الإثنين 29 ابريل 2024

مساجد تاريخية | مسجد سادات قريش (2ـ30)

مسجد سادات قريش

ثقافة12-3-2024 | 15:48

أروى أحمد

تميز العصر الإسلامي بغزارة عمائره الدينية، والتي أساسها بيوت الله المساجد، والجوامع، وسُمّيت المساجد بهذا الاسم : باعتبارها مكان للسجود، والمكان الذي أعد للصلاة فيه على الدوام، ويطلق على المسجد هذه التسمية إذا كان صغير الحجم، وهو مكان مهيئ للصلوات الخمس، أمّا إذا كان كبير الحجم فيُسمى جامعًا ، لأنه علامة لاجتماع عدد كبير من الناس للصلاة فيه وكذلك لإقامة صلاة الجمعة فيه أيضا، ويُقال لكل جامع مسجد، وليس كل مسجد جامع.

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، مساجد وجوامع تاريخية، وسنلقي الضوء على الجوامع التاريخية  في مصر بشكل عام ومدينة القاهرة التي عرفت بمدينة الألف مأذنة بشكل خاص.

ونبدأ في اليوم الأول من رمضان 1445 هـ،  في جولة مع مسجد  « سادات قريش»  بالشرقية

مسجد سادات قريش هو مسجد تاريخي أقيم بمدينة بلبيس بمصر، التابعة لمحافظة الشرقية، هو يعد أحد أبرز المعالم الإسلامية، ويعتبر أقدم المساجد بمصر،  وتأسس  على يد عمرو بن العاص، عام 18 هجري، عند حدوث الفتح الإسلامي لمصر، وبذلك يعد المسجد، هو أول مسجد بُني في مصر، وكما أكد بعض المؤرخين، فقد تأسس قبل مسجد عمرو بن العاص في مدينة الفسطاط، ويرجح أن يكون أول وأقدم مسجد في أفريقيا.

وقد أطلق على المسجد هذا الاسم تكريماً لشهداء المسلمين من صحابة رسول الله في معركتهم ضد الرومان عند فتحهم لمصر، بدأ الأمر بدخول عمرو بن العاص مدينة العريش ووصوله إلى مدينة بلبيس، وقد رابط هناك شهر ودارت معركة عصيبة بينه وبين جيش الروم ، وسميت المعركة باسم "معركة بلبيس"، والتي  إنتهت بسقوط ألف وأسر ثلاثة آلاف جندي من الجيش الرومي، كما استشهد ما يقارب من 250 مسلم منهم 40 صحابيا و210 من التابعين من سادات قريش، وبعد انتهاء معركة بلبيس، أقدم الصحابي عمرو بن العاص على بناء المسجد على أثر قصر الحاكم الروماني، ليؤدي الجنود صلاتهم فيه، أطلق عليه مسجد سادات قريش تكريما وتخليدا لذكري الشهداء.

وبني في البداية بطريقة بسيطة جدا حيث تم أخد مساحة مستطيلة من الأرض، وشيدت عليها  جدرانه من الطوب اللبن، وأقيم من جهة القبلة صف من جذوع النخل بدلاً من الأعمدة وسقف فوقها بالسعف والطمي

 والان فان تخطيط المسجد عبارة عن مساحة مستطيلة الشكل تحتوي على ثلاثة صفوف من الأعمدة الرخامية ومقسم إلى أربعة أروقة موازية لحائط القبلة، وتتنوع تيجان الأعمدة بأشكال مختلفة، وتبلغ مساحته حوالي ثلاثة آلاف متر مربع، وجدد المسجد في العهد العثماني على يد أمير مصر أحمد الكاشف الذي أنشأ المئذنة الخاصة به، وتعتبر مأذنته من الآثار النادرة.

Dr.Randa
Dr.Radwa