سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على تحذير الأمم المتحدة من أن سكان قطاع غزة أصبحوا على شفا المجاعة في ظل ظروف معيشية غاية في القسوة جراء الحرب الطاحنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأشار كاتب المقال جوناثان جوير أن إلى ذلك التحذير الأممي تواكب مع تأكيد الولايات المتحدة أنها تبذل قصارى جهدها من أجل إدخال مساعدات إنسانية عاجلة لسكان قطاع غزة الذين يواجهون خطر المجاعة بسبب الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي وما زالت تدور رحاها إلى اليوم.
وأضاف المقال أن البيت الأبيض مازال يقول إنه يبذل جهودا مضنية من أجل إنفاذ مساعدات إنسانية عاجلة لسكان غزة الذين يصل عددهم قرابة 2.2 مليون نسمة والذين يتعرضون لأقسى الظروف المعيشية جراء القصف الإسرائيلي.
ولفت المقال في هذا السياق إلى تصريحات وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن خلال قمة دافوس الاقتصادية الأسبوع الحالي والتي يصف فيها الوضع في غزة بأنه "موجع للقلب"، مشيرا في نفس الوقت إلى أن وزير الخارجية لم يتمكن على الرغم من ذلك من الحصول على أي ضمانات خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل لإدخال المساعدات الكافية لسكان غزة.
ونوه المقال إلى أن الوضع المأساوي في غزة دفع العديد من منظمات الإغاثة الدولية إلى المطالبة بمساعدة سكان غزة والعمل على وضع نهاية لتلك المعاناة، مشيرا إلى تصريحات منسقي الأمم المتحدة خلال الأسبوع الجاري والتي يقولون فيها إن كل شخص في قطاع غزة يعاني الآن من الجوع في وقت تدمر فيه إسرائيل النظام الغذائي في القطاع من خلال استخدام التجويع كسلاح حرب ضد الفلسطينيين.
وأوضح المقال أن عمليات التفتيش التي تجريها السلطات الإسرائيلية على شاحنات المساعدات الإنسانية تعرقل وصول المساعدات للقطاع والذي يستقبل الحد الأدنى من الكميات التي يحتاجها سكان القطاع.
وتابع أن الجانب الإسرائيلي سمح بدخول حوالي 100 شاحنة مساعدات لقطاع غزة يوميا خلال الثلاثة أشهر الماضية في الوقت الذي يشير فيه الخبراء أن سكان غزة يحتاجون يوميا إلى ما لا يقل عن 500 شاحنة محملة بالمساعدات.
وأشار المقال إلى تصريحات مسؤول الاتصالات في منظمة اليونيسيف ريكاردو بيير التي يؤكد فيها أهمية الحصول على تصاريح دخول المساعدات من الجانب الإسرائيلي على نحو أسرع.
كما أبرز المقال في الختام تصريحات المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي سيندي ماكين التي تقول فيها إن سكان غزة يموتون جوعا على الرغم من أن مئات من شاحنات المساعدات الإنسانية تقف على مبعدة أميال تنتظر السماح بالدخول.