الإثنين 25 نوفمبر 2024

ثقافة

مدير مكتبة الإسكندرية: الطبقة الفقيرة بريئة من اتهامات صناعة الإرهاب

  • 29-1-2024 | 23:30

مدير مكتبة الإسكندرية: الطبقة الفقيرة بريئة من اتهامات صناعة الإرهاب

طباعة
  • دعاء برعي

أكد الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية ورئيس لجنة مكافحة التطرف والإرهاب بالمجلس الأعلى للثقافة، أن الكثيرين يوجهون الاتهامات إلى الطبقة الفقيرة في مصر بأنها مصدر الإرهاب، وهو تفكير خاطئ لأن المتتبع لتاريخ الطبقة الوسطى وتفاعلاتها يدرك أنها أول من رعت الأفكار المتطرفة التي تحولت فيما بعد إلى إرهاب، وهي القنبلة الموقوتة التي تهدد مصر.

 

وأشار زايد خلال مشاركته في ندوة "اتجاهات التطرف والإرهاب في الشرق الأوسط" التي نظمها المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية اليوم ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته 55، إلى أن موضوع التطرف والإرهاب من الموضوعات الشائكة ويحتاج بحث أسبابها إلى دراسة عدة جوانب، منها المدخل الجغرافي؛ حيث ترتكز الحركات الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، والمدخل الثاني هو وضع تعريفًا واضحًا لهذه الظاهرة إذ مايزال ملتبسًا، فالبعض ينظر إلى الجماعات الإرهابية على أنها حركات تحررية أو سياسية.

 

وأوضح زايد في حضور الدكتور خالد عكاشة؛ مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، والدكتور جمال عبد الجواد؛ عضو اللجنة الاستشارية ومدير برنامج السياسات العامة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، والدكتورة عزة فتحي، أستاذ مناهج علم الاجتماع بجامعة عين شمس، وأدارها الدكتور محمد الباز؛ رئيس مجلسي الإدارة والتحرير بجريدة الدستور، أن هناك ثلاث أنماط من الإرهاب؛ المستوى الأول هو التطرف في كل شئ، وقد لا ينتج هذا النوع أي شكل من الإرهاب الفعلي، ولكنه عبارة عن عنف مخزون بدرجات معينة وتشتد عندما يرافقها عوامل محفزة، وهو النمط الأكثر انتشارًا في المنطقة العربية.

 

وأضاف أن النمط الثاني يخلق شكل من الإرهاب الصامت، وهو "الوصاية" التي يمارسها المجتمع ككل على بعضه البعض، وكأن المجتمع عبارة عن رقاب تقف فوق بعضها البعض بشكل أفقي كل جماعة تمارس على غيرها الوصاية، التي تتخذ شكل التنمر وغيرها من أشكال الوصاية.

 

وتابع: إن النمط الثالث هو الإرهاب المنظم الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، والذي في الغالب قام على أفكار دينية متطرفة وتبلورت حول أفكار إسلامية فيها قدر من التشدد، مشيرًا إلى أن كل واحد من هذه الأنماط له تحدياته وسبل التعامل معه.

 

كما شدد "زايد" على أن مصر بصدد ظهور طور جديد من التطرف بسبب أحداث قطاع غزة وانخراط حركة حماس في الأحداث، وظهر معها شباب معجب بالحركة، وأخر ساخط على نتنياهو وتطرف دولته، وهو ما قد يتسبب في تشكيل حركات جديدة تعتنق التطرف والإرهاب.

 

واختتم  حديثه بالتأكيد على أهمية التعليم كما أن الفنون أهم، حيث تجد أن هناك أطباء ومهندسين ولكن يحملون أفكار متطرفة، مضيفًا "بالطبع الطبقة الأولى في العقل البشري هو التعليم ولكن لابد أن يبنى عليها طبقات أخرى من الفلسفة والفن، لكي يكون العقل نافدًا وخلاق وتعددي، وهي العقول التي تبني العالم".

 

من جهته قال الدكتور خالد عكاشة؛ إن كثير من المتخصصين يرون أن المجتمع المصري هو الذي أنتج الإرهاب في فترة من تاريخه، ولكن المؤكد أنها دفعت أثمان غالية للانتصار على هذا الإرهاب، مشيرًا إلى أن موجه الإرهاب التي بدأت ٢٠١١ هي أخطر الموجات التي يشهدها العالم لكونها الأعنف ولها ارتباط كبير بالأفكار السياسية، ومازالت تابعتها مستمرة حتى الأن.

 

وأكدت الدكتورة عزة فتحي؛ إن الارهاب لن ينتهي لأنه خلايا عنقودية تتجدد طوال الوقت كما أنهم يعملون تحت الأرض وفوقها، غير أنه يتخذ أشكالًا جديدة، محذرة من أن يُستغل حماس الشباب وخاصة في ظل أزمة غزة، لتوجيه حالة الغضب إلى الدولة المصرية.

 

بينما اتفق الدكتور جمال عبد الجواد؛ إن خطر الإرهاب لا يزال قائما، وإن الدولة الدولة المصرية نجحت في أنها تهزم الموجة الأحدث منه واستطاعت أن تأخذ وقتًا مستقطعًا، ولكن لابد أن تتنبه حتى لا يعود مرة أخرى، مضيفًا أنه السبب الرئيسي لتعطل بناء الدولة الوطنية الحديثة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة