الجمعة 3 مايو 2024

مساجد تاريخية| «مسجد محمد بك أبو الذهب» ( 28- 30)

جامع محمد بك أبو الذهب

ثقافة7-4-2024 | 18:03

أروى أحمد

تميز العصر الإسلامي بغزارة عمائره الدينية، والتي أساسها بيوت الله المساجد، والجوامع، وسُمّيت المساجد بهذا الاسم : باعتبارها مكان للسجود، والمكان الذي أعد للصلاة فيه على الدوام، ويطلق على المسجد هذه التسمية إذا كان صغير الحجم، وهو مكان مهيئ للصلوات الخمس، أمّا إذا كان كبير الحجم فيُسمى جامعًا ، لأنه علامة لاجتماع عدد كبير من الناس للصلاة فيه وكذلك لإقامة صلاة الجمعة فيه أيضا، ويُقال لكل جامع مسجد، وليس كل مسجد جامع.

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، مساجد وجوامع تاريخية، وسنلقي الضوء على الجوامع التاريخية  في مصر بشكل عام ومدينة القاهرة التي عرفت بمدينة الألف مأذنة بشكل خاص، ونستكمل في اليوم الثامن والعشرون من رمضان 1445 هـ،  في جولة مع  مسجد محمد بك أبو الذهب.

يعد جامع محمد بك أبو الذهب أحد الجوامع التاريخية والأثرية المهمة في القاهرة، والذي يقع تجاه جامع الأزهر الشريف، وهو يعتبر من الجوامع المعلقة "أي التي بنيت مرتفعة عن مستوى الطريق وفتح بسفل وجهاتها دكاكين"،

 وهو عباره عن مجموعة مكونه من جامع ومدرسة وتكية أنشأها الأمير محمد أبو الدهب منذ عام 1187هـ وحتى عام 1188هـ، وكان أبو الذهب تابعا لعلي بك الكبير أحد أمراء مصر، والذي اشتراه عام 1175هـ  وقلده الإمارة فقام بتوزيع الهبات والعطايا الذهبية على الفقراء والعامة  من شدة فرحه ومن هنا لقب بمحمد بك أبو الذهب، وعظم شأنه في وقت قصير إلى أن انفرد بإمارة مصر.

للجامع واجهتان إحداهما تشرف على ميدان الأزهر، ويتوسطها المدخل الرئيس ويصعد إليه بسلم مزدوج له درابزين من الخرط، والثانية تقابل الجامع الأزهر وبنهايتها مدخل آخر يشبه المدخل الرئيس، وقد بنى هذا المسجد على غرار مسجد سنان باشا ببولاق من حيث التخطيط والطراز فيما عدا فروقا بسيطة.

حيث يتكون تخطيطه من مساحة مربعة الشكل طول ضلعها 15 مترا، تغطيها قبة كبيرة تتكون رقبتها من ستة عشر ضلعا فتح بها شبابيك من الجص والزجاج الملون، وترتكز على حوائط المسجد بواسطة أربعة عقود تشغل أركان المربع، وكانت القبة مزينة بنقوش مذهبة لم يبق منها سوى آثارها، وفي أسفل الرقبة طراز مموه بالذهب مكتوب به آيات قرآنية تنتهى باسم محمد بك أبو الذهب، ويتوسط جدار القبلة محراب مكسو بالرخام الملون والخردة الملون والخردة المطعمة بالصدف وإلى جانبه منبر خشبى، وتجاه المحراب بالجدار المقابل له توجد دكة المبلغ محمولة على كابولين ولها درابزين من الخشب الخرط يصعد إليها وإلى سطح المسجد بواسطة سلم داخل هذا الجدار.

كما أن للمسجد ثلاثة أبواب تفتح على الأروقة الثلاثة المحيطة بجوانبه الثلاثة والتي تغطيها قباب محمولة على عقود ترتكز على أكتاف من الحجر وأعمدة من الرخام كما هو الحال بمسجد سنان باشا.

يوجد في نهاية الرواق البحري على يسار الداخل من الباب الرئيسي مقصورة من النحاس المصنوع بتصميم جميل بها قبر المنشئ وجدرانه مكسوة بالقاشاني المزخرف، ويجاور هذه المقصورة مقصورة أخرى بها خزانة الكتب.

كما يضم الركن القبلي الغربي  منارة عاليه جدا مربعة الشكل، لها دورتان وتنتهي من أعلى بخمسة رؤس على شكل زلع، وهى بشكلها هذا تعتبر فريدة بين المآذن التركية، هذا وقد ألحق أبو الذهب بمسجده من الجهة الغربية تكية وحوضا لسقى الدواب وسبيلا.

Dr.Randa
Dr.Radwa