السبت 4 مايو 2024

داعش يسعى لبسط نفوذه في الساحل الأفريقي

داعش

عرب وعالم14-11-2023 | 09:49

دار الهلال

يتسلل تنظيم "داعش" المتشدد في الساحل الأفريقي، بين السكان المحليين وتحديدًا في منطقة ميناكا شمال شرق مالي المحاذية للنيجر.

وكشف تقرير فرنسي عن تحركاته لتطبيع العلاقات مع السكان، عقب تورطه في ممارسة أعمال عنف ضدهم لسنوات، وهو الموقف الذي يسعى من خلاله لترسيخ نظام إدارته وضمان استدامته.

وتناول تقرير لموقع "أفريك 21" الفرنسي، شهادة نادرة ومفصلة عن الأساليب العنيفة إلى حد كبير، وأيضا الإستراتيجية التي يستخدمها "داعش" في مالي لترسيخ قوته ضد منافسه "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة".

وأشار التقرير الفرنسي إلى ما سمّته "تطور أسلوب حكم التنظيم" لحماية السكان وممتلكاتهم فيما أنشأ نماذج سلطة أمنية مستوحاة من سيناريوهات "داعش" التي انتُهجت في المنطقة السورية العراقية في عام 2014.

وأكد محلل ومراقب مستقل يكتب تحت اسم مستعار "عبدالله"، أن تنظيم "داعش" يتصرف كطرف فاعل (مسلح) في السياسة المحلية، إذ يعدل تدابيره ويستخدم العنف وفقًا للانقسامات المجتمعية. ويمكن أن تختلف هذه الإستراتيجية اعتمادًا على مناطق القيادة والظروف المحلية.

ونبّه التقرير إلى الاختلاف في النهج بين منطقة ميناكا ومنطقة أنسونجو-جاو بمالي؛ إذ لا تزال الجماعة في مرحلة فرض نظامها. ومن خلال العنف، كما يتضح من المجازر التي وقعت في بلدتي بارا وجابيرو، التي خلفت نحو مئة قتيل في يونيو 2023.

وأضاف التقرير "من الضروري أن نذكر أن علاقات تنظيم داعش في الساحل مع سكان منطقة ميناكا لا تزال تتسم بممارسات العنف (السرقة والتهديدات والاختطاف وما إلى ذلك)، على الرغم من التحول الإستراتيجي، الذي يشير إلى معارك حدثت بين تنظيمي داعش ونصرة الإسلام في مارس 2023".

وخلَّفت العديد من القتلى من كلا الجانبين وهدّأت الحماسة الحربية لكل مجموعة، كما أجبرت جماعة "القاعدة" على مراجعة أولوياتها. 

وبعد ارتكاب "داعش" بضع مجازر أدرك التنظيم أهمية السكان بتحديد أسلوب الحكم الذي كان حتى الآن يعتمد على العنف. ففي البداية، اعتمد التنظيم على ظهور شعب يخضع لنظامه السياسي بعد المجازر. ويُستكمل هذا النظام بدوريات على الدراجات النارية في تيجيررت، وجلسات وعظية خلال السوق الأسبوعي.

وتتبع هذه المرحلة الأمنية مرحلة إعادة تأهيل البنية التحتية ومساعدة عائلات المتشددين الذين هُدمت منازلهم، والأشخاص الذين بقوا في القرية وهم في الغالب أرامل المقاتلين.

كما أعاد التنظيم المسلح فتح الأسواق الأسبوعية لإنعاش الأنشطة الاقتصادية والمبادلات التجارية بين مدينة ميناكا والنيجر والمناطق الخاضعة لنفوذه إذ تسمح هذه الترتيبات التجارية للسكان بالحصول على الضروريات الأساسية. لكنها تسمح أيضًا بتزويد المجموعة بالموارد التي تحتاجها: الغذاء والوقود والدراجات النارية والأسلحة.

وتدير المجموعة أيضًا مراكز صحية في مناطق معينة (تامالات وأنديرامبوكان) وتدفع رواتب موظفي الرعاية الصحية، وفق التقرير. 

ومن أجل دمج الفضاء التجاري للمناطق التي تنوي حكمها بشكل أفضل، أصدر التنظيم المتشدد تصاريح يبلغ سعرها 7500 فرنك أفريقي (11.40 يورو) للشخص الواحد، بفضلها يمكن السفر من تيجريرت إلى منطقة تيليا بالنيجر. وهكذا، يعيد التنظيم، لصالحه، التبادلات التجارية التي كانت سائدة قبل وجوده في المنطقة.

Dr.Randa
Dr.Radwa