أكد السفير الدكتور منير زهران، الرئيس الأسبق لوفد مصر الدائم في الأمم المتحدة بجنيف ، أن تطرق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إلى المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية، يمثل بارقة أمل في تحرك المجتمع الدولي لوضع حد للمأساة التي يشهدها قطاع غزة جراء الحرب اللاإنسانية التي تشنها إسرائيل منذ نحو شهرين وتسببت في تدمير القطاع و قتل الآلاف من المدنيين الأبرياء، فضلًا عما تمثله من تهديد للسلم والأمن الدوليين.
وأضاف السفير منير زهران ، في تصريح خاص، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الخميس، أن اللجوء إلى المادة 99 لأول مرة منذ نحو 34 عامًا و استخدام الأمين العام لأقوى أداة يمتلكها في ميثاق المنظمة، يضع مجلس الأمن أمام مسئولياته لاستخدام نفوذه و اتخاذ قرار بوقف الحرب؛ لتجنب انهيار النظام الإنساني.
وأوضح أن المادة 99 من الميثاق تمنح السكرتير العام الحق في لفت نظر مجلس الأمن في حالة ما إرتأى أن الظروف التي تمر بها العلاقات بين الدول الأعضاء في إحدى مناطق العالم من شأنها تهديد السلم والأمن الدوليين ، قائلًا :"وهى الحالة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط حاليًا منذ عدوان إسرائيل على قطاع غزة عقب أحداث 7 أكتوبر 2023 ، بجانب استمرار الاعتداءات على المدن والتجمعات السكانية في الضفة الغربية لنهر الأردن ورفض حكومة الاحتلال الانسحاب منها ومن القدس الشرقية، تنفيذًا لقرار مجلس الأمن رقم 242 الصادر في نوفمبر 1967 ".
وتابع أن المادة 99 تنص على أنه للأمين العام أن ينبه مجلس الأمن بأي مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين، منوهًا إلى أن تلك الأوضاع تنطبق على ما يحدث الآن داخل قطاع غزة الذي يعاني من كارثة إنسانية قد يصعب السيطرة عليها إذا استمرت تلك الحرب الدموية.
ولفت السفير منير زهران إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة قد دق ناقوس الخطر برسالته الموجهة إلى مجلس الأمن الدولي، ليحذر من وضع يتدهور سريعًا نحو كارثة قد تكون لها تبعات لا رجعة فيها على الفلسطينيين وعلى السلام والأمن في المنطقة.
وذكر رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية السابق ، بالآمال التي كانت تعقد على إنشاء الأمم المتحدة بهدف بناء عالم جديد عقب القتل و الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية وفشل عصبة الأمم آنذاك، داعيًا مجلس الأمن إلى الاضطلاع بدوره وإصدار قرار بوقف تلك الحرب الوحشية على قطاع غزة حتى لا تفقد شعوب العالم الثقة في النظام الدولي.