شهد الأسبوع الحالي نشاطا مكثفا للرئيس عبد الفتاح السيسي، استهله باستضافة القمة المصرية الأوروبية والتي شهدت تعزيز الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، واستقبال عدد من المسئولين الأوروبيين وحتى الاحتفال بيوم المرأة المصرية واستقبال وزير الخارجية الأمريكي اليوم.
القمة المصرية الأوروبية
والأحد الماضي، استضافت القاهرة قمة مصرية أوروبية، لترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية والشاملة"، بهدف تحقيق نقلة نوعية في التعاون والتنسيق بين الجانبين، من أجل تحقيق المصالح المُشتركة.
واستقبل الرئيس السيسي بقصر الاتحادية، كل من رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، ورئيس وزراء بلجيكا الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، ورؤساء دول وحكومات قبرص وإيطاليا واليونان والنمسا، وعقد لقاءات ثنائية مع ضيوف مصر من قادة أوروبا، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، كما عقد اجتماع قمة للتباحث بشأن تطوير العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء في مختلف المجالات، وعلى رأسها العلاقات السياسية، ومكافحة الإرهاب، والتعاون الاقتصادي، وملفات الطاقة والصناعة والتكنولوجيا والتعليم والهجرة، كما ستناقش القمة الأوضاع الإقليمية وخاصة الحرب في قطاع غزة، وكيفية استعادة الأمن والاستقرار في الإقليم، وتجنب تداعيات التوترات الجارية على السِلم الدولي.
حيث استقبل الرئيس السيسي "أورسولا فون دير لاين"، رئيسة المفوضية الأوروبية، على هامش القمة المصرية الأوروبية، حيث تم التباحث بشأن عدد من ملفات التعاون الثنائي، وعلى رأسها توقيع الجانبين المرتقب اليوم على وثيقة الإعلان السياسي المُشترك لإطلاق مسار ترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية والشاملة"، كما تم تناول الأوضاع الإقليمية.
كما استقبل الرئيس السيسي "ألكسندر دي كروو"، رئيس الوزراء البلجيكي رئيس الاتحاد الأوروبي، حيث تم تناول سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والعلاقات المصرية الأوروبية، كما ناقش الجانبان الأوضاع في قطاع غزة، وضرورة وقف إطلاق النار في القطاع، حيث شددا على خطورة اجتياح مدينة رفح الفلسطينية لما سيترتب على ذلك من تداعيات إنسانية كارثية.
كما استقبل الرئيس "كيرياكوس ميتسوتاكيس"، رئيس وزراء اليونان، حيث تباحث الجانبان في عدد من ملفات التعاون الثنائي، وعلى رأسها الإعلان المشترك حول تأسيس مجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين، كما تم تناول الأوضاع الإقليمية، حيث أكد الجانبان ضرورة العمل المكثف لإنهاء الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة والتي تصل إلى حد المجاعة، وذلك من خلال تكثيف الضغوط للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار.
واستقبل الرئيس المستشار النمساوي "كارل نيهامر"، وتناول الجانبان سُبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات ومن ضمنها التعاون الاقتصادي ومكافحة الإرهاب، كما ناقش الجانبان الأوضاع في قطاع غزة، حيث استعرض الرئيس الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في ضوء الأزمة الإنسانية الكارثية التي يعاني منها القطاع، مؤكدًا على أهمية تنفيذ حل الدولتين لضمان استعادة الأمن والاستقرار بالإقليم.
واستقبل السيسي أيضا الرئيس القبرصي "نيكوس خريستودوليدس" حيث ركزت المباحثات على تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وكذا سبل تدعيم العلاقات من خلال آلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان، كما تباحث الجانبان بشأن الوضع في قطاع غزة، إنفاذ المساعدات الإنسانية بكافة الطرق الممكنة لإنهاء المعاناة الإنسانية والمجاعة التي يتعرض لها القطاع.
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيسة الوزراء الإيطالية "جورجيا ميلوني" حيث أشاد الجانبان بالزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية في الفترة الأخيرة، واستعرضا سُبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات، وقد تناولت المباحثات التعاون المشترك في قطاعات الأمن الغذائي والإنتاج الزراعي، والشراكة بين البلدين في مجال الزراعة واستصلاح الأراضي بهدف نقل التكنولوجيا الإيطالية المتطورة في هذا المجال، من أجل تعظيم العائد من تلك المشروعات وفتح آفاق تصدير المواد الغذائية من مصر لأوروبا.
وخلال افتتاح الاجتماع السداسي، أكد الرئيس السيسي أنه أولت مصر دومًا أهمية خاصة للعلاقات المتميزة التي تربطها بالاتحاد الأوروبي ودوله، وذلك في ضوء اعتقادنا الراسخ بمحورية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي؛ لتحقيق المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية المشتركة للجانبين، وبما يدعم تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، موضح أن الاجتماع يعكس عمق العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبي، وإيطاليا، واليونان، وبلجيكا، وقبرص، والنمسا على مختلف الأصعدة: (سياسيًا، واقتصاديًا، وتجاريًا، وثقافيًا).
ووقع الرئيس السيسي ورئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين" على وثيقة الإعلان السياسي المُشترك لإطلاق مسار ترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية والشاملة".
كما وقع مع رئيس الوزراء اليوناني "كيرياكوس ميتسوتاكيس"، على الإعلان المشترك حول تأسيس مجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين.
تهنئة الرئيس الروسي
وتقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي بخالص التهنئة إلى الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، بمناسبة إعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة بما يعكس ثقة الشعب الروسي، متمنيًا له التوفيق، وللشعب الروسي المزيد من التقدم والازدهار، وأشاد الرئيس في هذا الصدد بالعلاقات التاريخية بين مصر وروسيا، وحرص الدولتين المستمر على تعزيزها بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين في التنمية والرخاء، فضلًا عن مواصلة التنسيق والتشاور إزاء مختلف الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
حفل إفطار القوات المسلحة
كما حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء الماضي، حفل الإفطار السنوي الذي أقامته القوات المسلحة ويهنئ الشعب المصري العظيم والقوات المسلحة بمناسبة ذكرى انتصارات العاشر من رمضان، موجهًا التحية والتقدير لشهداء الوطن الأبرار الذين أناروا بدمائهم طريق التنمية والبناء، ومؤكدًا تقدير الشعب المصري للجهود والتضحيات التي يقدمها رجال القوات المسلحة لحماية مصر وصون مقدساتها.
المؤشرات الاقتصادية
وعقد الرئيس السيسي أمس، اجتماعا للاطلاع على المؤشرات الكلية للاقتصاد، في ضوء الإجراءات الاستثمارية والتمويلية الأخيرة، وحزم تنشيط القطاعات الاقتصادية وبرامج جذب الاستثمارات التي ركزت عليها جهود الحكومة على مدار العام الماضي، تناول الاجتماع إجراءات الحكومة لمواجهة التضخم، وضمان استقرار أسعار السلع، حيث تم عرض الجهود الرامية لزيادة حجم المعروض السلعي بالأسواق المحلية، سواء من خلال تيسير إجراءات الإفراج عن البضائع في الموانئ في ضوء التدفقات الأخيرة من العملات الأجنبية، أو بزيادة الإنتاج المحلي، مع استمرار الحفاظ على الاحتياطي الاستراتيجي من السلع الأساسية، كما تابع السيد الرئيس مستجدات تنفيذ الحزمة الاجتماعية الهادفة لتخفيف الأعباء المعيشية على المواطنين.
ووجه الرئيس بتكثيف الجهود التي تهدف إلى تحقيق الاستدامة الاقتصادية، من خلال خفض العجز الكلى للموازنة، ونسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة المشروعات الإنتاجية لاسيما الموجه منها للتصدير. كما وجه الرئيس باستمرار وتعزيز جهود تخفيف الأعباء عن المواطنين، وخاصة من حيث السيطرة على التضخم، مع التركيز خلال الموازنة العامة المقبلة على قطاعات التنمية البشرية، وعلى رأسها الصحة والتعليم، بما يضمن تقديم خدمات أفضل للمواطن المصري، ويسهم في إنجاز أهداف الدولة بتحقيق التنمية الشاملة.
استقبال وزير الخارجية الأمريكي
واستقبل الرئيس السيسي، اليوم الخميس، وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" والوفد المرافق له، ونقل وزير الخارجية الأمريكي للرئيس تحيات الرئيس "بايدن" وتقديره لدور مصر الراسخ في إرساء السلام والاستقرار بالشرق الأوسط، وهو ما ثمنه السيد الرئيس، مشيداً بالشراكة الاستراتيجية بين البلدين، واستمرار التشاور إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وتناول اللقاء الأوضاع الراهنة في قطاع غزة، حيث تم استعراض آخر مستجدات الجهود المشتركة للوساطة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل المحتجزين، وقد شدد الرئيس في هذا الصدد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، مشيراً إلى ما يتعرض له القطاع وسكانه من كارثة إنسانية ومجاعة تهدد حياة المدنيين الأبرياء، ومحذراً من العواقب الخطيرة لأي عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية.
كما شدد الرئيس على ضرورة التحرك العاجل لإنفاذ الكميات الكافية من المساعدات الإنسانية للقطاع، مؤكداً ضرورة فتح آفاق المسار السياسي من خلال العمل المكثف لتفعيل حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
احتفالية يوم المرأة المصرية
وشهد الرئيس السيسي اليوم، احتفالية يوم المرأة المصرية، حيث وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، حديثه لنساء مصر، قائلا: عظيمات مصر سيداتها وفتياتها، لقد أكدت خلال السنوات الماضية التزامنا الأصيل بتعزيز مكانة المرأة المصرية بما يعكس قيمتها وحجم التضحيات التي قدمتها بكل تجرد من كل هوى، إلا هوى الوطن.
وأضاف أن المرأة المصرية هي ضمير الأمة ونبضها والحارس الأمين على الهوية المصرية والسند ومنبع العطاء وقت المحن والدرع الواقية أمام محاولات النيل من عزيمة هذا الوطن.
وكرم الرئيس عبد الفتاح السيسي، عددًا من الأمهات المثاليات ضمن احتفالية يوم المرأة المصرية والأمهات المثاليات 2024، وذلك بحضور عدد من القيادات في الدولة والحكومة والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، كما وجه بتخصيص 10 مليارات جنيه لصندوقي تنمية الأسرة وكبار السن.
تهنئة الرئيس الروسي
وقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي، خالص التهنئة لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، بمناسبة إعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة، متمنيًا له التوفيق والسداد، وللشعب الروسي الصديق المزيد من التقدم والازدهار، جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه الرئيس السيسي، اليوم الخميس، مع نظيره الروسي، والذي ثمن اللفتة الكريمة من الرئيس السيسي، مشيدًا بعمق وقوة العلاقات بين مصر وروسيا، وحرص الدولتين المستمر على تعزيزها، وبحث الرئيسان في هذا الإطار سبل تعزيز أطر التعاون المشترك على شتى الأصعدة، كما تناول الاتصال كذلك الأوضاع الدولية والإقليمية، وبالأخص الوضع في قطاع غزة، حيث استعرض الرئيس السيسي الجهود المصرية للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، مثمنًا الموقف الروسي الداعم للقضية الفلسطينية.
ومن جانبه، حرص الرئيس بوتين على الإشادة بالجهود المصرية المتواصلة على المسارين السياسي والإنساني، مؤكدًا توافق الرؤى بين البلدين بشأن أهمية وقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية، وأولوية حل الدولتين لاستعادة السلم والأمن بالمنطقة.