أكد نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية اللواء محمد إبراهيم الدويري، أن مصر لم تقف موقف المراقب تجاه الأحداث التي تشهدها المنطقة بل اشتبكت معها سياسيا وبذلت كل الجهود لاحتواء هذه التوترات وتعمل ليل نهار حتى الآن من أجل التوصل لوقف إطلاق النار في غزة كمرحلة أساسية نحو توفير المناخ أمام استئناف عملية السلام.
وقال اللواء محمد الدويري - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم - "إن كافة التطورات الأخيرة تؤكد صحة موقف القيادة السياسية المصرية التي حذرت منذ اليوم الأول لاندلاع حرب غزة من مغبة توسيع دائرة الصراع في المنطقة.
ورأى أن الضربات الإيرانية الأخيرة التي تم توجيهها إلى إسرائيل تعتبر مرحلة من مراحل التصعيد العسكري التدريجي بين الدولتين مهما كانت طبيعة النتائج الميدانية لهذه الضربات، أخذا في الاعتبار أن هناك أصواتا داخل الحكومة الإسرائيلية تطالب "نتنياهو" بضرورة الرد تأكيدا لقوة الردع الإسرائيلي وأن يكون هذا الرد رسالة واضحة لإيران بأن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام مثل هذه التطورات.
ونبه إلى أن هذه التطورات يمكن أن تقود المنطقة لانفجار غير محسوب ولا يمكن الاعتماد فقط على أنها لم تحقق خسائر مادية أو بشرية ملموسة في الداخل الإسرائيلي؛ حيث إنه إذا ما افترضنا أن الصواريخ الإيرانية قد أصابت أهدافا مؤثرة فمن الضروري أن يكون الرد الإسرائيلي سريعا وقويا ومؤثرا.
وتابع أن مثل هذه العمليات تزيد من حالة التوتر وعدم الاستقرار التي تشهدها حاليا منطقة الشرق الأوسط بل إن كل المعطيات تشير إلى أن هذه الحالة سوف تستمر إلى فترة قادمة، هذا إذا ما ربطنا هذه الأحداث الأخيرة بالحرب الإسرائيلية الحالية على غزة والتي يمكن اعتبارها أحد أهم عوامل التوتر الراهن بين إسرائيل وإيران، ولاسيما فيما يتعلق بالموقف الذي يتخذه الحوثيون ضد السفن المارة في مضيق باب المندب والتي أثرت تأثيرا مباشرا على حركة التجارة الدولية.
وأشار إلى أن هذه التطورات الأخيرة وتصاعدها تتطلب من كافة الأطراف أن تكون على مستوى المسئولية وأن تلتزم بسياسة ضبط النفس ومحاولة التحرك في مسار جديد يقود المنطقة إلى تهدئة مطلوبة بدلا من هذه التوترات التي لن تكون في مصلحة الجميع، ولا شك أن هذا المسار الجديد لابد أن يبدأ بإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة كمدخل رئيسي لهذه التهدئة المنشودة.
واختتم اللواء محمد إبراهيم منوها بأن رؤية مصر سوف تظل، وفي كل الأحوال، ثابتة وواضحة ولا تقبل الشك إزاء التأكيد على أن حالة عدم الاستقرار في المنطقة سوف تظل قائمة ما دامت القضية الفلسطينية لم تجد طريقها للحل العادل والشامل الذي لن يتحقق إلا من خلال مفاوضات سياسية تؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.