الإثنين 25 نوفمبر 2024

المصور

أكثر من 11 ألف شهيد فى معركة الصمود الاحتلال يواصل جرائمه ضد الإنسانية والفلسطينيون يتحدون: هذه أرضى أنا

  • 21-11-2023 | 19:49

صورة أرشيفية

طباعة
  • تقرير: دعاء رفعت
فى اليوم الأربعين للحرب على قطاع غزة، تتصاعد وتيرة الغضب العالمى من جرائم الاحتلال بالقطاع، وسط إصرار الفلسطينيين على الصمود والتحدى والتمسك بالأرض تحت شعار «هذه أرضنا ولن نفرط فيها أو نغادرها» وفى تصريح شديد اللهجة، أكد وزير الخارجية سامح شكري، على رفض مصر لتصريحات وزير المالية الإسرائيلى المتطرف «بتسلئيل سموتريش» حول الهجرة الطوعية للفلسطينيين من قطاع غزة، والذى جاء بناء على مقال نشره المشرعان دانى دانون، السفير السابق لدى الأمم المتحدة، ورام بن باراك، نائب مدير الموساد السابق، فى صحيفة وول ستريت جورنال يقترحان فيه نقل بعض سكان غزة إلى دول ستقبلهم. وأشار «شكري»، فى إجابة حاسمة حول المسألة، بأن التصريحات بشأن تهجير الفلسطينيين خارج غزة غير مسئولة وتخالف القانون الدولي، وأكد وزير الخارجية أن هذا التصريح يعد تعبيرًا عن سياسة الحكومة الإسرائيلية المخالفة للقوانين الدولية، وأن أية محاولة لتبرير وتشجيع تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة، هو أمر مرفوض مصريًا ودوليًا، واختتم وزير الخارجية تصريحاته، بالتأكيد على موقف مصر الرافض بشكل قاطع لسياسات التهجير القسرى للفلسطينيين، أو تعمد حجب المساعدات الإنسانية والخدمات الضرورية بما يخلق أوضاعًا غير محتملة على كاهل المدنيين، أو السماح بتصفية القضية الفلسطينية. وطالب «شكرى» كل من يدعى الاهتمام بالوضع الإنسانى فى غزة أن يعمل على وقف العمليات العسكرية التى أدت إلى قتل المدنيين من الأطفال والنساء، مشدداً على أن مصر ستواصل جهدها من أجل الحفاظ على الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطينى ومنها حقه فى البقاء على أرضه وإقامة دولته وعاصمتها القدس. يأتى الحديث الإسرائيلى عن تهجير الفلسطينيين من القطاع وسط محاولات لخنق القطاع الصحى وخلق وضع كارثى متعمد، فمازالت الدبابات الإسرائيلية تحاصر المستشفيات والمراكز الطبية، وترفض السماح للوصول إلى جثث الشهداء، فيما تحولت المستشفيات فى القطاع إلى مقابر، بعدما أعلن مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سليمة، عن قيام الكوادر الطبية بحفر مقبرة جماعية بساحة المجمع الطبى لدفن 179 شهيدًا من بينهم سبعة أطفال و29 مريضا من العناية المركزة، فى الوقت الذى يشتد فيه القصف على أكبر مستشفى فى القطاع، الذى يعد مأوى لأكثر من 10 آلاف نازح من بينهم المرضى والكوادر الطبية، ومن لا يُقتل من القصف يواجه الموت بسبب المرض أو الجوع أو نقص الإمدادات الطبية، وكما صرح المتحدث الرسمى باسم منظمة الأونروا فى فلسطين، عدنان أبو حسنة، فإن القطاع يشهد مجاعة إنسانية وكارثة تهدد حياة المدنيين فى غزة بعد نفاد المياه الصالحة للشرب، وكشف عن مقتل 101 من موظفى الوكالة خلال القصف غير الإنسانى على القطاع. وفى آخر الإحصائيات الواردة تم الإعلان عن خروج 25 مستشفى من أصل 35 عن العمل، فيما توقف 51 مركز رعاية من أصل 72 مركزًا، بسبب القصف أو نقص الوقود. وفى تصريحاته، كشف المدير العام لمستشفيات القطاع، محمد زقوت، أنه تم إجراء 20 عملية جراحية فى مستشفى ناصر دون تخدير أو أوكسجين، وأنه يتم حصار أكثر من 100 مريض فى مستشفى الحلو بمدينة غزة، فيما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى تهديد حياة المرضى بالخطر بعد توقف مولد الطاقة الوحيد فى مستشفى الأمل التابع لها بمدينة خان يونس جنوبى قطاع غزة، والتى تأوى نحو 9 آلاف نازح. كما حذرت وزيرة الصحة فى السلطة الفلسطينية مى الكيلة، بأن حياة ما يقرب من 2000 مريض بالسرطان فى القطاع مهددة بسبب نقص العلاج الكيميائى ومطالبات الاحتلال بنقل المرضى من المستشفيات، والقصف المستمر لجميع المبانى التابعة للقطاع الصحى فى شمال وجنوب غزة. وأكد مفوض الأونروا أنه لم تعد توجد فى غزة مناطق آمنة مشيراً إلى أنه سيتم إيواء نحو 750 ألف شخص وأن أكثر من 60 من مؤسساتهم تم قصفها. وأعلنت الأمم المتحدة استشهاد أكثر من 11 ألف فلسطينى من بينهم 4609 أطفال و3100 أيضا امرأة، فى الهجمات الإسرائيلية على القطاع والتى تسببت أيضا فى مقتل 102 من عمال الإغاثة وهو أكبر عدد من الموظفين الذين قُتلوا على الإطلاق فى صراع، بينما قدرت الإحصائيات الأخيرة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية «أوتشا»، إلى نزوح أكثر من 1.5 مليون فلسطينى داخل القطاع، من بينهم778 ألف نازح داخليا يقيمون فى 154 ملجأ لوكالة الأونروا، وملاجئ تديرها الحكومة ومنظمات الإغاثة الأخرى والمنظمات غير الحكومية، كما أعلنت منظمة اليونسيف، المعنية بحقوق الطفل، نزوح 700 طفل. وكشفت الأمم المتحدة، عن توقف البنية التحتية التى تخدم المياه الجارية وإدارة النفايات فى جنوب غزة، بسبب نقص الوقود حيث توقفت محطات ضخ مياه الصرف الصحى العامة، و60 بئر مياه فى الجنوب، ومحطتا تحلية المياه الرئيسيتان فى رفح والمنطقة الوسطى، ومضختا الصرف الصحى الرئيسيتان فى الجنوب، ومحطة معالجة مياه الصرف الصحى فى رفح. ويمتد الوضع الكارثى إلى الجنوب أيضًا، حيث صرح الدكتور صالح الحمص، مدير التمريض فى مستشفى غزة الأوربى، أن منشآته فى الجنوب مكتظة، وفى الوقت الذى تبلغ طاقته الاستيعابية حوالى 220 شخصًا، يوجد حاليًا أكثر من 400 مريض بحاجة إلى الرعاية، مشيرًا إلى أن المرضى مصابين بحروق شديدة 70-80 بالمائة من أجسادهم، والعديد منهم مصابون بكسور فى العظام وإصابات فى الرأس. وردًا على تلك المجازر والجرائم الإنسانية، توالت الدعوات المطالبة الكيان الصهيونى بالتوقف عن استهداف المستشفيات والسماح بدخول الإمدادات الطبية، ففى بيان رسمى، طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بحقوق الإنسان، بفتح تحقيق دولى فيما ما يجرى بغزة، مشيرة إلى أن إسرائيل لا تستطيع تقديم أدلة على استخدام المستشفيات لأغراض عسكرية، مؤكدة أنه على المنظمة أن تجمع الأدلة التى ستقدمها لفتح تحقيق دولى فى جرائم الاحتلال ضد المستشفيات فى القطاع، باعتبارها جرائم حرب. وفى رد فعل عالمى متزايد حول الجرائم الإسرائيلية فى القطاع، وقع ما يقرب من 1800 شخص على مبادرة «العدالة فى غزة»والتى تدعو إلى التحقيق مع العديد من السياسيين الإسرائيليين لجرائم الحرب فى غزة، بما فى ذلك زعيم حزب العمال السابق فى المملكة المتحدة جيريمى كوربين والسياسى الإسبانى إيونى بيلارا أورتيجا، والهدف المعلن من هذه المبادرة هو جمع أصوات من المجتمع المدنى الدولى والزعماء السياسيين والممثلين لدعم الدعوة للتحقيق مع حكومة إسرائيل بسبب جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة فى قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، كجزء من التحقيق المستمر للمحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل لجرائم الحرب فى الضفة الغربية وغزة. وتدعو المبادرة إلى تحقيق المحكمة الجنائية الدولية لجميع أعضاء مجلس الوزراء فى إسرائيل، بما فى ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوف جالانت. وفى الأسبوع الماضي، رفعت ثلاث مجموعات حقوقية فلسطينية دعوى قضائية مع المحكمة الجنائية الدولية، وحثت على التحقيق فى جرائم إسرائيل تحت عنوان «الفصل العنصرى» و«الإبادة الجماعية». وتأتى المبادرة بالتزامن مع توجيه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من 159 عضوًا فى برلمان سيرلانكا تدعو إلى وقف إطلاق النار الفورى فى غزة، وهو ما طالبت به منظمة «حركة التضامن» فى العاصمة الهندية نيودلهي، فى مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين. ومع تزايد وتيرة جرائم الاحتلال فى القطاع، تزايدت وتيرة الخلافات داخل الحكومات العالمية، فبحسب ما ذكرته صحيفة لوفيجار الفرنسية، وقع نحو 10 سفراء فرنسيين لدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مذكرة مشتركة يسجلون فيها خلافهم مع موقف الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، المؤيد لإسرائيل وعملياتها المدمرة فى غزة، وتقول المذكرة إن سياسة ماكرون، تثير مخاوف من الضرر بمصالح البلاد فى المنطقة. فى الوقت نفسه، تعددت التقارير التى تفيد بانقسامات كبيرة داخل وزارة الخارجية الأمريكية ودائرة إدارة البيت الأبيض، حيث أعرب العديد من المسئولين عن غضبهم من نهج إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، خلال الحرب فى غزة، كما اعترف وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن، بوجود خلافات كبيرة داخل الوزارة، وهو ما ذكرته CNN، فى تقرير أفاد بأن مئات الموظفين فى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وقعوا على رسالة مفتوحة تدعو إلى وقف إطلاق النار الفورى، كما تم التوقيع على «مذكرة معارضة» داخل وزارة الخارجية. على جانب آخر تواصل شاحنات المساعدات الدخول إلى غزة عبر معبر رفح، حيث وصل عدد الشاحنات إلى 1073 شاحنة، كما يستقبل مطار العريش طائرات المساعدات، حيث وصل إجمالى عدد طائرات نقل المساعدات لغزة التى هبطت بمطار العريش الدولى منذ 12 أكتوبر الماضى إلى 123 طائرة حملت نحو 3000 طن من المساعدات المتنوعة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة