تشهد سماء مصر خلال شهر يناير 2024 مجموعة متنوعة من الظواهر الفلكية البديعة التي يمكن لعشاق الظواهر الفلكية متابعتها ورصدها بالعين المجردة، ومن المرتقب أن تبدأ بعد يومين بزخة شهب الرباعيات والتي ترى بالعين المجردة وكذلك قمر الذئب وهو قمر شهر رجب 1445.
وكشف الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بمعهد البحوث الفلكية، الظواهر الفلكية المرتقبة في سماء مصر خلال يناير 2024، موضحًا أن أفضل الأماكن لمشاهدة الظواهر الفلكية عموما هي البعيدة عن التلوث الضوئي، مثل السواحل والحقول والصحاري والبراري والجبال.
وأكد تادرس أنه ليس هناك علاقة بين حركة الأجرام السماوية ومصير الإنسان على الأرض فهذا ليس من الفلك في شيء بل من التنجيم، موضحا أنه ليس هناك علاقة بين اصطفاف واقترانات الكواكب في السماء وحدوث الزلازل على الأرض، وأن مشاهدة الظواهر الفلكية ممتعة ويحبها الهواة لمتابعتها وتصويرها بشرط صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء، وأن الظواهر الليلية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض، أما الظواهر النهارية المتعلقة بالشمس فقد تكون خطيرة على عين الإنسان لأن النظر إلي الشمس بالعين المجردة عموما يضر العين كثيرًا.
4-3 يناير/ زخة شهب الرباعيات Quadrantids
وهي من زخات الشهب المتوسطة حيث يصل عدد الشهب فيها إلى40 شهاب في الساعة بافتراض ظلمة السماء وصفاء الجو .. وهي ناتجة عن مخلفات مذنب قديم يعرف باسم 2003 EH1 الذي تم اكتشافه عام 2003، يستمر تدفق الشهب سنويا في الفترة من 1 إلى 5 يناير.
ويبلغ ذروته هذا العام في ليلة الثالث وصباح الرابع من يناير، سوف يحجب القمر الأحدب المتضائل عددا من الشهب وبخاصة الخافت منها .. أفضل وقت لرؤية زخات الشهب يكون بعد منتصف الليل بعيدا عن اضواء المدينة ، بشرط صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار وبخار الماء، تتساقط هذه الشهب كما لو كانت آتية من كوكبة Bootes (بؤوتس) العواء ولكن يمكن أن تظهر في أي مكان أخر بالسماء.
5 يناير/ القمر وسبيكا
يشرق القمر مقترنا مع النجم سبيكا Spica السماك الأعزل أو السنبلة (ألمع نجم في برج العذراء) ، ويمكن رؤية هذا المشهد بالعين المجردة السليمة بغضون الـ 1:00 صباحا تقريبا إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس، ومن الجدير بالذكر أن نجم سبيكا هو نجم من النجوم المتغيرة يبلغ حجمه 8 مرات تقريبا مثل حجم الشمس، وتقدر كتلته بـ 11 مرة تقريبا مثل كتلة الشمس ، ولمعانه 13.5 مرة مثل لمعان الشمس ، ويبعد عن الأرض بحوالي 260 سنة ضوئية.
9-8 يناير/ القمر والزهرة وقلب العقرب Antares
يشرق القمر مقترنا مع كوكب الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية) وكذلك مع النجم أنتاريس (قلب العقرب) بغضون الساعة 5:00 صباحا تقريبا .. يُرى هذا المشهد بالعين المجردة السليمة ويظل مرئيا حتى اختفاؤه في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس، علما بأن أنتاريس هو نجم عملاق أحمر تبلغ كتلته 10 أضعاف كتلة الشمس ويبعد عنا 600 سنة ضوئية.
11 يناير/ القمر الجديد (محاق شهر رجب)
لن يكون القمر مرئيا في السماء طوال الليل في ذلك اليوم إيذانا ببدء ميلاد القمر الجديد ، حيث يشرق القمر مع الشمس ويغرب معها تماما فيكون وجهه المضيئ مواجها للشمس ووجهه المظلم مواجها للأرض .. وتعتبر أيام المحاق هي أفضل الليالي الليلاء خلال شهور السنة، والتي يفضلها الفلكيون كثيرا لرصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة.
12 يناير/ استطالة كوكب عطارد
يبلغ كوكب عطارد أقصى استطالة غربية له من الشمس في هذا اليوم حيث تبلغ الزاوية بينهما 23.5 درجة ، وهو أفضل وقت لمشاهدة وتصوير الكوكب .. يشرق عطارد في الـ 5:15 صباحا تقريبا ، ويصل لأعلى ارتفاع له في السماء قبل شروق الشمس، كما يُرى كوكب الزهرة اعلاه، وكوكب المريخ أسفله في نفس المشهد، ومما هو جدير بالذكر ان الإستطالة هي الزاوية الظاهرية بين الشمس وأحد الكواكب الداخلية (عطارد أو الزهرة) عندما تقاس من الأرض، وتبلغ استطالة كوكب الزهرة أكبر من كوكب عطارد، لذلك يُرى كوكب الزهرة دائما بطريقة أسهل ولفترة أطول من عطارد.
14 يناير/ القمر و زحل
يترائى القمر مقترنا مع كوكب زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية) حيث يكونا متجاوران في السماء بعد غروب الشمس مباشرة وعند دخول الليل في ذلك اليوم، ويظلا مرئيان حتى يبدأ المشهد في الغروب بحلول الـ 8:10 مساءا تقريبا.
18 يناير/ القمر والمشترى
يترائى القمر مقترنا مع كوكب المشتري (عملاق المجموعة الشمسية) في ذلك اليوم ، حيث نراهما متجاوران في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل، ويظلا مرئيان حتى يبدأ المشهد في الغروب بحلول الـ 12:50 بعد منتصف الليل تقريبا.
20 يناير/ القمر وبلايدس Pleiades
يترائى القمر مقترنا مع الحشد النجمي بلايدس (الثريا أو الأخوات السبع) في برج الثور ، حيث نراهما متجاوران في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل ، ويظلا مرئيان بالسماء حتى يبدأ المشهد في الغروب بحلول الـ 3:00 صباحا تقريبا، علما بأن الثريا هو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية ، والذي يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض، يتكون هذا الحشد من عدة مئات من النجوم ولكن ألمع نجومه هم 7 فقط التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة السليمة ، ولذلك سُمى بالأخوات السبع.
24 يناير/ القمر وبولوكس Pollux
يترائى القمر في الأفق الشرقي مقترنا مع النجم بولوكس (ألمع نجم في برج الجوزاء = التوأم) حيث نراهما متجاوران في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل، يظل هذا المشهد بالسماء طوال الليل حتى يبدأ في الغروب قرب شروق الشمس ، ثم يختفي تماما في شدة ضوء الشفق الصباحي.
25 يناير/ إكتمال القمر (بدر شهر رجب)
يكتمل قرص القمر ويصبح بدرا كامل الاستدارة في ذلك اليوم ، فيشرق بعد غروب الشمس مباشرة ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي .. وتبلغ نسبة لمعانه 99.9 %، يبدوا لنا القمر كما لو كان بدرا في الفترة من 23 إلى 26 يناير ، وهذا لأن العين المجردة لا تستطيع تمييز النقصان البسيط في استدارة قرص القمر بسهولة.
ويُعرف هذا البدر عند القبائل الأمريكية باسم وولف مون (قمر الذئب) لأن في هذا الوقت من العام تجتمع الذئاب الجائعة وتعوي خارج البيوت، كما يُعرف هذا القمر أيضا باسم القمر القديم أو بدر ما بعد عيد الميلاد (الكريسماس)، علما بأن وقت إكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
25 يناير/ القمر وخلية النحل Beehive
يشرق القمر في هذا اليوم بدرا مقترنا مع الحشد النجمي خلية النحل في برج السرطان ، ولصعوبة رؤية الحشد النجمي خلية النحل بالعين المجردة ننصح بإستخدام تلسكوب صغير حيث نراه جوار القمر في السماء طوال الليل إلى أن يختفي المشهد في ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
يذكر أن الحشد النجمي خلية النحل يقع على مسافة 580 سنة ضوئية تقريبا من الأرض ويبلغ عمره حوالي 600 مليون سنة، وهو يظهر كسحابة مجسمة كما رآها جاليليو لأول مرة باستخدام التلسكوب عام 1609 حيث تمكن من رؤية 40 نجما فقط.
27 يناير/ عطارد والمريخ
يشرق كوكب عطارد مقترنا مع كوكب المريخ في الـ 5:45 صباحا في ذلك اليوم، يكون كوكب عطارد لامعا حيث نرى كوكب المريخ أسفله مباشرة إلى أن يشتد ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس فيختفي هذا المشهد تماما.