السبت 4 مايو 2024

إبراهيم نصر الله.. موزاييك الأدب والصورة: المعرفة في الملهاة الفلسطينية كمأساة إنسانية شاملة


د. زين عبد الهادي

مقالات6-12-2023 | 14:29

د. زين عبد الهادي

● إبراهيم نصر الله روائي، شاعر، مصور، وهو مقاوم وثائر وساخر، وهو مغامر وطفل يحمل داخله الجذور الفلسطينية يمتص رحيق أعماله الروائية والشعرية وحتى معارضه للصور من طفولته
● يمارس إبراهيم نصر الله أشكالا مختلفة من الأحلام السردية والشعرية، والتنوع الإبداعي يمنحه سردا متفردا، فهو مسكون حتى عظامه بهذا التنوع الميتافيزيقي
● "الملهاة الفلسطينية" مشروع روائي عمل عليه نصر الله مدفوعًا في البداية من منطلق المسؤولية، وفى مواجهة جملة مفزعة  لبن غوريون تقول: "سيموت كبارهم وينسى صغارهم"
● قدم نصر الله أعمالا معرفية روائية تحاول بيان الجذور الإنسانية والوطنية للشعب الفلسطيني، وكيف أن هناك من يحاول محوه عبر التجهيل والإزاحة وطمس المعالم

" أنا لا يعنيني ما تؤمن به! يعنيني ما تفعله بهذا الإيمان"
(قناديل ملك الجليل) – إبراهيم نصر الله 2011
تكوينه الإبداعي يشبه موزاييك من الألوان التي تمنح العمارة الإنسانية عبر تاريخها الطويل شكلها الجميل والخلاق ومضمونها العميق الإنسانية جلي الروح، فهو شديد الخصوصية مع القضية الفلسطينية وأطفالها وأسرى الاحتلال، وهو شديد الخصوصية كذلك إنسانيا، مما يمنحنا مذاقا خاصا في قرائته، ليس ذلك فقط، بل تلك المعرفة التي لا يتوقف عن ضخها في شرايين سردياته الروائية، وهو أمر أصبح سلطانا في الروايات العالمية منذ السبعينيات وحتى الآن بعد صدور تقرير الفيلسوف الفرنسي لوتار عن وضعية ما بعد الحداثة: تقرير عن المعرفة.
يبدو مفتتح روايته الأخيرة "قناديل ملك الجليل" الذي يقول فيه كإجابة على كل الأسئلة التي تسكننا حول فلسطين، وما يقوله يهود إسرائيل وما نقوله كعرب وما يقوله العالم حول المسائل الدينية الكبرى" أنا لا يعنيني ما تؤمن به! يعنيني ما تفعله بهذا الإيمان"، تبدو هذه العبارة المعرفية الكبرى كمعبر للإنسانية من خلاص من التفسيرات الثيولوجية، وكذلك كمسألة يمكنها أن تكون حلا لكل معضلاتنا الكبرى، من هنا تبدأ علامات نصر الله حول الموزاييك الإنساني الذي يفرضه بفنه وسردياته وشعره ومعرفته.
لم يظهر إبراهيم نصر الله (1954- ) فجأة، فلكي تتعرف على الوجه الروائي الحقيقي لنصر الله، عليك أن تقرأ نصين مهمين في مسيرة الرواية الفلسطينية – على الأقل-  الأولى لإميل حبيبي (1922- 1996) هي "المتشائل"  أو "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل) (1974)  (صدرت منها طبعة عن دار الهلال)، والثانية لغسان كنفاني (1936-1972) وهي "رجال في الشمس" (1963)، وذلك لتعرف إلى أي درجة تطورت الرواية الفلسطينية كفن اصيل لمواجهة الاحتلال والمحو والقنابل الفسفورية وقتل الأطفال والنساء واغتيال المساجين والأسرى والمعتقلين (وكلها مسميات حقيقية وقاتلة)، وقتل العجائز وتسميم المياه وإغلاق البحر والسطو على السماء ومحو كلمة فلسطين من القاموس العالمي، والخرائط القديمة، بل وصل الأمر للاستيلاء على أصناف الطعام الفلسطينية وتحويلها لأصناف للكيان تتقدم به في المحافل العالمية.
لا يمكنك وصف إبراهيم نصر الله بأنه روائي أو شاعر أو مصور فهو أكثر من ذلك، وهو يحمل داخله الجذور الفلسطينية ويحمل الجنسية الأردنية، وهو مقاوم وثائر وساخر، وهو مغامر وطفل، قبل أن يكتب روايته أرواح كليمنجارو، صعد مع مجموعة من الأطفال الفلسطينيين الذين فقدوا أرجلهم نتيجة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في رحلة إنسانية للغاية هذا الجبل الشامخ في قلب أفريقيا، وكان نتيجة تلك المغامرة هذه الرواية، هكذا يمكن أن تصف نصر الله يحتفظ بقلب طفل، والطفل في حياتنا يمنحنا دائما الأمل أو كما يقول هو  "لسنا بحاجةٍ لإنسان نشيـخُ معه، بقدر ما نحن بحاجة لإنسانٍ نبقى معه أطفالًا" وذلك في كتابه "طفولتي حتى الآن"، الذي سرد فيه تغريبة الشعب الفلسطيني.
ينتمي نصر الله لهذه النوعية من الكتاب البنائين والمعرفيين، فهو يمارس أشكالا مختلفة من الأحلام السردية والشعرية، والتنوع الإبداعي يمنحه سردا متفردا، فهو مسكون حتى عظامه بهذا التنوع الميتافيزيقي، يمتص رحيق أعماله الروائية والشعرية وحتى معارضه للصور من طفولته، ويعد عمله الملحمي "الملهاة الفلسطينية" الذي يجمع فيه بين الرواية والشعر والسيرة الذاتية والمعرفة بالتاريخ والسياسة والدين (التابوهات الثلاثة)، عملا متكاملا يحمل روحه القلقة/المؤمنة بالمصير الفلسطيني عبر خمسة وسبعين عاما منذ النكبة الفلسطينية وحتى الآن، تلك النكبة التي بني الإسرائيليون حولها نسيجا من العزلة والظلام – محو التاريخ هو محو للمعرفة بالمناسبة-لا كي لا يراها الغرب بشكل عام، وأحالوا وجودهم إلى أساطير يسمعها الغرب دون أن يعلم الحقيقة، ولا يتوقف الإسرائيليون عن الكذب وبناء أساطير جديدة للحاضر والمستقبل  كل يوم بل كل لحظة، وفي مقابل هذا الكذب توجد ملايين الأدلة التي منها أعمال نصر الله التي تفضح كل ذلك خاصة أعماله التي تتناول حقيقة ما حدث ويحدث في فلسطين، وحتى إن غاب عنها لسنوات إلا أنه يتنفسها في كل أعماله، من هنا تبرز قيمة نصر الله في اللوحة الكلية لفلسطين تاريخا وحاضرا ومستقبلا، ولا يتوقف الأمر  عند القضية الفلسطينية، بل يمتد لقضية الأسرى، وقضايا أطفال فلسطين، وقضايا التعليم هناك، والقضايا المتعلقة ويا لسخرية القدر بأكبر كذبة أو "الدولة الديمقراطية الأولى في العالم العربي"  المسماة الكيان الصهيوني.
بدا نصر الله الكتابة عام 1980 بعمله الشعري "الخيول على مشارف المدينة، ونشر أول اعماله الروائية عام 1985 بعنوان "براري الحمى" وهي رواية تعتمد المونولوج الداخلي الأقرب للهذيان، لتجربة عاشها كثير من المعلمين العرب الذين ذهبوا للخليج في الثمانينيات، تحكي عن مدرس استيقظ يوما فلم يجد زميله في السكن، بحث عنه وفي النهاية ذهب للشرطة وأبلغهم بغيابه، لكنه بدلا من أن يعطيهم اسم زميله أعطاهم اسمه هو وبالتالي تتحرك الرواية في اتجاه مختلف حيث سيتم القبض عليه في النهاية ودفنه على اعتبار أنه الميت الحقيقي، كان العمل كناية ضخمة عن عبارة (الموت حيا)، تلك الحياة التي عاشها الكثير من العرب في مواجهة الصحراء والبيئة القاتلة في الخليج في تلك الفترة.
في الملهاة الفلسطينية والتي سأستعرضها هنا جميعا لكي نتعرف على الموزاييك اللغوي والفني والوطني والإنساني لنصر الله بشكل كامل، هذا الموزاييك المكون من ثمانية روايات حتى الآن، وهي روايات منفصلة عن بعضها البعض لكنها تحكي التاريخ الفلسطيني  خلال 250 عاما، تبدأ بالرواية (مجرد 2 فقط) التي صدرت عام 1992 وتنتهي حتى الآن برواية (قناديل ملك الجليل) والتي صدرت عام 2011 ولكن تواريخ نشر الروايات يختلف عن تواريخ تغطية الروايات للتاريخ الفلسطيني، وإن كانت تجتمع جميعا في النهاية لتشكل أسوأ حدث في تاريخ البشرية في القرنين التاسع عشر والعشرين وتستمر الملهاة في القرن الواحد والعشرين باعتداء صارخ ولا إنسانى من الكيان الصهيوني على عزة وأهلها، وربما تكون هذه الحرب الأخيرة في مسمار نعش المحتل الغاصب بعد انفرط عقد أكاذيبه عبر قرن كامل من الأكاذيب المنمقة.
يقول إبراهيم نصر الله عن الملهاة  "الملهاة الفلسطينية" كمشروع روائي حلم راودني طويلًا منذ أكثر من ستة عشر عامًا، مدفوعًا في البداية من منطلق المسؤولية، حيث بدأ كثير من أجدادنا وآبائنا يرحلون حاملين الجزء الأكبر من ذاكرتهم معهم إلى قبورهم، وقد كنت قرأت جملة لبن غوريون تقول: "سيموت كبارهم وينسى صغارهم" وقد افزعتنى هذه الجملة حينها، ولذا بدأت بجمع شهادات شخصية لعدد من كبار السن الذين يملكون ذاكرة قوية، وكانت الحصيلة بعد عام ونصف العام من العمل أكثر من سبعين ساعة من الشهادات، كان ذلك قبل صدور براري الحمى بقليل، وكان تصوري أنني سأكتب رواية واحدة حول القضية الفلسطينية، لكنني اكتشفت ان الشهادات وحدها لا تكفي ولذلك أسَّستُ مكتبة خاصة لكل ما يتعلق بفلسطين منذ أواسط القرن الثامن عشر اجتماعيًا وسياسيًا وبدأت بدراسة العادات والحكايات والمعتقدات الشعبية، وقد وفر ذلك لي معرفة أدق بالروح الفلسطينية، أعمق وأجمل. لكنني كلما كنت أتقدم خطورة نحو المشروع أتراجع خطوتين، الآن أقول: حسنًا فعلت، لأنني مع الأيام بدأت أدرك أن قضية كالقضية الفلسطينية لن تحيط بها رواية واحدة، في وقت لم أكن فيه أميل إلى فكرة الثلاثيات، أو الرباعيات، وأظن أنني حين وصلت إلى فكرة تحويل هذا الأمر إلى مشروع يضم خمس أو ست روايات، لكل واحدة منها أسئلتها الخاصة وشخوصها وبناؤها الفني، أصبح الأمر أكثر وضوحاً وأقرب للتحقق.".
الرواية الأولى في موزاييك الملهاة الفلسطينية هي رواية "مجرد 2 فقط" صدرت عام 1992 كرواية مستقلة وتم ضمها إلى «الملهاة الفلسطينية» في عام 2014. حظيت هذه الرواية بدراسات عديدة وتمت ترجمتها إلى اللغات الإنجليزية والإيطالية والتركية. قبل الرواية نجد مقطعا من أغنية أسامينا لجوزيف حرب الذي تغنيه فيروز ثم مفتتح أوركسترالي مرعب " لم يكن هناك أحد حين وصلنا، أنا والآخر، لم يكن هناك أحد ينتظرنا حين وصلنا، ، ولم يكن هناك أحد حين وصل الجميع. كنا سنحتفل، أما الآخرون، فلا، كانت خلقهم الحفلة/ وكانوا هاربين من موت ما، سمعنا عنه، رأيناه، لكننا لم نعرفه الآن!" قيل عن هذا العمل أنه تعبير عن الفلسطيني الآخر المغترب، إنه يبدأ من النهاية إذن، هي حالة الترحال والتغريبة بعد نكبة 1948. مع تصفح الرواية عليك أن تفتح عينيك وأذنيك جيدا وتربط الأحداث بما يحدث وحدث في كل الدول العربية القريبة من الكيان الصهيوني من النكبة وحتى الآن، وستجد نصر الله رفيقا أمينا يمنحك معرفة غير منظورة تعبيرا عن انتمائه للحداثة وما بعد الحداثة في الرواية.
الرواية الثانية في الملهاة الفلسطينية كانت "طيور الحذر" التي  صدرت عام 1996, وتم ترجمتها إلى الإنجليزية.، تبدأ بحكاية تبدو عادية في ظاهرها عن طفل يشاغب أمه "لن تصدقه أمه  حين يقول لها : إنني أتذكر كل ما حدث، كما لو أنه يحدث الآن،  وغدا،  كما لو أنه يحدث دائما، لن تصدقه، ولكنها سترتبك حين يقول لها: لا تنسي أنني كنت أنا الحاضر وأنت الغائبة في تلك اللحظات،  حيث لم يكن هناك سوى صراخك!" هو يبدأ بهذا الحوار الغريب بين الأم والابن والذي يؤكد على أنها لم تر ما رآه هو، تتحدث الرواية عن الشتات الفلسطيني منذ نكبة 1948 وحتى نكسة عام 1967، من خلال أحداث يومية وإنسانية في غاية الرهافة تجمع بين السخرية الشديدة والمرارة.
الرواية الثالثة هي طفل الممحاة والتي صدرت عام 2000، من خلال كوميديا سوداء، يكتب نصر الله عن طفل في بداية القرن العشرين وما حدث له حين أصبح جنديا في جيش الإنقاذ في عام 1948، يتحدث عن علاقة الطفل بكولونيل بريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية، والتحولات التاريخية والسياسية عقب نهاية الحرب ومن ثم النكبة.
زيتون الشوارع صدرت عام 2002.، وهي الرواية الرابعة في الملهاة الفلسطينية، ولكنها لا تتعامل مع الأر بشكل مباشر بل هي رواية عن الانتهاك، انتهاك الأجساد والاغتصاب كوسيلة لإسقاط الجسد ومن ثم الروح من خلال ثلاث نساء يتحركن في دائرة التقلبات التاريخية في فلسطين.
أعراس آمنة صدرت عام 2004/ وهي الرواية الخامسة في الملهاة الفلسطينية، وهي عمل سيكولوجي، لا تتعامل مع التاريخ والسياسة بشكل مباشر من خلال قصة أختين هما رندا ولميس والاثنتان تتبادلان الأدوار، قصة إنسانية أخرى تبتعد عن ما هو مألوف لتمنح القارئ بعدا مهما مسكوتا عنه في حياة أهل فلسطين، حين تتحول الحياة إلى بعد انساني محض وليس بعدا واقعيا، بعد إنساني مسكوت عنه، بعد متعلق بالحياة التي يمكن أن تصادفها كل مجموعة بشرية.
تبدو رواية تحت شمس الضحى التي  صدرت عام 2004.، تبدو وكأنها عمل متفرد رغم أنها الرواية السادسة في الملهاة الفلسطينية، أن تقف على حواجز المنع داخل بلدك فغير مسموح لك بالحركة إلا التفتيش، وعليك أن تستمع إلى الشتائم وكل قاذورات العالم ويتلقفك العسس الصهاينة، وبين البكاء والضحك والسخرية والعمال والنساء والأسرى والمعتقلين والشهداء والقتلى والملوثين والأطفال الذين أصبحوا كبارا، تدور حكايات الوطن في فوضى مرسومة بعناية كاملة لعالم لا نعرفه عن فلسطين وما يحدث بها كل يوم.
زمن الخيول البيضاء هي الرواية السابعة في الملهاة الفلسطينية، صدرت عام 2007, ودخلت الرواية في القائمة النهائية (القصيرة) لجائزة البوكر العالمية للرواية العربية لعام 2009  وتمت ترجمتها إلى الإنجليزية. 
تبدأ الرواية كعادة نصر الله في أغلب أعماله إن لم يكن كلها بكلمة افتتاحية كعتبة ثانية بعد العنوان"لقد خلق الله الحصان من الريح.. والانسان من التراب (قول لعربي).. والبيوت من البشر (إضافة)"، قالت عنها د.سلمى الخضراء الجيوسي" إنها رواية النكبة،  التي كانت تنتظرها ولم تحظ بها،  تصور الوضع الفلسطيني منذ زمن العثمانيين حتى عام 1948 ، تكشف بجلاء عن أسباب النكبة وخفاياها وملابساتها وظروفها الطاغية، هذه الظروف التي قادت الشعب الفلسطيني إلى عذاب مقيم، إنها أفضل عمل ظهر ويفسر عبر الفن الرفيع لنصر الله مأساة الشعب الفلسطيني ونكبته"..

ولكي نكون منصفين نذكر هنا المواد التي اعتمد عليها نصر الله في توثيق روايته (وبالمناسبة هو يعتمد على ذلك في أغلب رواياته بجانب الصحف والمجلات) يوميات أكرم زعيتر، مذكرات محمد عزت دروزة وكتابه القضية الفلسطينية في مراحلها، مذكرات خليل السكاكيني منشورات مؤسسة إنعاش الأسرة - رام الله، كتاب عبد الرحيم الحاج محمد لزياد عودة، صحفي من فلسطين يتذكر لكنعان أبو خضرة، في خضم النضال العربي الفلسطيني لبهجت أبو غربية ديمومة القضية الفلسطينية للدكتور جوزيف مسعد، الدفاع عن حيفا مذكرات الحاج إبراهيم حنا نقارة محامي الأرض والإنسان من إعداد حنا إبراهيم، دراسة في المجتمع والتراث الشعبي الفلسطيني تأليف: وليد ربيع عبد العزيز أبو هدبا، عمر حمدان، محمد علي أحمد الرملة تتكلم لوليد راغب الخالدي، أعمال الباحث الفلسطيني نمر سرحان، قضاء يافا في العهد العثماني للدكتور محمد سالم الطراونة، رواية مفلح الغساني والمسيرة الميدانية في أرجاء فلسطين وشرق الأردن لنجيب نصار، مذكرات فوزي القاوقجي 1914 - 1932 ، الحكاية الشعبية في المجتمع الفلسطيني للدكتور عمر عبد الرحمن الساريسي، القضاء عند البدو لعارف العارف، الموسوعة الفلسطينية، العروش والجيوش لمحمد حسنين هيكل كتابات غسان كنفاني ومصطفي كبها عن ثورة 1936، ذاكرة المغلوبين للدكتور فيصل دراج، الثورة العربية الكبرى في فلسطين 1936 - 1939 - الرواية الإسرائيلية الرسمية، يوميات الحرب 1947 - 1949 دافيد بن غوريون استدارة الظل ليوسف فضل، القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917 1948 لبيان نويهض الحوت، رسالة عشق إلى يافا لطاهر أديب قليوبي، حوار مع الرئيس جمال عبد الناصر أجراه دافيد مورجان مندوب صحيفة الصنداي تايمز.، وإلى ذلك كثير من الصحف.

آخر رواياته وليست الأخيرة في سردياته الملهاة الفلسطينية هي "قناديل ملك الجليل" صدرت عام 2011,  ودخلت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لعام 2012  وتم ترجمتها إلى الإنجليزية.

كالعادة يبدأ بمفتتح في غاية الأهمية للتواصل مع هذه السردية الكبرى " أنا لا يعنيني ما تؤمن به! يعنيني ما تفعله بهذا الإيمان" ، تجيب الرواية عن تشكل الذات والهوية الفلسطينية بين القرنين السادس عشر والسابع عشر في المنطقة التي تقع بين بحر الجليل وبحر عكا. 

حسنا، لقد قدم نصر الله ثمانية أعمال معرفية روائية تحاول بيان الجذور الإنسانية والوطنية للشعب الفلسطيني، وكيف أن هناك من يحاول محوه عبر التجهيل والازاحة وطمس المعالم أو بالأحرى محو المعرفة وتوفير كثير من الشكوك والظلام حول وجوده من بداية القرن العشرين وحتى الآن حيث تنطلق المدافع والطائرات والصواريخ الموجهة والأقمار الصناعية وقطع الاتصالات وإيقاف المياه والكهرباء والاتصالات عن غزة من أجل الإبادة فيما تقف دول بأكملها خلف هذا من أجل المحو، المحو الذي نقف أمامه جميعا الآن بالمرصاد، والذي قدم نصر الله أعماله في مواجهة هذا المحو وهذا التخاذل الوحشي.

Dr.Randa
Dr.Radwa