الخميس 27 يونيو 2024

المقاطعة والإحراج شغل عيال

23-2-2017 | 14:16

كتبت : نجلاء أبو زيد

ابني يقاطعني ويكذبني أمام الناس, ابنتي تتعمد إحراجى وإخبار الناس بما قلته عنهم في عدم حضورهم, أخبرهم بخطأ ما يفعلونه لكنهم لا يتوقفون, أشعر بالتعمد في تصرفاتهم ولا أعرف كيف أتصرف؟! كانت هذه مشكلة بعض الأمهات مع أولادهن الذين يتعمدون إحراجهن فكيف يقنعونهم بالتوقف عن هذا السلوك دون استخدام العنف ؟

د. أحمد جمال أستاذ علم نفس الطفل تحدث قائلا: سلوكيات الأبناء تعكس بشكل واضح ما تم تنشئتهم عليه وبالتالي أى محاولة لتعديل سلوك الأبناء يجب أن يسبقها مراجعة من جانب الأهل لأسلوب التربية المتبع معهم, فالطفل الذي يتعود مقاطعة والدته أثناء حوارها مع الآخرين طفل يعانى من عدم وجود من يستمع له أو يمنحه الفرصة للتحدث, ودائما يتم نهره وإخباره أن يتحدث فيما بعد, لذا يتعمد المقاطعة للفت الانتباه له, أما من يتعمد الإحراج وإنكار ما تحكيه الأم فقد يفعل ذلك ببراءة وبرغبة في أن يحكى ما حدث ولا يقصد الإحراج لكن التوضيح لشعوره أن الأم لا تقول ما حدث كما رآه, لكن إذا كان تجاوز التاسعة من العمر فهذا يعنى الرغبة في الانتقام والإحراج, وتعديل هذه السلوكيات يبدأ بتوضيح خطأها وما تسببه من إزعاج للأهل, ويجب ألا يحاول الأهل استخدام العنف أو التهديد باستخدامه لأن هذا سيجعلهم يستمرون وفى كل مرة يدعون نسيان التنبيهات, لذا علينا لفت انتباههم للمشاكل التي تنتج عن هذا التصرف ونحاول أن نستمع لهم عندما يطلبون منا التفرغ لهم, كذلك يجب التنبيه عليهم بعدم التدخل في حوارات أو مشاكل الكبار لأنها أشياء تخصهم فقط, وقبل زيارة أحد أو الخروج من البيت لأى مناسبة يجب تذكيرهم بضرورة عدم المقاطعة أو تصحيح أى رواية نخبرها للناس, وبتكرار التذكير سيتوقف السلوك, كذلك يجب ألا يكون الأهل كذابين في أعين أولادهم كأن يتحدثون عن شخص ما بشكل سيئ وعندما يرونه يأخذونه بالأحضان فهذا يربى الأبناء على قيم النفاق والكذب, فيجب أن نكون أسوياء السلوك لنربى جيلا مستقرا نفسيا.