سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على التأييد الكاسح لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، بوقف إطلاق النار في قطاع غزة في إطار الصراع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الذي اندلع في السابع من أكتوبر الماضي، منوها بموقف مصر، التي تقدمت بالقرار بالنيابة عن المجموعة العربية داخل الجمعية العامة، حيث حذرت من العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن استمرار الصراع في غزة.
وأشار كاتب المقال إيد بيلكينجتون إلى أن القرار حظي بموافقة 153 دولة من إجمالي الدول الأعضاء البالغ عددها 193 دولة واعتراض 10 دول، من بينها الولايات المتحدة وإسرائيل، وامتناع 23 دولة عن التصويت.
ويلفت المقال إلى أن ذلك التأييد الكاسح لقرار الجمعية العامة بوقف إطلاق نار فوري وعاجل لأسباب إنسانية في غزة، يعكس مدى تزايد عزلة الولايات المتحدة في تأييدها لإسرائيل على الساحة الدولية، موضحا أن إعلان نتيجة التصويت قوبل بوابل من التصفيق الحار والتهليل من جانب الدول الأعضاء.
ويضيف أن تأييد هذ العدد من دول العالم للموقف الفلسطيني يلبي أملا طالما راود الفلسطينيين من أجل كسب تأييد المجتمع الدولي لإنهاء الحرب الشعواء التي تشنها القوات الإسرائيلية على سكان قطاع غزة.
ويشير المقال إلى أن ذلك القرار يعكس كذلك تزايد التأييد العالمي للشعب الفلسطيني حيث إن القرار السابق للأمم المتحدة في السابع والعشرين من أكتوبر الماضي لوقف إطلاق النار في غزة حظي بتأييد 120 دولة فقط واعتراض 14 وامتناع 45 عن التصويت.
ويوضح المقال في هذا السياق أن تصويت أمس الثلاثاء يعكس ما يشبه التوافق الدولي حول ضرورة توقف الهجوم الإسرائيلي الوحشي على غزة والذي تسبب حتى الآن في مقتل ما يربو على 18,000 فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال.
وينوه المقال في نفس الوقت إلى أن تصويت الأمس يعكس أيضا مدى القلق الذي ينتاب دول العالم بشأن العواقب الإنسانية الوخيمة في قطاع غزة وتزايد حجم المعاناة التي يتعرضون لها في ظل استمرار القصف الإسرائيلي العنيف.
ويتطرق المقال إلى رد الفعل الفلسطيني في أعقاب إعلان نتيجة التصويت أمس حيث يسلط الضوء على تصريحات مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور التي يصف فيها تلك النتيجة بأنها تعبير صادق عن الموقف الدولي الحقيقي تجاه معاناة الشعب الفلسطيني وهو الأمر الذي لم يعد بمقدور الولايات المتحدة تجاهله.