الخميس 9 مايو 2024

انخفاض منسوب بحر قزوين يثير مخاوف في تركمانستان

بحر قزوين

عرب وعالم25-12-2023 | 10:59

دار الهلال

نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية مقالا حول انخفاض منسوب بحر قزوين وقالت تحيط 5 دول ببحر قزوين وهي تركمانستان وروسيا وكازاخستان وأذربيجان وإيران. لكن المساحة السطحية الهائلة لهذا البحر الممتد بين أوروبا وآسيا - 371 ألف كيلومتر مربع، أي أكبر من مساحة ألمانيا - تتقلص من عام إلى أخر.

وهي ظاهرة لم تتم دراستها بعمق بعد، وأسبابها محل نقاش من قبل العلماء، الذين يعتقدون أن التغيرات الطبيعية في المنطقة تتفاقم بسبب تغير المناخ. وفي مدينة خازار التركمانية، وبحسب صور الأقمار الصناعية، تراجع البحر مسافة 800 متر عن الساحل.

وفي البحر، ظهرت جزيرة وسط الماء. ووفقا للعالم التركماني نزار مرادوف، فإن "التباين في مستوى سطح البحر يفسره الحركات التكتونية والظواهر الزلزالية التي تعدل قاع البحر".

وذكر أن بحر قزوين كان قد انخفض بالفعل في ثلاثينيات وثمانينيات القرن الماضي، قبل أن يعاود منسوبه الارتفاع مرة أخرى. وتابع مرادوف قائلا "لكن هناك أيضا أسبابا مناخية: مستوى سطح البحر يعتمد على تدفق الأنهار، التي يتناقص منسوبها، فضلا عن انخفاض هطول الأمطار والتبخر الشديد".

وتتحمل آسيا الوسطى وطأة تغير المناخ، ولا تزال تعاني من عواقب جفاف بحر الآرال، وهي واحدة من أخطر الكوارث البيئية في القرن العشرين.

وفي تركمانباخي، أكبر مدينة ساحلية في تركمانستان، تتقلص مساحة البحر أيضًا بلا هوادة. وللجفاف التدريجي لبحر قزوين عواقب أكثر خطورة، وخاصة على الاقتصاد.

لأن الطمي يهدد بشكل مباشر كل البنية التحتية على ساحل بحر قزوين، بما في ذلك أحد الموانئ الرئيسية في آسيا الوسطى، في تركمانباخ، وهو أمر بالغ الأهمية للتجارة بين قارتي آسيا وأوروبا.

وحذر رشيد ميريدوف، وزير الخارجية التركماني، من أنه "في غضون 25 عاماً، تقلص بحر قزوين بمقدار مترين تقريباً.

وهذا الرقم يثير القلق"، داعياً الدول المجاورة إلى التعاون "في مواجهة حجم الأزمة". وشدد على أن "انخفاض مستوى بحر قزوين هو المشكلة الأكثر إلحاحا والتي يجب أن نوليها أكبر قدر من الاهتمام".

في الوقت الحالي، لا يزال التعاون بين الدول المعنية حول هذا الموضوع في مرحلة مبكرة، بعد سنوات من الخلاف حول السيطرة على الاحتياطيات النفطية الهائلة في هذا البحر.

"هدفنا المشترك هو ضمان الأمن البيئي لبحر قزوين، الذي يؤثر بنظامه البيئي الفريد على الطبيعة وحياة الدول المتشاطئة"، كما أكدت كازاخستان، وهي دولة أخرى غنية بالنفط ويلعب بحر قزوين دوراً رئيسياً فيها. كما أن انخفاض منسوب المياه المقترن بارتفاع درجة الحرارة يعرض النباتات والحيوانات البحرية، بما في ذلك الفقمات، للخطر.

وفي إشارة إلى خطورة الوضع، أكد الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف أنه أخذ مسألة انخفاض أعداد الفقمات "تحت سيطرته الشخصية" وأعلن إنشاء معهد أبحاث لدراسة بحر قزوين. 

Dr.Radwa
Egypt Air