هناك جدل لم يتم حله حول مدى مساهمة البيئة في خطر الإصابة بالسرطان، على الرغم من أن الدراسات الوبائية تشير إلى أن العوامل البيئية مثل النظام الغذائي يمكن أن تساهم بالتأكيد، خاصة بالنسبة لسرطان القولون، إلا أن كيف يمكن للعوامل الغذائية أن تقلب الميزان لصالح السرطان غير معروف.

ففي دراسة نشرت في اتصالات أبحاث السرطان، كشف فريق بقيادة باحثين في كلية بايلور للطب عن آلية يعزز بها حمض الفوليك الغذائي خطر الإصابة بسرطان القولون في نموذج حيواني وتسلط النتائج الضوء أيضًا على الحاجة إلى مراقبة السلامة طويلة الأجل لإغناء حمض الفوليك الغذائي وما ينتج عنه من آثار تعزيز للسرطان، لا سيما بالنظر إلى ارتفاع معدل الإصابة بسرطان القولون المبكر في الولايات المتحدة على مدى العقدين الماضيين.

وفي الدراسة الحالية، اختبر الباحثون تأثير حمض الفوليك الغذائي على تطور سرطان القولون في نموذجهم الحيواني، وجد الفريق أن الحيوانات التي تتبع نظاما غذائيا مكملا بحمض الفوليك قد قللت بشكل كبير من البقاء على قيد الحياة بشكل عام والمزيد من الأورام بالإضافة إلى أورام أكبر مقارنة بالحيوانات التي تم تناولها في النظام الغذائي غير المكمل.

وقال المؤلف المقابل الدكتور لانلان شين، أستاذ طب الأطفال - التغذية في بايلور وعضو في مركز دان إل دنكان الشامل للسرطان: في هذه الدراسة نظهر مسارًا ميكانيكيًا من النظام الغذائي إلى سرطان القولون في نموذج حيواني، لقد حققنا فيما إذا كان هذا المسار يتضمن علم التخلق، وهو نظام لوضع إشارة مرجعية على الحمض النووي يحدد الجينات التي سيتم التعبير عنها أو لا يتم التعبير عنها في الخلية، علم التخلق هو إحدى الطرق التي يمكن للخلايا من خلالها التحكم في أنشطة جيناتها دون تغيير تسلسل الحمض النووي ويرتبط ارتباطا وثيقا بالبيئة".