الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مقالات

قمة الرياض تتوج جهود مصر في غزة

  • 16-11-2023 | 11:39
طباعة

دعمت قمة الرياض العاجلة للدول العربية والإسلامية، جهود مصر في مواجهة تبعات العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة ودعم جهودها لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل دائم وفوري.

لقاءات ومباحثات قمة الرياض أزاحت الجليد وعبرت عن تلاحم عربي إسلامي وعلينا التمسك بمخرجات القمة وأيضا البناء على جسر التقارب والود في الربط  بمصالح مشتركة بين الدول. 

شاهدنا الرئيس السيسي يجتمع للمرة الأولى بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ليتم طي حقبة من العلاقات بين القاهرة وطهران وتبدأ مرحلة جديدة عنوانها التشاور المشترك يتفهم العالم الإسلامي اليوم حقيقة أن مصر هي خط الدفاع الأول عن كافة الدول العربية والإسلامية وأن تصفية القضية الفلسطينية معناها غول إسرائيلي لن تقدر عليه إيران التي تحاول أن تصنع لنفسها قطب إقليمي  يواجه التمدد الإسرائيلي.

اللقاء الثاني للرئيس عبد الفتاح السيسي كان مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقد سبق أن التقى الرئيسان في الدوحة على هامش افتتاح كأس العالم لكرة القدم لكن كان بدون بيانات رسميه أو حتى التقاط الصور ولكن كانت اليوم هامة وموسعة. 

وللمرة الأولى أيضا يجلس الرئيس في جلسة مباحثات مع الرئيس السوري بشار الأسد رغم أن الزعيمان تبادلا الحديث والاتصالات في أكثر من مناسبة لكن نحن نتحدث عن مباحثات وليست مناقشة سريعة.

وفي الجبهة الجنوبية عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسة مباحثات مع الرئيس السوداني عبد الفتاح البرهامي.

المشهد العام يشير إلى تقارب مصري إيراني تركي للم الشمل لأن المنطقة تشهد أدق مراحل الصراع العربي الإسرائيلي وأصبح ليس صراع عربي ولكن إسلامي وإقليمي، العالم العربي والإسلامي والمشاريع الإيرانية والتركيه أدركت أخيراً ما أدركه الفرس والسلاجقة والعباسيين من قبل أن مصر هي خط الدفاع الأول عن منطقتها، وأن مصر اليوم تحارب بالنيابة عن العرب والمسلمين من أجل إجهاض أحط وأشرس محاولة لتصفية القضية الفلسطينية وإخراج سيناء  من قلب الدولة المصرية.  

وفي قمة الرياض المجهود الإقليمي المشترك يعمل تحت مظلة قمة القاهرة للسلام، والكواليس تشيرا إلى الوساطة المصرية الجارية حتى يتم التوصل لإطلاق سراح المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية ولو تمت سيكون في اليوم التالي مناقشات لوقف إطلاق النار لأن الاكاذيب  الإسرائيلية تدعي حتمية اجتياح قطاع غزة لإطلاق سراح المحتجزين من الرهائن.

ولكن متى أطلقت الرهائن فإن السرد الإسرائيلي قد تفكك وبالتالي في الساعات المقبلة نحن أمام أمرين إما نجاح الوساطة المصرية أو بدأ الحرب الحقيقة ببدء الزحف الإسرائيلي على غزة الجنوبية ويبدأ الاختبار الحقيقي.

كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس في قمة الرياض كانت من أقوى الكلمات على الإطلاق دعما للفلسطينيين وطالب بشكل واضح البدء في محاكمة حكومة الاحتلال على ما جري في غزة وقال بشكل واضح استمرار الحرب تعني توسع الصراع في المنطقة وتهديد دبلوماسي مفهوم، وأن استمرار الحرب تعني دخول مصر فيها. 

وشهدت لندن مظاهرات مؤيدة للقضية الفلسطينية ونزول اليمين المحافظ واشتباك اليسار الاشتراكي مع المظاهرة في ضواحي العاصمة البريطانية لندن على مرأى الشرطة ومجلس الوزراء الذي فشل في إصدار التعليمات لفض الاشتباكات.

كما أن خطاب حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، الأخير لم يلفت نظري فيه غير سطر واحد وهو أن الهجمات ضد التواجد العسكري الأمريكي في سوريا والعراق سوف ينتهي مع نهاية حرب غزه ومعلوم للكافة أنها رسالة إيران. 

وأعتقد أن  إسرائيل  للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي تخسر حرب الإعلام  حيث نشرت في الأسبوع الأول فيديوهات وصور مفبركة لاعتداءات فصائل المقاومة الفلسطينية بذبح  أطفال ونساء وروايات كاذبة للمجتمع الغربي، وسرعان ما كشفتهم السوشيال ميديا والشاشات ولقاءات المؤثرين  حيث الجيل الجديد من الحاصلين على المؤهلات العليا في اللغات والاتصالات والتكنولوجيا وقدراتهم في السوشيال ميديا، كما تحولت الاستديوهات التحليلية التي كانت مخصصة للأفلام والطبخ والرياضة إلى ضربات قاسمة لصالح الحق الفلسطيني واشتبكوا مع المؤثرين المؤيدين للخطاب الإسرائيلي والغربي في إطار الحروب الجديدة، وأكدت التقارير أنها أتت بنتائج ايجابية وأصبح المؤيدين للقضية الفلسطينية أربع أضعاف المساندين لإسرائيل وانقلب السحر على الساحر. 

وانقلبت شعوب الغرب على الحكومات وقصفت معاقل السردية الصهيونية الإسرائيلية، والرئيس الفرنسي مانويل ماكرون حاول من بداية الحرب  امساك العصا من منتصفها  إثر خسائر كبيرة لفرنسا من معارك ضرب إفريقيا وخليج غنيا عبر سلسلة من تحركات الجيوش الوطنية في القارة الأفريقية ولكنه من عدة ساعات قلب على إسرائيل قائلا إن قتل الأطفال والنساء في غزة ليس له مبرر.

كنا نتطلع لإجراءات أقوى تتخذها الحكومات العربية والإسلامية في مواجهة الطغيان الصهيوني الإسرائيلي الأمريكي المدعوم من الغرب  ورغم ذلك نحن متفائلين لتلاحم العربي والإسلامي بقمة الرياض وعلينا التمسك بمخرجات القمة ودعم مصر لمواجهة تداعيات الأحداث الخطيرة والإبادة الجماعية لشعب الفلسطيني وعدم السماح للكيان الصهيوني بتصفية القضية الفلسطينية.

حفظ الله مصر وشعبها.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة