | 15:58

محمود غانم

تحل اليوم الذكر 67 للعدوان الثلاثي على مصر، وهي الحرب التي شنتها بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر، وبرغم من عدم تحقيق مصر نصراً عسكري إلا أنها تمكنت من تحقيق انتصاراً سياسياً على الدول الثلاث، وتمثلت مكاسب تلك المحنة في انفراد مصر بملكية قناة السويس وحق إدارتها بلا منازع.


العدوان الثلاثي على مصر

يقول الجمسي في مذكراته:"بعد ثورة عام 1952، دخلت البلاد مرحلة جديدة كان لها أثرها العميق على مصر وصداها الكبير بين الشعوب العربية، وتأثير الشديد على مصالح القوة الغربية في المنطقة".

وتابع الجمسي: "ونجحت الثورة في تحقيق الاستقلال للبلاد بحلول عام 1954، وكسر احتكار السلاح بعد صفقة الأسلحة مع الاتحاد السوفيتي عام 1955، الأمر الذي أثار غضب دول الغرب على مصر".

كما قامت مصر بدعم الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، وتأميم كانت السويس عام 1956، وقد اتخذت الدول الثلاثة من القرار الأخير ذريعة لشن حرباً على مصر.

فهدفت من بريطانيا من الغزو إزاحة جمال عبد الناصر من المشهد، أما فرنسا رأت من ذلك فرصة للانتقام من مصر بسبب دعم الصورة الجزائرية.


أحداث العدوان 

في 29 أكتوبر 1956، هبطت قوات إسرائيلية إلي سيناء واتجهت إلى القناة بحجة أن حرية الملاحة مهددة. وكان عبد الناصر أعلن من قبل ذلك، عداءه لإسرائيل بكل صراحة، وضيّق الخناق على سفنها في قناة السويس وخليج العقبة.


 لتصدر بريطانيا وفرنسا في اليوم التالي، إنذاراً يطالب بوقف القتال بين مصر وإسرائيل، ويطلب من الطرفين الانسحاب عشرة كيلومترات عن قناة السويس، وقبول احتلال مدن القناة بواسطة قوات بريطانية فرنسية بغرض حماية الملاحة في القناة، وإلا تدخلت قواتهما لتنفيذ ذلك بالقوة.


بدورها، أعلنت مصر رفضها احتلال إقليم القناة، لاتخاذ إنجلترا وفرنسا من ذلك ذريعة لشن حرب على مصر وبدأت غاراتهما الجوية على القاهرة ومنطقة القناة والإسكندرية.

ونظراً لتأزم الموقف، أصدر عبد الناصر أوامره بسحب القوات المصرية من سيناء إلى غرب القناة، وبدأ الغزو الأنجلو - فرنسي على مصر من بورسعيد التي ضربت بالطائرات والقوات البحرية تمهيداً لعمليات الإنزال الجوي بالمظلات، وقد صمدت المقاومة الشعبية في بورسعيد، صمود الأبطال وكبدت العدو خسائر فادحة.


وفي 2 نوفمبر، اتخذت الأمم المتحدة قراراً بوقف القتال ووجه الاتحاد السوفيتي إنذاراً إنذاراً إلى بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، كما رفضت الولايات المتحدة الأمريكية العدوان.

 

وقد نجح الضغط الدولي في الوصول إلى وقف إطلاق النار، تلى ذلك دخول قوات طوارئ دولية تابعة للأمم المتحدة وانسحاب القوات الإنجليزية الفرنسية من بورسعيد، لتتسلم مصر في 23 ديسمبر مدينة بورسعيد، وفي 16 مارس 1957 أتمت القوات الإسرائيلية انسحابها من سيناء.

لقد أظهر ذلك العدوان، أن المطامع الغربية في مصر لا تزال مستمرة لم تنتهي بعد، وأظهر حقيقية إسرائيل كدولة استعمارية، لقد أعطت تلك الحرب دروساً لمصر حول المستقبل، ولكن للأسف لم تعي مصر ذلك إلا بعد عام 1967.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa