الخميس 2 مايو 2024

المقاهي بين التاريخ والأثر| «التكعيبة» مقهى الفنانين والصحفيين (12-30)

صورة ارشيفية

ثقافة22-3-2024 | 12:10

بيمن خليل

يُعدّ المقهى جزءًا مهمًا من تاريخ مصر الحديث، فهو أكثر من مجرد مكان لقضاء أوقات الفراغ كما يُظن، تزخر مصر بالعديد من المقاهي العريقة ذات التأثير التاريخي البارز، التي شهدت نهضة فكرية وثقافيةمهمة على مر العصور، مما أسهم في تغيير مجرى التاريخ، فقد احتضنت المقاهي شرائح مجتمعية متعددة تحت سقف واحد، واكتسبت شهرتها من كبار الشخصيات المؤثرة في ميادين مختلفة سياسية وفنية وأدبية.

 ونستعرض خلال أيام شهر رمضان المبارك بعام 1445 هجرية أشهر المقاهي بمصر والوطن العربي  مما لهم من تاريخ وأثر.

ونذهب اليوم في رحلة إلى مقهى «التكعيبة» مقهى الفنانين والصحفيين

يعتبر مقهى التكعيبة من المقاهي الحديثة، والتي لا نستطيع أن نجزم بتاريخها أو نقارنه بمقاهي أخرى عريقة في منطقته مثل زهرة البستان والحرية وغيرها على أنه استطاع أن يفرض نفسه في وسط البلد بين نخب وأوساط المثقفين والفنانين والصحفيين.

فتجد أن مساحة المقهى الموجود في إحدى الحارات الضيقة المتفرعة من شارع شامبيلون  صغيرة جدًّا، لا تزيد عن 2 متر طول في عرض، ولكن نظرًا لضيق الشارع الذي لا تستطيع سيارة أن تمر فيه، فهو يقع في شارع النبراوي المغلقة أطرافه، ويعرف عنه أنه من أضيق وأهدى الشوارع، مما مكَّن صاحب المقهى أن يستغل أكبر مساحة ممكنة في الشارع وقام بوضع كراسي وطاولات فيها.

يتميز المقهى بروحه الخاصة، نظرًا لكونه يقع أمام إحدى القصور الملكية القديمة المهجورة، التي تضيف له نوع من الأثر الجميل، والغموض الذي يهيم حول المنطقة والقصص الأسطورية التي ظلت عالقة في أذهان البعض عنها، والتي تزيد من وحي الكتاب والفنانين أثناء جلوسهم على مقهى التكعيبة.

ويتميز المقهى أيضًا بموفعه الفريد فهو قريب من أغلب وأهم المؤسسات في وسط البلد كنقابة الصحفيين ودار القضاء العالي، وغيرها، مما يجعله لا يخلو من الصحفيين بعد انتهاء عملهم، أو المحاميين، بالإضافة إلى أغلبية المثقفين والفنانين الذين يرتادون إليه كثيرًا، لاكتساب أجواء مختلفة.

Dr.Randa
Dr.Radwa