إن الشعب المصري العظيم هو دائما الملهم لشعوب العالم وليس فقط مصدر السلطات و لكنه هو سر صلابة و تماسك المجتمع أمام التحديات و التطورات المختلفة و رغم أننا نحتفل بمرور مائتي عام على الحياة البرلمانية المصرية و هى ما تعد فترة زمنية قصيرة في تاريخ و حضارة المصريين إلا أن المصريين كعادتهم جعلوا من البرلمان المصري نبراسا وقائدا للبرلمانات العربية والعالمية فمع الظروف السياسية المختلفة ومرور الحياة البرلمانية المصرية بتقلبات سياسية عاصفة إلا أنه كان دائما معبرا عن صوت الشعب و حتى في مراحل تراجعه السياسي كان معبرا عن خذلان الشعب من الحقبة السياسية.
و سنجد أن البرلمان المصري سواء كان غرفة واحدة أو غرفتين و أيا كان اسمه هو دائما محافظ على الدولة المصرية ويقف خلف المؤسسات ويقوم بدوره التشريعي و الرقابي لصالح الوطن والمواطنين وأخيرا سنجد أننا بعد الثلاثين من يونيو لدينا فصلان تشريعيان لمجلس النواب والفصل التشريعي الأول لمجلس الشيوخ و سنجد أن عدد الأحزاب المشاركة في الغرفتين يزيد وهذا دليل على زيادة التنوع و التعبير عن عدد أكبر من الشرائح المصرية ويأتي ذلك في إطار الخطوات التى تتخذها الدولة في تمصير التجربة الديمقراطية و هى بناء الديمقراطية بناء تدريجي مصري خالص يساهم في زيادة تماسك المجتمع ووصوله للنضج السياسي الذى يجعله قادرا على ممارسة حياة سياسية و نيابية قوية تعمل للبناء والتنمية و تساهم في الحفاظ على مقدرات الدولة المصرية.