الأحد 12 مايو 2024

أخيرًا.. ضمير العالم يستيقظ

صورة أرشيفية

12-11-2023 | 21:42

كتب: وليد محسن
بعد نوم عميق وغفوة طالت بدأ الضمير العالمى يستعيد بعضًا من يقظته، المشاعر الإنسانية بدأت تتغلب على الصمت، العدل بدأ ينتصر على القهر والظلم الذى أرادت القوى الدولية المناصرة للاحتلال فرضه على العالم. مظاهرات فى عشرات العواصم، من أوربا إلى أمريكا اللاتينية وصولا إلى واشنطن نفسها وغيرها من المدن والولايات الأمريكية، صرخات واضحة تطالب بوقف القتل، إسكات صوت الصواريخ الإسرائيلية، إنهاء حرب الإبادة التى يمارسها جيش الاحتلال فى حق شعب أعزل، وقف الغطرسة الإسرائيلية التى بلغت ذروتها بإعلان وزير التراث الإسرائيلى «عميحاي إلياهو» إلياهو باستعدادهم لضرب غزة بقنبلة نووية، كدليل جديد على وحشية وإجرام هذا الكيان الغاصب الذى يحظى بحماية الغرب، رغم أن إجرامه الظاهر للجميع والذى يمثل عاراً لن يمحى من تاريخ الغرب. أصوات المتظاهرين فى عشرات العواصم الغربية والأمريكية تؤكد أن العالم لم يعد يقبل تجاهل الإجرام الإسرائيلى أكثر من ذلك ويرفض الصمت، بل يجأر بمطالبة القوى الكبرى أن تتخلى عن مواقفها المهينة، وأن ترفع العار عن المجتمع الدولى الذى يرى الأطفال والأبرياء يتساقطون أمام الأعين بصواريخ وقنابل إسرائيل المحظورة دوليا ولا أحد يحرك ساكنا، حتى الهدنة الإنسانية ترفضها حكومة الاحتلال المجرمة، ولا أحد يفكر حتى فى التلويح بعقابها أو إجبارها، ومجلس الأمن الذى ينتفض مع كل صغيرة وكبيرة ويهدد ويتوعد حتى دون سبب يقف أمام الإجرام الإسرائيلى، كما العاجز فاقد القدرة. صوت الإنسانية يعلو يومًا بعد الآخر، وصرخات الرفض لهذا الإجرام تزداد وضوحًا، وتكشف خيانة حكومات الغرب لكل المبادئ التى تدعيها، تحت شعارات حقوق الإنسان وحماية الشعوب. مظاهرات الرافضين للجرائم الإسرائيلية هى صوت الضمير الإنسانى الذى خاطبناه طويلا لكنه لم يستجِب، بسبب سيطرة إسرائيل على مفاصل القرار فى الغرب والمنظمات الدولية، لكن كما يقولون لكل شيء نهاية، وقد حان وقت التخلى عن الصمت، بعدما أصبحت الدماء الفلسطينية كالنهر الأحمر الذى يُغرق الصامتين ويفضح المتآمرين ويكشف حالة العار التى طالت منْ يدعون الإنسانية.