حلت مصر ضيف شرف بمعرض أبو ظبي الدوليّ للكتاب 2024 الذي افتتحت أعماله أمس الاثنين وتستمر حتى الخامس من مايو المقبل، وفي إطار النشاط الثقافي عقدت إدارة المعرض ندوة "نجيب محفوظ مرآة للتاريخ والمجتمع" بمشاركة فيها دكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، ودكتور محمد عفيفي ودكتور سعيد العلوي ودكتور محسن الموسوي، وأدارتها الروائية المصرية ريم بسيوني.
وشهدت الندوة حضور الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، ودكتور أحمد بهي الدين رئيس هيئة الكتاب، ودكتور على بن تميم رئيس معرض أبو ظبي للكتاب، وأم كلثوم ابنة نجيب محفوظ "الشخصية المحورية للمعرض في دورته الحالية).
وقال الدكتور أحمد زايد: نجيب محفوظ أديبًا عالميًا بكل المقاييس، وتأثير أدبه كان أيضًا عالميًا، وإذا أردنا أن نبحث في تأثيره داخل المجتمع المصري وفى عالمنا العربي، فعلينا أن نبحث في تصور نجيب محفوظ نفسه عن المجتمع، وأن نضع في الاعتبار خياله ورؤيته وفلسفته، باعتباره دارسًا لها".
وأكد زايد عبر كلمته خلال الندوة أن نجيب محفوظ نجح نجاحًا كبيرًا في تصوير حياة المصريين، وقدّم تصوراته عن الحارة المصرية بما فيها من صراع بين الخير والشر، والحب والكراهية، وكل العواطف التي تربط الرجل بالمرأة، وغيرها من المشاعر الإنسانية.
وتابع: "عبقرية أدب نجيب محفوظ تتجلى في نظري، كأستاذ علم اجتماع، في أن رواياته أرخت لنشأة الطبقة المتوسطة في مصر، من خلال الحارة المصرية في "الثلاثية" على سبيل المثال، بل وفى تتبع تطور هذه الطبقة عبر عدة أجيال، ورصد عدم تجانس أبناء هذه الطبقة، لانتماء أفرادها الى إيديولوجيات مختلفة، رواياته أيضًا أطلقت أجراس إنذار ببدايات تشرذم الطبقة الوسطى وانتماء بعضها لتيارات فكرية متعارضة، ظهر ذلك في "ثرثرة فوق النيل" وفى "ميرامار" على سبيل المثال".
وطالب زايد ببالغ الاهتمام بأدب نجيب محفوظ من جانب علماء الاجتماع، على اعتبار أن كل رواية من رواياته تعكس صراعات مجتمعية في زمن معين، فكل رواية هي رواية تاريخية، وقال إن عظمة أدب نجيب محفوظ في أنه يجعلنا في حاجة إلى المزيد من تأمل أنفسنا على اعتبار أننا أبناء الطبقة الوسطى.
فيما أكد دكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ أن الجانب التاريخي حاضر بقوة في أدب محفوظ لأنه ترعرع في الفترة الليبرالية بعد ثورة 19 ، لهذا بدأ بالروايات " الفرعونية ".
ومن جهته قال دكتور سعيد العلوي عميد كلية الآداب الأسبق في جامعة محمد الخامس بالرباط أن المجتمع كان حاضرًا وبقوة في أدب محفوظ، نرى ذلك في الحارة، وفى العوامة، كما نلمس التصوف والروحانيات في أعماله.
وأضاف دكتور محسن الموسوي أستاذ الأدب العربي بجامعة كولومبيا أنه وضع مؤلفًا تحدث فيه عن انفراط عقد الرواية العربية بعد نجيب محفوظ، وقال أن تمرد الشباب حينذاك على أدب محفوظ إنما هو في الحقيقة اعتراف بأستاذيته.
وأشار الموسوي إلى أن أديب نوبل لجأ إلى تجارب جديدة في أواخر عمره ليجاري الشباب، وأن الغرب يأخذ عن أدب محفوظ حال دراسته للمجتمع المصري والعربي، الأمر الذي يؤكد عظمة أدب نجيب محفوظ.