الجمعة 17 مايو 2024

ثقافة الأجيال

مقالات6-11-2023 | 11:39

يختلف كل جيل باختلاف الثقافة التى تسيطر على تفكيره وحياته  لذلك نجد هناك فجوات كثيرة بينهم  فكل جيل له ثقافته و موروثاته وعاداته التى عاش بها فترات طويلة ويرى فى الطرف الآخر أن افكاره رجعية  أو غير مكتملة النضج وليس لديه رؤية واضحة.  فمثلا يتداول منذ عقد وأكثر من الزمن أن هناك فجوة في تربية الأبناء ووصل الأمر في التشكيك في طريقة وصحه  تربيتهم وأن الآباء أصبحوا مناوئين لسلوك أبنائهم مما زاد من نقاط الخلاف بين الأبناء وذويهم علي حساب نقاط الاتفاق ولم نجد من يحاول فك هذه الشفرة المعقدة في العلاقة بين الآباء والأبناء بدلا من إلقاء اللوم علي الأبناء فقط وهو ما يمثل خطورة مع اتساع الفجوة ورفض الأجيال الحديثة الاستفادة من خبرات وثقافات الأجيال السابقة ويمتد  خطورة هذا الأمر إلى دور هؤلاء الأبناء في بناء حياتهم وحياة الآخرين ومدى وعيهم بالأحداث الجارية وكل ما يدور حولهم.

وينبغي الاعتراف بأن الاختلاف سواء كان بسيطاً أو كبيراً هو جزء من أي علاقة ومن المهم عدم الوقوف على ماهيته بل الاهتمام بطريقة إحتوائه وتجاوز فكرة من المخطئ والانتقال إلى فكرة وجود تشابه وخلق مفهوم يجمع بين الأفكار والقيم المختلفة بشكل يقوي الروابط الإنسانية.
 

فهناك صراع بين الأجيال ورغبة الشباب في الهروب  من سيطرة الآباء والتحرر من هيمنتهم من خلال الثورة على القيم الثقافية الموروثة من الأهل. 

وعلى الرغم من  بقاء واستمرار الأزمة بين الطرفين وذلك من الطبيعي طبقا لسرعة التغيير والأزمات الإقتصادية وما يصاحبها من ظواهر ومشكلات اجتماعية فالأسباب كثيرة ومتعددة ومتشعبة فها هي تختلف من بيئة لأخرى ومن عائلة لأخرى ومن بيت لآخر طبقاً للتقاليد والأعراف والقيم والأفعال والأذواق وتحت هذه الغمامة المليئة بالمقارنات  وهو ما اتفق العلماء عليه من تقسيم الأجيال مع التأكيد علي أنه  ليس للحكم على كل جيل بالأفضل أو الأسوأ، ولكن لفهم خلفية نشأة كل جيل وقراءة الفجوة بين الأجيال والعمل علي تداركها حتى لا نختلق هواجس نعلق عليها فشلنا في إحتواء الجيل الجديد. 

ومن هنا نؤكد على أن لكل جيل ما يميزه عن غيره من الأجيال وذلك لاختلاف الرغبات والحاجات لكل عصر و جيل وكذلك اختلاف الوسائل وتطورها مع الزمن وهذه الثقافة توضح لنا الكثير من الإخفاقات التي نقع فيها فعندما لا نفهم المستقبل لا نستطيع أن نعد الأجيال القادرة على التعامل مع هذا المستقبل.لابد للجيلين  القديم والحديث من أن يتفقا أو يتوافقا على أن في كل مرحلة ايجابيات وسلبيات وأن الأجيال تتكامل والحياة تحتاج للشاب كما تحتاج للمسن.


وأخيراً الأزمة أو الصراع ليس له علاقة بالعمر أو إختلاف الأجيال أكثر من ارتباطه بالسلطة ومن يمتلكها ومن يديرها بل في جزء كبير منه نتيجة لسوء الفهم وسوء التواصل ويغذيها قلة التعايش بينهم لأن الوقت يتغير بسرعة ويجد الناس صعوبة في التكيف مع هذا التغير للتغلب على هذه المشكلة.

فنصيحتي لكل أب وأم أن يقبلوا التغير الذي نعيشه الان وان يتحاورون مع ابنائهم ويستمعون إليهم وان يقبلون كأصدقاء وأن نبتعد قليلا عن الأساليب النمطية في تنشئتهم فأبناءكم  خلقوا لزمان غير زمانكم.