حراك طلابي غير مسبوق تشهده الجامعات في عدة دول حول العالم، للمطالبة بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقوبلت هذه الاحتجاجات الطلابية بقمع شديد من قبل السلطات، خصوصاً في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اعتقل ما يزيد عن 2000 طالب.
وفجر ذلك الحراك طلاب جامعة "كولومبيا" بنيويورك، في الـ18 أبريل الماضي، حين بدؤوا اعتصاماً احتجاجاً على الاستثمارات المالية المستمرة للجامعة في الشركات التي تدعم احتلال فلسطين، و"الإبادة الجماعية" في غزة.
ومنذ ذلك الحين، شهدت الولايات المتحدة مظاهرات طلابية؛ للمطالبة بالوقف الفوري للحرب على غزة، وإنهاء المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، وسحب استثمارات الجامعات من شركات توريد الأسلحة، وغيرها من الشركات المستفيدة من الحرب، والعفو عن الطلاب، وأعضاء هيئة التدريس، الذين تعرضوا لإجراءات تأديبية أو الطرد بسبب الاحتجاج، في أكثر من 150 جامعة وكلية في جميع أنحاء البلاد.
وتنوعت ردود إدارة الجامعات الأمريكية، اتجاه هذا الحراك الطلابي، ففي الوقت الذي سمحت فيه إدارة جامعة "كولومبيا" للشرطة، بمداهمة الخيام وتنفيذ الاعتقالات، أتحات جامعة كاليفورنيا - بيركلي إقامة مخيم مؤيد للقضية الفلسطينية ما دام ذلك لا يعرقل سير عمل الحرم الجامعي ولا يشكل تهديدًا بالعنف.
أما في جامعة كاليفورنيا - لوس أنجلوس، فقد قامت الشرطة بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين، فضلاً عن إزالة الحواجز والخيام التي نصبها الطلاب.
حراك عالمي
وشهدت الجامعات الأوروبية حراك مماثل للجامعات الأمريكية، ففي جامعة مانشستر ببريطانيا جري تنظيم اعتصاماً بحرم الجامعة، للضغط على إدارتها لقطع علاقاتها مع إسرائيل.
وضربت الجامعات الفرنسية في مختلف أرجاء البلاد موجة واسعة من الاحتجاجات، للتنديد بالإبادة الجارية في قطاع غزة، وللمطالبة بعدم فرض قيود على الأنشطة الداعمة للقضية الفلسطينية.
أما في سويسرا، اعتصم قرابة 100 طالب بمبنى تابع لجامعة "لوزان"، مطالبين بمقاطعة أكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية، ووقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
وفي ألمانيا، أقدمت الشرطة على فض اعتصاماً في حديقة جامعة "هومبولت" في العاصمة برلين، للتنديد بالإبادة الجماعية في غزة.
وفي العالم العربي، نظم مئات الأردنيين، الجمعة، مسيرة تضامنية مع الحراك الطلابي العالمي، حيث قدموا التحية لطلاب الجامعات الأميركية والغربية الذين انتفضوا ضد الدعم المقدم لإسرائيل.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع، أسفرت عن عشرات آلاف القتلى والجرحى، مع دمار واسع بالبنى التحتية للقطاع، أدى إلى انعدام جميع أشكال مقومات الحياة.