حلّت خلال الأيام القليلة الماضية، وتحديداً يوم 25 نوفمبر ذكرى ميلاد أحد عمالقة الفن المصرى، فتى الشاشة الأول، عماد حمدى، الذى وُلد يوم 25 نوفمبر من عام 1909. وُلد النجم عماد حمدى فى سوهاج، وكان له أخ توام اسمه عبد الرحمن، حيث كان والده يعمل هناك موظفاً، لقب عماد بـ«فتى الشاشة الأول».
قام ببطولة العديد من الأفلام المهمة فى السينما المصرية منها؛ «أنا الماضى» و«حياة أو موت» و«موعد مع السعادة» و«بين الأطلال» و«الرباط المقدس» و«الرجل الذى فقد ظله» و«خان الخليلى» و«ميرامار» و«ثرثرة فوق النيل» لنجيب محفوظ، و«الرجل الآخر» و«المذنبون». عماد حمدي وعبدالرحمن توفى توأمه عبد الرحمن مما أثّر على نفسية عماد حمدى تأثيراً كبيراً، وترتب على ذلك عزلة عماد حمدى فى بيته حتى تدهورت حالته الصحية، وُلد التوأمان عبد الرحمن وعماد حمدى فى 25 نوفمبر من عام 1909، ومنذ هذا التاريخ عاشا كشخص واحد، جمعهما حب الموسيقى والرياضة فى الصغر، فيما كان عبدالرحمن سباقاً إلى عالم الأضواء والشهرة. فبعد أن تخرج عبدالرحمن حمدى فى كلية الزراعة، تعرف بالصدفة على المخرج أحمد بدرخان، الذى أقنعه باقتحام الوسط الفنى، وأسند إليه أول وآخر أدواره، فى فيلم «عايدة»، الذى تم إنتاجه عام 1942، وكان من بطولة كوكب الشرق أم كلثوم.
بعد عرض الفيلم تقدم عبدالرحمن لاختبارات الخارجية ونجح بها، فاعتزل التمثيل بعد هذا العمل، الذى ينسبه البعض أحياناً لتوأمه عماد حمدى، والذى قرر أن يكمل هو المسيرة ليصبح لاحقاً أحد أفضل الممثلين فى تاريخ الفن المصرى. كان عماد حمدى شديد التعلق بتوأمه، حتى إنهما ظلا متلازمين حتى توفى عبدالرحمن فأُصيب عماد بحالة اكتئاب حاد واعتزل التمثيل والحياة كاملة، وساءت صحته وظل ملازماً لمنزله يرفض الخروج منه، وطال شعره حتى وصل إلى كتفيه، حتى انتهت حالة الاكتئاب وانتهت حياته كاملةً ورحل فى 28 يناير عام 1984 ليلحق بتوأمه فى عالم آخر. كان للشيخ محمد متولى الشعراوى دور مهم فى حياة الراحل، حيث أُصيب خلال فترة باكتئاب شديد، وأغلق على نفسه شقته ورفض استقبال أى شخص، ولم يكن يفتح الباب لأى شخص، حتى فوجئ بالشيخ الشعراوى يزروه عندما علم بحالته، وجلس معه ليخلصه مما هو فيه من اكتئاب وهموم، ولم يتركه إلا بعد أن اطمأن عليه وطيّب خاطره، وخرج حمدى من أزمته.
زيجاته
تزوج من الراقصة حورية محمد، ثم من الفنانة فتحية شريف، وأنجب منها طفلاً اسمه «نادر»، ثم من الفنانة شادية، ثم الفنانة نادية الجندى، وأنجب منها «هشام»، وكان آخر أعماله فيلم «سواق الأوتوبيس» عام 1982. ربطت بينه وبين دلوعة السينما، شادية، قصة حب وذاع أمر العلاقة بينهما، فتقدم لخطبتها برغم وجود فارق كبير فى السن، حيث كان يكبرها بـ20 عاماً، ولكن عائلتها رفضت هذه الزيجة رفضاً شديداً، إلا أنها كانت تحبه بصدق، وأصرت على إتمام الزواج، وتم بالفعل فى حفل عائلى صغير دون عمل زفة. ظل الحب يخيم على منزلهما الجديد وبرغم كونه خلال السنوات الأولى من الزواج كان يعانى أزمة مادية شديدة، إلا أن شادية ساندته قدر المستطاع، وبرغم تخمين البعض أن هذه الزيجة لن تصمد أمام هذه الضائقة المادية، إلا أنها استطاعت أن تخيب ظنهم جميعاً وتغلب الحب على الأمر.
ولكن بعد فترة بدأ عماد حمدى فى غيرته الشديدة عليها؛ لأنها نجمة وصغيرة فى السن وجميلة، وبدأت تدب الخلافات بينهما، وبرغم أنها كانت تتغاضى عن الأمر كثيراً، حتى جاء يوم كانا مدعويَن فيه على حفل كبير، وأدت غيرته الشديدة إلى صفعها على وجهها أمام جميع الحضور بمَن فيهم أصدقاؤها، وهنا أخذت قرارها بالانفصال نهائياً رغم كل محاولاته للعودة إليها.
تزوج أيضاً من الفنانة نادية الجندى، وقالت نجمة الجماهير فى تصريحات سابقة لـ«الكواكب»: «تزوجت من عماد حمدى وعمرى 15 عاماً فقط، وكان فارق السن بيننا كبيراً ووافقت لأنى رأيت فيه صورة والدى الذى كنت أرى فيه كل شيء جميل، وأتمنى أن أتزوج من شخص يشبهه».
وتابعت: «قيل إنى تزوجت منه كى أشتهر، وهذا غير حقيقى إطلاقاً؛ لأن فترة زواجى منه وبسبب فارق السن كان يخاف خوفاً شديداً من أن أتركه لو اشتهرت، وهذا دليل على عدم زواجى منه بسبب الشهرة، ولم أقدم أعمالاً قوية إلا بعد الانفصال عنه». وأكملت: «بدأت مشاكلى معه بسبب الغيرة، وحرمنى من فنى حتى إنى كنت أطلب منه أن يرشحنى فى دور معه، وكان يرفض بحجة أنه لن يفرض زوجته على المنتج، وإذا طلبنى أى منتج يخبرهم بأنى لست موجودة، ويمنعنى من العمل وأنا أحب الفن». وأضافت: «كنت أحبه، وكان نجماً مشهوراً، فأحببت فيه النجم لأنى كنت مراهقة ورأيت فيه البطل، تزوجته لمدة 15 عاماً ولكنى لم أستطع الاستمرار، وظلت العلاقة قائمة بكل احترام وظللنا أصدقاء، حتى إنه بعد زواجى من محمد مختار كانت علاقتهما جيدة، وعملنا معاً بدون أى مشاكل، ولكنه يظل أستاذى ووالد ابنى الوحيد». ثرثرة فوق النيل من الأعمال المهمة فى حياته فيلم «ثرثرة فوق النيل»، ورغم ما حققه عماد حمدى فى الفيلم من نجاح فى دور «أنيس»، إلا أنه لم يكن المرشح الأول للدور، بل كان الفنان محمود مرسى هو البطل، وكان اختيار المنتج جمال الليثى للأخير، نظراً لما حققه من نجاح فى فيلم «شىء من الخوف»، ولكن المخرج حسين كمال أصر على ترشيح عماد حمدى، بل وهدد بالانسحاب من العمل فى حال إسناد البطولة لغيره.