يحل اليوم ذكرى ميلاد أيقونة الغناء العربى، "كوكب الشرق" أم كلثوم، والتى ولدت فى 31 من ديسمبر لعام 1898، فى قرية طماى بمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، وأسمها الحقيقي فاطمة إبراهيم السيد البلتاجى، والتى بدأ صيت أم كلثوم يذيع منذ صغرها.

لا زالت أم كلثوم، معشوقة الجماهير، ولا زالت أغانيها تطرب مسامع محبيها، فحتى بعد رحيلها لا زالت تتمتع بنصيب كبير من اختيار جمهور الطرب العريض، فالكل يترقب ماذا ستغني وتشدو بأعذب الألحان والكلمات، بل يترقب الجميع أيضًا حتى الفستان الذي ترتديه في حفلها الساهر. إنها الست أم كلثوم الوحيدة في العالم العربي التي جمعته من المحيط إلى الخليج، حيث أشتهرت وعرفها العالم أجمع، فانتظارها كل ليلة خميس لتطل من خلال موجات الراديو أشبه بطقس مقدس له قواعد، فبمنديل أمسكت لتخفي كل قلقا وخوفا، لتأتي بأغانيها التى تحمل طربا وحبا وسلطنة قادرة على أن تمحي ضيق الأيام. ، فعندما تجلس قيثاره الغناء أم كلثوم في مجالس العلم والثقافة مع أحد كبار الشخصيات المؤثرة في الوطن العربي فالكل يعمل لها ألف حساب.

فقد غنت قصيدة "الأطلال" للشاعر إبراهيم ناجى، والقصيدة من ألحان رياض السنباطى ، وإلى نصها: يا فؤادى لا تسل أين الهوى .. كان صرحا من خيال فهوى اسقنى واشرب على أطلاله .. وارو عنى طالما الدمع روى كيف ذاك الحب أمسى خبرا .. وحديثا من أحاديث الجوى وغنت قصيدة " أراك عصى الدمع" لأبو فراس الحمدانى وهى قصيدة كتبها الشاعر العربى أبي فراس الحمدانى، فيقول "أراك عصي الدمع شيمتك الصبر .. أما للهوى نهي عليك ولا أمر". والحمداني شاعر من قبيلة الحمدانيين، التي حكمت سوريا والعراق، ولد في 932 ميلاديا وتُوفي في 968.

وغنتها أم كلثوم 3 مرات بالحان مختلفة، الأولى في عام 1926 باللحن الذي وضعه لها عبد الحامولي، والثانية بلحن جديد أعده الشيخ زكريا أحمد، والثالثة في 1965 عندما لحنها رياض السنباطي، ويعد هو اللحن الأشهر للأغنية، التى غنتها كوكب الشرق بألحان زكريا أحمد في فيلم "وداد"، الذي قامت أم كلثوم ببطولته في عام 1936، قصيدة أيها الرائح المُجد للشاعر الفقيه الشريف الرضي، وهو لقبه، فاسمه أبو الحسن السيد محمد بن الحسين بن موسى.

قصيدة "ثورة الشك" للأمير عبدالله الفيصل فغنت أم كلثوم أجزاء من قصيدة "ثورة الشك"، فقالت "أكاد أشك في نفسي لأني أكاد أشك فيك وأنت مني"، ثم أتبعتها بالغناء من ألحان رياض السنباطي في 1962. وقصيدة "من أجل عينيك عشقت الهوى" وهى القصيدة الثانية التى غنتها كوكب الشرق للأمير السعودى عبدالله الفيصل.

قصيدة " هذه ليلتى" ل جورج جرداق وفي عام 1968، غنت أم كلثوم على ألحان محمد عبد الوهاب "وليكن ليلنا طويلا طويلا.. فكثير اللقاء كان قليلا.. سوف تلهو بنا الحياة وتسخر.. فتعال أحبك الآن أكثر". قصيدة "سلوا قلبى" ل أحمد شوقى وهى من أفضل كلاسيكيات الموسيقى العربية، حن رياض السنباطى مقام راست 1946. وهى إحدى قصائد سلسلة من أشعار أمير الشعراء أحمد شوقى قدمتها أم كلثوم، وجميعها غنتها بعد وفاته، والتى حققت نجاحا كبيرا واستمرت إذاعتها حتى اليوم وإلى نصها قائلة: سلوا قلبى غداة سلا وتابا .. لعل على الجمال له عتابا ويسأل فى الحوادث ذو صواب .. فهل ترك الجمال له صوابا وكنت إذا سألت القلب يوم .. تولى الدمع عن قلبى الجوابا.. ولى بين الضلوع دم ولحم .. هما الواهى الذى سكن الشبابا.

قصيدة "رباعيات الخيام" ل أحمد رامى، ومن ألحان رياض السنباطى، وهى القصيدة الأصلية للشاعر الفارسى عمر الخيام و ترجمها أحمد رامى شعراً إلى العربية، وسميت بالرباعيات لكونها تتألف من مقاطع صغيرة فى كل منها أربع شطرات فى بيتين من قافية جديدة، وتقول كلماتها: سمعت صوتا هاتفا فى السحر .. نادى من الغيب غفاة البشر هيا املأوا كأس المنى قبل أن .. تملأ كأس العمر كف القدر لا تشغل البال بماضى الزمان .. ولا بآت العيش قبل الأوان واغنم من الحاضر لذاته فليس .. فى طبع الليالى الأمان. قصيدة "وُلـد الهـدى" .. شعر ل أحمد شوقى، ومن ألحان رياض السنباطى وإلى نصها: ولد الهدى فالكائنات ضياء .. وفم الزمان تبسم وسناء الروح والملأ الملائك حوله .. للدين والدنيا به بشراء والعرش يزهو والحظيرة تزدهى .. والمنتهى والسدرة العصماء والوحى يقطر سلسلا من سلسل .. واللوح والقلم البديع رواء.