الثلاثاء 14 مايو 2024

المقاهي بين التاريخ والأثر| «زهرة البستان» ملتقى الأدباء والفنانين (5-30)

زهرة البستان

ثقافة15-3-2024 | 11:46

بيمن خليل

يُعدّ المقهى جزءًا مهمًا من تاريخ مصر الحديث، فهو أكثر من مجرد مكان لقضاء أوقات الفراغ كما يُظن، تزخر مصر بالعديد من المقاهي العريقة ذات التأثير التاريخي البارز، التي شهدت نهضة فكرية وثقافية هامة على مر العصور، مما أسهم في تغيير مجرى التاريخ، فقد احتضنت المقاهي شرائح مجتمعية متعددة تحت سقف واحد، واكتسبت شهرتها من كبار الشخصيات المؤثرة في ميادين مختلفة سياسية وفنية وأدبية.

 ونستعرض خلال أيام شهر رمضان المبارك بعام 1445 هجرية أشهر المقاهي بمصر والوطن العربي  مما لهم من تاريخ وأثر ونبدأ اليوم برحلة مع مقهى «زهرة البستان» ملتقى الأدباء والفنانين

مقهى زهرة البستان، الشهير بملتقى الأدباء والفنانين، كما هو مكتوب على اللافتة الخاصة به،  وهو أحد أشهر مقاهي وسط البلد الآن، في ساحة كبيرة وطويلة في مكان مفتوح، تجد على جدرانها صور مرسومة لقامات الأدب والطرب، كالسيدة أم كلثوم، ونجيب محفوظ، وأحمد فؤاد نجم، والأبنودي، وغيرهم.. وتجد الزحام دائما هناك، خاصةً في شهر رمضان، حيث الأجواء التي ليس لها مثيل، تشعر بروح مختلفة، تقودك إلى متعة غير مسبوقة، وزينة من فوقك تشير إلى أنك تجلس في مدينة الألوان أو الأحلام، ومن حولك أصوات الناس كل منهم في حديثه الخاص.

على مدار 80 عامًا هو تاريخ هذا المقهى الشهير، الذي كان نافذة للقاء الأدباء والشعراء، وملتقى اجتمعاتهم، ومازال، ويقع المقهى قرب ميدان طلعت حرب، خلف مقهى ريش، الشهير بندوات نجيب محفوظ الأسبوعية، فتجد فيه ناس من مختلف الطبقات والمجالات العملية والفكرية.

كان يجلس على المقهى في وقت سابق الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي، وخيري شلبي، وعلاء الأسواني، وإبراهيم عبد المجيد وغيرهم، تجدهم يجلسون بين الناس ومع الناس دون حواجز وعلى طاولة واحدة، دون قيود.

وتجد في مقهى البستان أحلام الشباب تبدأ من هناك، في جلسة سمر، أو جلسة نقاش، أو جلسة منفردة في قراءة كتاب، أو تلحين أغنية، أو أي عمل أدبي أو فني، تجد الأفكار تتعدد وتتكاثر،  ويملأوها التفائل والحماس، بما يتمتع به المقهى من أجواء خيالية، حيث يجتمع مبار الأدباء بالشباب الصغير الذي ينتلك حلم وفكرة.

Dr.Radwa
Egypt Air