أعلنت ثلاث دول استضافت أو تستعد لاستضافة محادثات الأمم المتحدة للمناخ هي الإمارات العربية المتحدة وأذربيجان والبرازيل اليوم الثلاثاء تشكيل لجنة ثلاثية من أجل الدفع باتّجاه اتفاق دولي لإبقاء ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1,5 درجة مئوية.
واستضافت الإمارات مؤتمر كوب28 العام الماضي في دبي بينما تستعد أذربيجان لاستضافة القمة هذا العام تليها البرازيل في 2025.
وفوّضت الدول الـ198 الموقّعة على اتفاقية دبي الدول الثلاثة العمل معا لوضع خارطة طريق للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض ليبقى عند 1,5 درجة مئوية، وهو هدف مناخي رئيسي تهدده انبعاثات الغازات الدفيئة حول العالم بشكل كبير.
وأفاد رئيس قمة "كوب28" سلطان الجابر في بيان بأن "الترويكا تساعد في ضمان امتلاكنا التعاون والاستمرارية اللازمين لإبقاء نجم الشمال المتمثل بـ1,5 درجة مئوية في الأفق من باكو إلى بليم وغيرهما".
وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأنه في ظل التعهّدات المناخية القائمة الآن، تتجّه درجات الحرارة في العالم للارتفاع بما بين 2,5 و2,9 درجة مئوية خلال القرن الحالي.
وبحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فسيتم الوصول على الأرجح إلى سقف 1,5 درجة مئوية بين العامين 2030 و2035.
وبناء على الاتفاق النهائي الذي تم التوصل إليه خلال مؤتمر "كوب28"، يتعيّن على الشراكة التي أطلق عليها الجابر "ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف" أن "تعزز بشكل كبير التعاون الدولي والبيئة الدولية التي تمكن من تحفيز الطموحات في الجولة المقبلة من المساهمات المحددة وطنيا".
وأضاف الاتفاق أن ذلك يأتي "مع رؤية تقوم على زيادة التحرّك والتطبيق خلال هذا العقد الحاسم وإبقاء سقف 1,5 درجة مئوية ضمن المنال".
وخلال قمة كوب28، اتفقت الدول المشاركة على الابتعاد عن الوقود الأحفوري لكن من دون تحقيق تقدّم في ما يتعلّق بالإفراج عن التمويل لصالح الدول النامية، وهي مسألة خلافية بقيت عالقة خلال المفاوضات.
ويتوقع بأن تكون هذه المسألة محورية خلال مؤتمر كوب29 التي ستنظم في باكو حيث من المنتظر بأن يتم تحديد هدف جديد للدعم المالي المقدّم من البلاد النامية من أجل تغير المناخ.
وبحسب منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، فإن الدول الثرية تأخّرت بنحو عامين في الإيفاء بتعهّدها الأولي تخصيص تمويل سنوي من أجل المناخ قدره 100 مليار دولار.
وأفادت مجموعة كبار الخبراء في التمويل المخصص للمناخ التابعة للأمم المتحدة عام 2022 بأن على البلاد النامية (باستثناء الصين) إنفاق حوالى 2,4 تريليون دولار سنويا على الطاقة النظيفة ومقاومة تغير المناخ بحلول العام 2030، أي ما يعادل أربعة أضعاف المستويات الحالية.
وقال وزير البيئة الأذربيجاني مختار باباييف الذي سيرأس مؤتمر كوب29 "نحن ملتزمون بتوظيف نقاط قوتنا لبناء جسور بين العالمين المتقدم والنامي كجهة مستضيفة لكوب29 من أجل تسريع الجهود لإبقاء مستوى 1,5 درجة مئوية ضمن المنال".
وأضاف أن "مفتاح ذلك سيكون تحديد هدف تمويل مناخي جديد يعكس مدى حجم وإلحاح التحدي المناخي"