دقت دراسة طبية حديثة أجريت في كلية الطب جامعة واشنطن، ناقوس الخطر من إمكانية تسبب مرض السكري النوع الثاني في تقدم خلايا المخ بسرعة أكبر مما قد يحدث بشكل طبيعي ما يؤدي إلى تدهور إدراكي مبكر وزيادة خطر الإصابة بالخرف، حيث يمتد تأثير مرض السكري النوع الثاني إلى ما هو أبعد من مستويات السكر في الدم ومقاومة الأنسولين؛ قد يكون أيضا سريع التأثير على صحة الدماغ.
وأكد الباحثون أن الأبحاث زودتنا بفهم أوضح لكيفية تأثير مرض السكري على شيخوخة الدماغ، ووجدت إحدى الدراسات المحورية التي نشرت في مجلة علم الأعصاب أن الأشخاص المصابين بداء السكري النوع الثاني أظهروا علامات تسارع شيخوخة الدماغ بما في ذلك انخفاض حجم الدماغ وضعف الوظائف المعرفية، وكانت هذه التغييرات أكثر وضوحا لدى الأفراد الذين أصيبوا بمرض السكري لفترة أطول مما يشير إلى تأثير تراكمي بمرور الوقت.
واستخدمت الدراسة الحالية آخر فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لمقارنة أدمغة مرضى السكري النوع الثاني وعدد من الأصحاء كانت النتائج صارخة حيث وجد أن أحجام أدمغة مريض السكر كانت أصغر خاصة في المناطق المسؤولة عن الذاكرة و الوظائف التنفيذية، وكان هذا الإنكماش أقرب إلى إضافة عشر سنوات إضافية إلى عمر أدمغتهم مما يسلط الضوء على التأثير العميق الذي يمكن أن يحدثه مرض السكر في صحة الدماغ.
وشددت الدراسة على أن الآليات الكامنة وراء شيخوخة الدماغ الناجمة عن مرض السكر معقدة ومتعددة الأوجه، كما يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى الالتهاب والإجهاد التأكسدي والذي بدوره يمكن أن يتلف خلايا الدماغ والأوعية الدموية التي تزودها، بالإضافة إلى ذلك يزيد مرض السكر من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب والتي يمكن أن تزيد من ضعف الوظائف المعرفية من خلال التأثير على إمدادات الدم في الدماغ.
وعلى الرغم من من النتائج المقلقة التى تثيرها هذه الدراسة ، إلا أن الباحثين أكدوا أهمية اتباع عدد من الضوابط الصحية لتجنب أو تقليل الآثار السلبية الناجمة عن الإصابة بمرض السكر مثل اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضراوات والحبوب الكاملة، ومع ممارسة الرياضة بانتظام، فضلا عن تناول الأدوية التي تعمل على حماية صحة الدماغ، مشيرة إلى أن الانخراط في الأنشطة التي تتحدى الدماغ مثل تعلم مهارات أو هوايات جديدة ، والبقاء نشطا اجتماعيا يمكن أن يدعم أيضا الوظيفة الإدراكية.