الجمعة 3 مايو 2024

المقاهي بين التاريخ والأثر.. «الأنجلو» مقهى الباشوات والأحاديث السياسية (22-30)

صورة أرشيفية

ثقافة1-4-2024 | 11:34

بيمن خليل

يُعدّ المقهى جزءًا مهمًا من تاريخ مصر الحديث، فهو أكثر من مجرد مكان لقضاء أوقات الفراغ كما يُظن، تزخر مصر بالعديد من المقاهي العريقة ذات التأثير التاريخي البارز، التي شهدت نهضة فكرية وثقافية هامة على مر العصور، مما أسهم في تغيير مجرى التاريخ، فقد احتضنت المقاهي شرائح مجتمعية متعددة تحت سقف واحد، واكتسبت شهرتها من كبار الشخصيات المؤثرة في ميادين مختلفة سياسية وفنية وأدبية.

يعتبر مقهى الأنجلو بشارع شريف في وسط البلد بالقاهرة من أقدم المقاهي في مصر التي لها تاريخ عريق وباع كبير في السياسة، فهو من أشهر الحانات التي يعود تأسيسها إلى أكثر من قرن والتي كان يفضلها نخبة المجتمع من  (الفنانين، والسياسيين، والكتاب، والصحفيين)، من جيل الستينيات والسبيعينات من القرن الماضي.

شهد الأنجلو أحداث عصره من الجلسات والأحاديث الاجتماعية والسياسية، فعلى طاولته تتشكل الوزارات وتحاك المؤامرات السياسية فقد اشتهر بأنه مقرًا لرجال السياسة فقط بينما لم يكن الطلبة يرتادون هذا النوع من المقاهي.

وكانت موائد هذا المقهى عادة محجوزة لرجال السياسة خاصة من البشوات وكل باشا له مزاجه الخاص وله "شلته" التي تتجمع حوله ولا يسمح لأحد غيرهم بالجلوس معهم.

وقيل عن هذا المقهى أن وكيل وزارة الداخلية "حسن فهمي رفعت باشا" كان يرتاده في كل صباح ليشرب فنجان القهوة، ويلتقي برجل مهم اسمه "الشيخ رويتر" سمى بذلك لكثرة ما يحمله من أخبار وحكايات، يجمع أخباره من عمال المقاهي وخدم المنازل ويجلس السيد حسن رفعت باشا يعرف ما يدور بالبلد ويستمع دائما إلى صالح رويتر في صمت لا يقطعه سوى صوت رشفاته من فنجان القهوة ، ثم يذهب إلى مكتبه بالوزارة سيرًا على قدميه، من شارع شريف إلى شارع الشيخ ريحان، ثم يضع الباشا خططه طبقاً لتقرير الشيخ صالح رويتر.

Dr.Randa
Dr.Radwa