الإثنين 29 ابريل 2024

مساجد تاريخية| «جامع الأقمر» (30 - 9)

جامع الأقمر

ثقافة19-3-2024 | 16:18

أروى أحمد

تميز العصر الإسلامي بغزارة عمائره الدينية، والتي أساسها بيوت الله المساجد، والجوامع، وسُمّيت المساجد بهذا الاسم باعتبارها مكان للسجود، والمكان الذي أعد للصلاة فيه على الدوام، ويطلق على المسجد هذه التسمية إذا كان صغير الحجم، وهو مكان مهيئ للصلوات الخمس، أمّا إذا كان كبير الحجم فيُسمى جامعًا ، لأنه علامة لاجتماع عدد كبير من الناس للصلاة فيه وكذلك لإقامة صلاة الجمعة فيه أيضا، ويُقال لكل جامع مسجد، وليس كل مسجد جامع.

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، مساجد وجوامع تاريخية، وسنلقي الضوء على الجوامع التاريخية  في مصر بشكل عام ومدينة القاهرة التي عرفت بمدينة الألف مأذنة بشكل خاص،

ونذهب في اليوم التاسع من رمضان 1445 هجرية  في جولة مع «جامع الأقمر» بالقاهرة.

يعد جامع الأقمر من الجوامع التاريخية والأثرية العظيمة، فقد أنشأ في العصر الفاطمي في شارع النحاسين بشارع المعز لدين الله،  بناه الوزير المأمون البطائحي بأمر من الخليفة الآمر بأحكام الله أبى على منصور سنة 519هـ (1125 م)

وهـو أول جامع في القاهرة تحتوي واجهته علي تصميم هندسي خاص، و يروي المقريزي أن المسجد بنى في مكان أحد الأديرة التي كانت تسمى بئر العظمة، لأنها كانت تحوي عظام بعض شهداء الأقباط، وسمي المسجد بهذا الاسم نظرًا للون حجارته البيضاء التي تشبه لون القمر، ويشبه في اسمه مساجد فاطمية أخرى سميت بأسماء منيرة مثل الأنور والأزهر.

 

و الواجهة الرئيسية لجامع  الأقمر  وهي واحدة من أقدم الواجهات الحجرية الباقية بالعمارة الدينية في مصر،  زخرفت عليها  آيات قرآنية بالخط الكوفي وظهرت براعة المهندس في تنسيق الواجهات لتتفق مع اتجاه الطريق، وكذلك مراعاة اتجاه القبله من الداخل.

 ويتكون الجامع من صحن أوسط مكشوف يحيط به أربعة أروقة مغطاه بقباب ضحلة "قليلة العمق" أكبرها رواق القبلة، ويتوسط جدار القبلة محراب يعلوه لوحه تسجل التجديدات التي أجراها الأمير يلبغا السالمي.

وصف جامع الأقمر بأنه أثر تاريخي «ابتكاري» ومؤثر في التاريخ المعماري للقاهرة،و يعد ملحوظًا لميزتين على وجه الخصوص: زخرفة واجهته وتصميم الأرضية.

وتعرض الجامع للتعديات في القرن 13 هـ / 19 م، وأدى أبرزها إلى فقدان النصف الأيمن من واجهته الغربية الذي حل محله واجهة منزل. وتم نزع ملكية المنزل المتعدي على الجامع وهدمه وإعادة واجهة الجامع إلى ما كانت عليه استناداً إلى النصف الأيسر من الواجهة الذي كان النصف الأيمن مماثلاً له، وقد تم ذلك في القرن العشرين.

Dr.Randa
Dr.Radwa