بحث الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سبل تعزيز التعاون في مجالي التجارة والتكنولوجيا لمواجهة التحديات العالمية المتزايدة، وجددا التأكيد على عدد من الالتزامات المشتركة المتعلقة بمجالات أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي والتجارة عبر الأطلسي.
جاء ذلك خلال الاجتماع السادس لمجلس التجارة والتكنولوجيا المشترك "TTC"، الذي عقده الجانبان في مدينة لوفين ببلجيكا؛ حيث مثلت المفوضية الأوروبية نائبا الرئيس التنفيذي مارجريت فيستاجر وفالديس دومبروفسكيس، وانضم إليهما المفوض تييري بريتون.. فيما حضر من الجانب الأمريكي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو والممثلة التجارية الأمريكية كاثرين تاي.
وذكرت المفوضية الأوروبية - في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي اليوم /الجمعة/ - أن الاجتماع أتاح للوزراء الاستفادة من العمل الجاري وتقديم إنجازات جديدة للمجلس بعد عامين ونصف من التعاون.. مؤكدة أن مجلس التجارة والتكنولوجيا المشترك يعد منتدى رئيسيًا للتعاون الوثيق في قضايا التجارة والتكنولوجيا عبر الأطلسي.
وبحسب البيان، عُقد الاجتماع في سياق جيوسياسي مليء بالتحديات، بما في ذلك الأزمة الراهنة بين روسيا وأوكرانيا والضغوط الاقتصادية العالمية.
وأظهر الاجتماع أن هناك التزامًا قويًا بتعزيز القيادة عبر الأطلسي في مجال التكنولوجيات الناشئة والبيئة الرقمية، وتسهيل التجارة والاستثمار الثنائي والتعاون في مجال الأمن الاقتصادي والدفاع عن حقوق الإنسان وقيمه، فضلا عن أن تسريع التحولات الرقمية والخضراء يفتح فرصًا للنمو والابتكار، لكنه يتطلب أيضًا تعزيز التعاون عبر الأطلسي نحو نهج مشترك.
وأضاف البيان أن الجانبين جددا التزامهما المشترك بالنهج القائم على المخاطر في التعامل مع الذكاء الاصطناعي ودعم تقنيات الذكاء الاصطناعي الآمنة والجديرة بالثقة، حيث يؤمن كلا الشريكين بإمكانيات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في إيجاد حلول للتحديات العالمية، وأعلن الشركاء أيضًا عن حوار جديد بين مكتب الاتحاد الأوروبي للذكاء الاصطناعي ومعهد السلامة الأمريكي بشأن تطوير الأدوات والمنهجيات والمعايير لقياس وتقييم نماذج الذكاء الاصطناعي.
ووفقاً للبيان، منذ إطلاق مجلس التجارة والتكنولوجيا المشترك في عام 2021، عمل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على تعزيز الشفافية وتخفيف المخاطر لجني فوائد الذكاء الاصطناعي لمواطنيهما ومجتمعاتهما ومواصلة تنفيذ خارطة الطريق المشتركة للذكاء الاصطناعي وإدارة المخاطر الجديرة بالثقة.
وتابع أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تبنيا اليوم رؤية مشتركة لشبكة الجيل السادس تحدد مسارًا للقيادة في هذه التكنولوجيا، كما وقعا ترتيبًا إداريًا للتعاون البحثي، ويعتمد هذا على توقعات الجيل السادس التي تم اعتمادها في مايو 2023، وخريطة طريق الصناعة بشأن الجيل السادس في ديسمبر 2023.
وفي مجال أشباه الموصلات، يقوم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بتمديد ترتيباتهما الإدارية لمدة ثلاث سنوات، والتي بموجبها يتعاونان بشكل مثمر لتحديد الاضطرابات المبكرة في سلسلة التوريد وضمان شفافية إعانات الدعم، وسوف يلتزمون بالتعاون في مجال أشباه الموصلات القديمة وتوحيد الجهود في مجال البحث لإيجاد بدائل للمواد البيرفلوروالكيل (PFAS) في الرقائق، من خلال الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي.
وفيما يتعلق بمعايير التكنولوجيا الناشئة، أصدر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تقرير رسم خرائط الهوية الرقمية؛ بهدف تحديد حالات الاستخدام لقابلية التشغيل البيني عبر المحيط الأطلسي واستخدام الهويات الرقمية عبر الحدود.
وفي عام 2023، أقر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة معيارًا دوليًا مشتركًا بشأن أنظمة شحن الميجاوات لإعادة شحن المركبات الكهربائية الثقيلة، فيما تعهد الجانبان بمواصلة العمل على المعايير كعوامل تمكين للتحول الأخضر.
كما أكد الجانبان مجددًا على أهمية مبادرة الأطلسي بشأن التجارة المستدامة (TIST)، التي منذ بدايتها في عام 2022 تؤطر عمل مجلس التجارة والتكنولوجيا المشترك في هذا الصدد.
وفي اجتماع اليوم.. قام الوزراء بتقييم العمل الجاري في إطار (TIST) بما في ذلك تقييم المطابقة، لتسهيل التجارة في السلع والتكنولوجيات التي تعتبر حيوية للتحول الأخضر واتفقا على نشر "كتالوج" مشترك لأفضل الممارسات في مجال المشتريات العامة الخضراء للمساعدة في تسريع نشر مشروعات الاستدامة الممولة من القطاع العام، وتعزيز تعاونهم في سلاسل توريد الطاقة الشمسية.
وأعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وفقاً للبيان، عزمهما على تسهيل التجارة عبر الأطلسي ومواصلة تنمية شراكتهما الاقتصادية الفريدة.
ولتحقيق هذه الغاية، اتفق الجانبان على تسهيل التجارة الرقمية، حيث تم اتخاذ خطوات لتسهيل التجارة الرقمية للشركات من خلال تنسيق ومواءمة المعايير الفنية الخاصة بها لأنظمة الفواتير الإلكترونية، والتي ينبغي أن تقلل إلى حد كبير من الوقت والروتين، كما سيؤدي ذلك أيضًا إلى تقليل استخدام الورق وانبعاثات الكربون المرتبطة بطرق الفواتير التقليدية.