السبت 27 ابريل 2024

ما هو السفر المبيح للفطر في رمضان؟.. إليك التفاصيل

المسافر في رمضان

تحقيقات26-3-2024 | 14:56

محمود غانم

منح الله -سبحانه وتعالى- الرخصة للمسافر في الإفطار في شهر رمضان، حين قال في سورة البقرة:{فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}.

وأجمعت الأمة على أنه يجوز الفطر في رمضان في السفر إذا كان طويلًا وليس بمعصية، كما أجمعوا على أنه يجب عليه القضاء بعد الإقامة.

وأما إذا كان السفر قصيرًا، وهو ما كان دون مسافة القصر، فهذا لايجوز الفطر فيه، كما لايجوز قصر الصلاة فيه، وذلك مذهب الجمهور، خلافًا لمن أجاز الفطر في كل سفر قصيرًا أو طويلًا.

- ماهو ضابط السفر الطويل المبيح للفطر؟

وضابط السفر الطويل اليوم هو ثلاثةٍ وثمانين كيلومترًا ونصف الكيلومتر(83.5كم)، ويؤكد الفقهاء أن على الإنسان، أن يأخذ دائمًا في أمر العبادة بالإحتياط، فهو أبرأ لدينه وعرضه.

وعند الفقهاء، يجوز الفطر للصائم المسافر، إذا كان قد سافر ليلًا، يعني قبل الفجر ودخول وقت الصيام، وهذا باتفاق الفقهاء.

وأما إذا سافر المقيم من بلده بعد الفجر ودخول وقت الصيام، فالذي ذهب إليه جماهير الفقهاء منهم أبو حنفية والشافعي ومالك، أنه لايجوز له فطر ذلك اليوم، وذلك لأنه وجب عليه الصيام بدخول وقته وهو مقيم، وشرع فيه، ثم أنشأ بعد ذلك السفر، فلاتثبت له الرخصة فيه، فيما ذهب الإمام أحمد إلى جواز الفطر في هذه الحالة.

ونصت كتب الفقهاء، على أنه إذا قدم المسافر من سفره وهو مفطر، فإنه يستحب له أن يمسك بقية اليوم، وكذلك المريض الذي برأ، وذلك ما ذهب إليه الشافعي، وقال أبوحنيفة بوجوب الإمساك في بقية النهار.

- أيهم أفضل للمسافر من صام أو من أفطر؟

في رأي أبو حنيفة، والشافعي، ومالك: أن الصيام أفضل، لمن قوي عليه، والفطر أفضل لمن لا يقوى على الصيام، وعند أحمد الفطر أفضل.

وقال عمر بن عبد العزيز: "أفضلهما أيسرهما، فمن يسهل عليه حينئذ، ويشق عليه قضاؤه بعد ذلك، فالصوم في حقه أفضل".

- ما حكم إفطار من نوى السفر قبل شروعه فيه؟

مِن المقرَّر شرعًا أنَّ الرُّخصَ منوطةٌ بأسبابها، فلا تثبُت إلا بتحقُّقِها، ولا تُرفَعُ إلا بزوالها، وما دام السبب قائمًا يَبْقَى الترخُّصُ مباحًا، فإذا انقطع السببُ بثبوت الإقامة في حق المكلَّف يَنقطِع تبعًا لذلك الترخُّصُ الذي كان مِن أجْله.

 إذ "إنَّ شرعيَّةَ الرُّخص جزئيَّةٌ يُقتَصَرُ فيها على مَوضِعِ الحاجَة"، كما قال الإمام الشاطبي في "الموافقات" (1/ 468، ط. دار ابن عفان)، ومِن ثمَّ فإنَّ رخصة الفطر للمسافر لا تثبت بمجرد النية وحدها أو العزم على السفر قبل الشروع فيه، بل لا بد مِن التلبُّس بالسفر والشروع فيه فعلًا بمجاوزة محلِّ الإقامة؛ لأنه يصدق عليه حينئذٍ أنه مسافِر، وهذا ما عليه جماهير الفقهاء مِن المذاهب الفقهية المتبوعة، على تفصيلٍ بينهم في الوقت الذي يُباح للمُتَلَبِّسِ بالسفر فيه الترخُّصُ بالفطر، هل هو مقيدٌ بطلوع الفجر وما قَبْله مِن الليل أو مُطْلَقٌ عن هذا القيد[دار الإفتاء].

وجاء في السنة النبوية جملة من الأحاديث التي رهبت من الفطر في رمضان، فعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " عرى الاسلام، وقواعد الدين ثلاثة، عليهن أسس الاسلام، من ترك واحدة منهن، فهو بها كافر حلال الدم: شهادة أن لا إله إلا الله، والصلاة المكتوبة، وصوم رمضان " رواه أبو يعلى، والديلمي، وصححه الذهبي.

وعن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أفطر يوما من رمضان، في غير رخصة رخصها الله له لم يقض عنه صيام الدهر كله، وإن صامه".

قال الذهبي:"وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان بلا مرض، أنه شر من الزاني، ومدمن الخمر، بل يشكون في إسلامه، ويظنون به الزندقة، والانحلال".

Dr.Randa
Dr.Radwa