تعتبر القاهرة عاصمة مصر لأكثر من ألف عام، وتحتوي على العديد من الشوارع والميادين التاريخية التي يمتد عمرها إلى قرون قديمة، يقصدها عدد كبير من السياح والمواطنين للاستمتاع بجمال العاصمة، فهي تعد من معالم القاهرة التاريخية والسياحية الشهيرة.
من خلال بوابة «دار الهلال»، نستعرض معكم خلال شهر رمضان الكريم لعام 1446 هـ يوميًا، أحد الشوارع التاريخية المعروفة، في جولة ممتعة تشمل أهم شوارع القاهرة التاريخية.
شارع محمد علي
تعود تسمية شارع محمد علي إلى محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة. بدأ تصميم الشارع عام 1869م، وهو تاريخ مختلف عليه بين المؤرخين.
يبدأ الشارع من العتبة الخضراء ويمتد حتى جامع السلطان حسن، ليصل قلب المدينة بالقلعة، مما جعله منطقة عبور المواكب والاحتفالات، وكذلك تواجد القوى السياسية المختلفة.
ازدادت عظمة وعمق تاريخ الشارع ببناء دار الكتب المصرية، المعروفة باسم "الكتب خانه الخديوي"، مما أضاف بُعدًا ثقافيًا وعلميًا للشارع ولمصر بشكل عام. مقابل دار الكتب، أُنشئ مقهى دار الكتب الذي تردد عليه العديد من العظماء والفنانين مثل: توفيق الحكيم، حافظ إبراهيم، لطفي السيد، و أحمد رامي.
احتوى الشارع على العديد من الأسواق والمحلات المتنوعة، ونظرًا لازدهاره بالفرق الموسيقية، أنشأ جميل جورج صانع الأعواد المعروف، بعد زيارته لمصر وزيارة الشارع، محلًا صغيرًا لصنع العود.
الشارع قريب من منطقة الأزبكية التي استوطنها العديد من أمراء المماليك، وقريب أيضًا من تياترو الخديوي الذي أصبح الآن يعرف بالمسرح القومي من دار الأوبرا.
عاش العديد من الفنانين في هذا الشارع، فأصبح مصنعًا لإنتاج الفنانين العظام. ولم يقتصر ازدهار الشارع على الفنانين فقط، بل شمل أيضًا العديد من المجالات الأخرى.
عندما قرر الشيخ علي يوسف اختيار مقر لجريدة "المؤيد"، اختاره في هذا الشارع، وانتشرت بسرعة معامل وورش الزنكوغراف لتجهيز وطباعة الجرائد، وكذلك الكروت وكل ما يتعلق بالطباعة أصبح متوفرًا في الشارع، بالإضافة إلى ورش الخشب وغيرها، مما جعله مجمعًا للورش والصناعات المختلفة.