الغاز الطبيعى فى القرى صفحة جديدة من «ملحمة حياة كريمة» «المصور» ترصد فرحة أهالى«نهطاى».. و 5 قرى وصل إليها
صورة أرشيفية
- تحقيق ميدانى يكتبه: غالى محمد
سافرت إلى قريتى «تطاى» التابعة لمركز السنطة بمحافظة الغربية، الخميس الماضى، وكالعادة، وبكل تفاؤل وأمل، لا يفارقنى سؤال من معظم من ألتقى بهم من أهل قريتى، متى يصل الغاز الطبيعى إلى قريتنا؟.
يسألوننى من منظور كتابتى لسنوات طويلة، بل لعقود متصلة فى شؤون البترول، وبمنطق الغيرة الحميدة، نحن نريد أن يصل إلينا مشروع «حياة كريمة» حتى يصل إلينا الغاز الطبيعى، أسوة بقرية «نهطاى» التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية، والتى تبعد عن قريتى بمسافة قصيرة.
لغة جديدة، أسمعها من شباب وأهل قريتى، الكل يتشوق إلى مشروع «حياة كريمة» وبكل ما فيه من مشروعات وخدمات. تنقل الريف المصرى إلى مرحلة الازدهار.
لا أنكر، أنه قبل سفرى كنت قد رتبت مع وزارة البترول، لزيارة صحفية إلى قرية “نهطاى” لأرى بنفسى أعظم ملحمة بناء فى تاريخ مصر، وهى مشروع “حياة كريمة” ودخول الغاز الطبيعى إلى القرى المصرية.
ذهبت من قريتى، صباح السبت الماضى، إلى قرية “نهطاى” وبصحبتى زميلى الشاب مصطفى الشرقاوى الصحفى بمجلة “المصور” عبر العديد من القرى.
وصلنا إلى الطريق السريع الذى يربط مركز السنطة ومركز زفتى، والذى تقع عليه قرية “نهطاى”.
كان أول ما رأيت على الطريق السريع، مواسير الغاز العملاقة فى انتظار تركيبها لكى تنقل الغاز الطبيعى إلى مركز السنطة، لكى ينطلق مشروع توصيل الغاز الطبيعى إلى كل منازل السنطة والقرى المجاورة لها.
عاد تفكيرى إلى الوراء كثيرًا، وسألت نفسى، لماذا لم نفكر يومًا فى أن يصل الغاز الطبيعى إلى مركز السنطة، الذى كان منسيًا سنوات وسنوات قبل ثمانية أعوام.
وصلت إلى قرية “نهطاى” ليستقبلنى فريق المهندسين من شركة “غاز مصر”.
تساءلت وأنا أرى مواسير الغاز الطبيعى على كل منزل أو عمارة، فى قرية “نهطاى” هل نحن فى حلم؟.
تذكرت، مما سبق أن كتبته على صفحات مجلة “المصور” أن غاز “حقل ظهر” سوف يصل إلى القرى المصرية.
أسئلة كثيرة، تخطت قدرات تفكيرى، ولا أنكر أننى كنت أحلم أثناء عملى محررًا لشؤون البترول فى تسعينات القرن الماضى، أن أرى الغاز الطبيعى فى كل قرية مصرية.
ولكن لم يحدث، وها هو الآن يحدث، ويحقق الرئيس عبدالفتاح السيسى حلمى، وحلم نحو 58 مليون مصرى يسكنون الريف المصري.
ليست قرية واحدة، التى سيصل إليها الغاز الطبيعى، ولكن أكثر من 4500 قرية مصرية، يشملها مشروع “حياة كريمة” سوف يصل إليها الغاز الطبيعى. هذا «الوقود الحضارى» النظيف الآمن، الأقل تكلفة، سوف تنعم به كل منازل القرى المصرية.
ووفقًا لأرقام المهندس طارق الملا وزير البترول، أنه تم حتى أوائل فبراير الماضى توصيل الغاز الطبيعى إلى 98 قرية، تضم نحو 300 ألف وحدة سكنية، وجار تنفيذ شبكات الغاز الطبيعى حاليًا إلى 72 قرية أخرى تخدم أكثر من 200 ألف وحدة سكنية، وبذلك يكون تم توصيل شبكات الغاز الطبيعى التى تتيح خدمة نحو 500 ألف وحدة سكنية بتلك القرى، عند انتهاء موعد المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية فى 30 يونيو القادم.
ليس هذا فقط، بل سيبلغ إجمالى أطوال شبكات الغاز الطبيعى للقرى فى نهاية يونيو القادم حوالى 16 ألف كيلومتر من البنية الأساسية اللازمة لتوصيل الغاز الطبيعى يستفيد منها نحو 4 ملايين وحدة سكنية.
الأرقام كثيرة فى ملحمة توصيل الغاز الطبيعى للقرى المصرية، لكن الواقع كما رأيت فى قرية “نهطاى” يفوح بروائح المسك ويلمع بالأنوار.
ليس بشعلات الغاز الطبيعى، لكن بضياء النور وعشق الوطن والحرص على النهوض بالمواطن المصرى فى صٌلب عقيدة الرئيس السيسى.
فى قرية “نهطاى”، تجولت ورأيت تفاصيل الملحمة وتابعت المعجزة وهى تتحول لواقع، الملحمة التى قام بها الرئيس السيسى فى مشروع “حياة كريمة”، والمعجزة فى قدرة رجال قطاع البترول، بقيادة المهندس طارق الملا، ومهندسى وعمال شركة “غاز مصر” فى توصيل الغاز الطبيعى، فى قرية “نهطاى” وغيرها من القرى فى مركز زفتى، وهما قريتان غير مخططتى البناء، وشوارعهما ليست متسعة.
ومع ذلك، استطاع مهندسو وعمال شركة “غاز مصر” بقيادة المهندس وائل أحمد جويد رئيس الشركة، تنفيذ توصيل الغاز الطبيعى بدون أزمات أو مشاكل مع سكان القرية، وست قرى أخرى وصل الغاز إلى منازلها وكلها قرى تابعة لمركز زفتى، هى قرى نهطاى وكفر الدغايدة والضبابشة وكفر دمنهور القديم وتفهنا العزب وسند بسط.
الفرحة وجدتها مرسومة على وجوه أهالى تلك القرى، فلم يكونوا يتوقعون أن تصل قراهم إلى هذه المرحلة من الخدمات، كانوا كما قالوا لى يعتقدون بأن القرية ستظل على حالها من الإهمال، لكن “حياة كريمة” غيّر هذه النظرة المتشائمة وأصبحت القرية فى مقدمة أولويات الدولة، والغاز الطبيعى الذى سيريح أهالى تلك القرى من معاناة الحصول على اسطوانات البوتاجاز وسوقها السوداء، ليس وحده الذى وصل إلى القرى، فهو جزء من منظومة تطوير كاملة ستشهدها هذه القرى ضمن المشروع من دخول كافة الخدمات، صرف صحى، وكهرباء أو مياه، ورصف، إلى مجمعات للخدمات الحكومية وصولًا إلى شبكات الإنترنت فائق السرعة، فالقرية المصرية كتب لها عهد جديد.
يقول المهندس محمد عزيز مدير عام منطقة الغربية فى شركة “غاز مصر” إن هناك 11 ألف أسرة بتلك القرى، يستخدمون الغاز الطبيعى الآن، فضلًا عن 40 ألف أسرة يستخدمون الغاز الطبيعى فى مركز زفتى أيضًا، وفى الطريق مركز السنطة. وتم توصيل الغاز الطبيعى لمنازل تلك القرى بأعلى المواصفات، وممكن أن نقول إن أكثر من 90 فى المائة من مساكن “نهطاى” وصل إليها الغاز الطبيعى بالفعل.
المهندس أحمد عليوة مدير منطقة زفتى بشركة «غاز مصر» والمشرف على مشروع “حياة كريمة” فى زفتى والقرى التابعة له يكشف أن الغاز الطبيعى وفقًا للمبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، يصل إلى كافة المخابز البلدية. وبالفعل وصل الغاز الطبيعى إلى نحو 30 مخبزًا بلديًا فى مركز زفتى، وسوف يصل إلى المخابز فى كافة القرى التى تم توصيل الغاز الطبيعى إليها، وبالفعل سوف تعمل مخابز قرية “نهطاى” بالغاز الطبيعى.
وفى جولتى ببعض شوارع وحوارى قرية “نهطاى” رأيت مواسير الغاز الطبيعى، على كل مبنى ومعظمها عمارات 3 أدوار وخمسة أدوار، شاهدت بنفسى الملحمة والمعجزة فى ميلاد حضارة الغاز بالريف المصرى، قلت بصوت عال مع فريق مهندسى شركة غاز مصر الذى يضم إضافة إلى المهندس محمد عزيز مدير منطقة الغربية والمهندس أحمد عليوه مدير منطقة زفتى والمهندس أحمد عمر مدير إدارة الشبكات بالغربية والمهندس نادر عصام مسؤول التركيبات إن الرئيس السيسى لا يحقق التنمية فقط، ولكن بمشروع توصيل الغاز الطبيعى إلى القرية المصرية قدم نموذجا مصريا فريدًا فى حقوق الإنسان بل قدم صورة غير مسبوقة فى العدالة الاجتماعية إذ جعل كل قرية تنعم بالغاز الطبيعى مثلها فى ذلك مثل أى حى راقٍ أو كمباوند فى التجمع الخامس وغيرها من الأحياء الراقية.
الغاز الطبيعى للجميع من حقل ظهر، وكل الحقول فى المياه العميقة، والغاز الطبيعى الذى نصدره إلى أوروبا يصل إلى القرى المصرية فى أعظم ملحمة لا فرق فى ذلك بين غنى وفقير. الكل يحصل على الغاز الطبيعى، والمفاجأة الكبرى أن القرى المصرية، وكما رأيت فى قرية (نهطاى) تنعم بكل المبادرات والمشروعات القومية للرئيس السيسى.
تنعم القرى المصرية بالمشروع القومى (حياة كريمة) ومزايا المشروع القومى لتوصيل الغاز الطبيعى للمنازل. وتحديدًا سوف نتوقف عند تكلفة توصيل الغاز الطبيعى لكل وحدة سكنية.
وفقا لقرار المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، تصل تكلفة التعاقد 2160 جنيها، يتم تقسيطها بواقع 30 جنيها شهريا بدون فائدة لمدة ست سنوات على الفاتورة ودون أى مقدم.
هذا القرار أدى إلى إقبال الملايين للحصول على خدمة الغاز الطبيعى ضمن المشروع الرئاسى لتوصيل الغاز الطبيعى للمنازل الذى ارتفع بعدد الوحدات التى وصل إليها الغاز إلى نحو 13.5مليون وحدة، 52 بالمائة منها تحقق بالفعل منذ يونيو 2014 وحتى الآن.
ومن ثم بحساب تكلفة التوصيل التى تصل إلى 30 جنيها شهريا لمدة ست سنوات، وبمعدل الاستهلاك المتوسط، لن تتجاوز قيمة الفاتورة لكل أسرة 100جنيه شهريا بدلا من تكلفة 200جنيه فى حالة استهلاك البوتاجاز، هذا فى حالة التوصيل إلى جهاز بوتاجاز واحد وسخان واحد ولاسيما أن تكلفة التوصيل التى تصل إلى 2160 جنيها والتى يتم تقسيطها تتضمن التوصيل إلى بوتاجاز واحد وسخان واحد. ومن منظور التكلفة أيضًا فهناك حرص على عدم زيادة الأعباء من ارتفاع تكلفة الخامات المحلية والمستوردة على قيمة التعاقد لتوصيل الغاز والتى تصل حتى الآن إلى 2160 جنيهًا، فى حين أن متوسط التكلفة الفعلية يصل إلى نحو 5000جنيه لكل وحدة.
ويعكس ذلك، حرص الرئيس السيسى على نشر الغاز الطبيعى فى كل منازل المصريين بأقل تكلفة. ووفقا لمتوسط تكلفة التوصيل المقدرة بنحو خمسة آلاف جنيه فإن المواطن لا يتحمل منها سوى 2160 جنيها، يدفعها دون فائدة وتصل التكلفة الاستثمارية التى تم إنفاقها بالفعل فى قرية مثل “نهطاى” والقرى المجاور لها التى تم توصيل الغاز إليها نحو 50 مليون جنيه تدفعها الدولة بالكامل، الأمر الذى يعنى أن مشروع توصيل الغاز الطبيعى للقرى سوف يتكلف عشرات المليارات.
وعلى سبيل المثال تصل التكلفة المبدئية لتوصيل الغاز الطبيعى لنحو 54 قرية تابعة لمركز زفتى، ضمن المرحلة الأولى لمشروع “حياة كريمة” نحو 600 مليون جنيه.
وقد يرتفع هذا الرقم مع ارتفاع تكلفة الخامات المحلية والمستوردة بسبب تداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية، لكن دون إضافة أية أعباء على تكلفة توصيل الغاز للمواطن.
فى جولتى بقرية نهطاى، والتى وصل الغاز إلى أكثر من 90بالمائة من منازلها رأيت شباب “شركة غاز مصر” لا يزال يعمل بحماس لتوصيل الغاز إلى بقية الوحدات.
وقد حرصت فى جولتى على الاكتفاء برؤية تلك الملحمة فى شوارع القرية دون الحاجة إلى دخول إلى أى منزل حرصا على خصوصية بيوت الأسر المصرية، وهذا هو ما يعمل به مهندسو المشروع، فكما أكد لى المهندس محمد عزيز، فهذا المبدأ هو دستور العمل فى قطاع البترول وفى شركة غاز مصر، الحرص على خصوصية وحرمة بيوت الأسر المصرية.
عدادات الغاز تعمل بنظام “الكارت الذكى” ويتم الشحن حاليا من منفذ شركة بتروتريد بزفتى، وكما يقول أحد أبناء القرية.. نأمل من المهندس الملا، أن يكون هناك منفذ للشحن لكل ثلاث قرى تقوم به شركة “بتروتريد”.
وسألت عن خطط الطوارئ والأمان، فأكد لى المهندس عزيز، أن هناك عربات طوارئ لتلك القرى تجوبها وجاهزة للتعامل مع أى طارئ فى أى لحظة وبالسرعة المطلوبة والمخطط مستقبلًا أن تكون هناك مراكز طوارئ ثابتة بأرقام خاصة بكل خمس قرى.
أثناء جولتى، وفى إطار سمة التكامل ودستور العمل فى قطاع البترول ظهرت قوة الدور الاستراتيجى لشركة “جاسكو” برئاسة المهندس ياسر صلاح رئيس الشركة فى مد الشبكة القومية إلى جميع المناطق التى سوف يصل إليها الغاز الطبيعى فى مشروع “حياة كريمة”. وفريق المهندسين فى تلك القرى أكدوا كذلك دور شركة جاسكو الاستراتيجى.
أنهيت جولتى فى قرية “نهطاى” وأنا على يقين أن مصر الجمهورية الجديدة، دولة أكثر قوة وأكثر دعما ومساندة للمواطن.. أكثر حرصا على مصلحة كل مصري، أكثر سعيا لتوفير سبل التطور الحضارى له، وبهذه الرؤية التى وضعها الرئيس السيسى سوف يكتمل “حياة كريمة” الذى يضيء ويطور القرى المصرية، والذى أصبح يسعى سكانها إليه، (مشروع حياة كريمة) الذى حوّل الحلم إلى حقيقة بتوصيل الغاز الطبيعى إلى كل القرى والبداية فى المرحلة الأولى بنحو 1486 قرية فى المرحلة الأولى للمشروع يستفيد منها نحو 4 ملايين وحدة سكنية.
أنهيت جولتى عائدا إلى قريتى تطاى والتى سيصل الغاز الطبيعى إليها ضمن قرى المرحلة الثانية لمشروع “حياة كريمة”.
أنهيت جولتى وأملى أن أجد سجلا مكتوبا على لوحة كبيرة فى كل قرية تحكى لكل الأجيال ملحمة الرئيس السيسى فى مشروع (حياة كريمة)؛ لكى ينتقل الريف المصرى إلى أفضل وأزهى صورة.